الطائفية... العصا السحرية

من أعمال الفنان باسل بو حمد


تشكل العصبية المذهبية احد الاشكالات الرئيسية التي باتت مصدر قلق للمواطن المتجرد في مجتمعاتنا الخليجية والعراق، وباتت عائقاً لتطورها، وهي شرخ عميق الجذور في جسد اوطاننا منذ ما يزيد على 1400 سنة، حتى اصبحت مصدرا للاستغلال من قبل متسلقي السياسة.
وعلى مدى التاريخ العربي، كانت الطائفية والمذهبية من اسهل وامضى الاسلحة لدى الانظمة الحاكمة لتفريق المجتمعات وتمزيقها، حينما تطلب الامر اشغالها بهذه المسائل الخلافية، ما ادى الى ديمومة سلطات الحكم خلال الحقب التاريخية التي مرت بها الامة الإسلامية حيث كان التمييز سلوكا سياسيا ومصدرا لتعبئة طرف ضد الآخر، وهذا ما خلق اجواء التمترس وراء الذات الطائفية لكلا الطرفين لحماية افرادهما، وستظل الطائفية العصا السحرية لاولئك الذين يطمحون إلى تحقيق المكاسب السياسية ما دام كل طرف يعمل لأهداف وأجندات خاصة، تمزق وحدة المجتمع بإثارة شعارات الخطر والمؤامرة والمخطط التكفيري والولاء المزدوج، وهذا للأسف نتاج ثقافة منغلقة ورثت احادية الفكر من دون وعي وإدراك لخطورتها على المجتمع.
وإزاء هذه الاجواء الخطرة على مجتمعاتنا ينبغي على قادة المجتمع المدني من مثقفين ومفكرين ان يدركوا أن لهم دورا مهما لمواجهة مخاطر استمرارية هذا النهج من كلا الطرفين. فالنيات الحسنة فقط لا تكفي لتحقيق ما ينشدونه.
وان محاولات الحكومات اخفاء النار تحت الرماد لا يمكن ان تستمر، فالأمر يتطلب الايمان بروح الاخاء الوطني والتعايش الذي ينشده المواطن في ظل سيادة القانون في حضن الوطن الواحد والتخلص من المعوقات المذهبية داخل كل مذهب، واطلاق كل طرف على نفسه انه الفرقة الناجية، والكف عن تكفير الطرف الآخر، والاهم من كل ذلك الايمان بحق كل طرف في الاختلاف وحريته في معتقداته، وذلك لتحقيق ارضية اللقاء والتواصل بإزالة الجدران العازلة التي تشكل عائقا لفهم كل طرف للآخر وفق رؤية عقلانية واعية.
لذلك، فإنه من الواجب على المخلصين من كلا الطرفين في هذه المرحلة نزع المخالب من جسد الآخر، والعمل على اكتشاف الذات بالتخلص من ممارسة الترصد من قبل الجانبين ومراجعتها والنقد الموضوعي لها، بهدف اصلاح المنظومات الفكرية والعقائدية المتجذرة، والتي باتت تشكل مصدراً لنزيف المجتمع، ما يتطلب خلق اجواء التعايش المطلوبة بعيدا عن شحن الذات الطائفية سرا.
mousamarafi@hotmail.com
وعلى مدى التاريخ العربي، كانت الطائفية والمذهبية من اسهل وامضى الاسلحة لدى الانظمة الحاكمة لتفريق المجتمعات وتمزيقها، حينما تطلب الامر اشغالها بهذه المسائل الخلافية، ما ادى الى ديمومة سلطات الحكم خلال الحقب التاريخية التي مرت بها الامة الإسلامية حيث كان التمييز سلوكا سياسيا ومصدرا لتعبئة طرف ضد الآخر، وهذا ما خلق اجواء التمترس وراء الذات الطائفية لكلا الطرفين لحماية افرادهما، وستظل الطائفية العصا السحرية لاولئك الذين يطمحون إلى تحقيق المكاسب السياسية ما دام كل طرف يعمل لأهداف وأجندات خاصة، تمزق وحدة المجتمع بإثارة شعارات الخطر والمؤامرة والمخطط التكفيري والولاء المزدوج، وهذا للأسف نتاج ثقافة منغلقة ورثت احادية الفكر من دون وعي وإدراك لخطورتها على المجتمع.
وإزاء هذه الاجواء الخطرة على مجتمعاتنا ينبغي على قادة المجتمع المدني من مثقفين ومفكرين ان يدركوا أن لهم دورا مهما لمواجهة مخاطر استمرارية هذا النهج من كلا الطرفين. فالنيات الحسنة فقط لا تكفي لتحقيق ما ينشدونه.
وان محاولات الحكومات اخفاء النار تحت الرماد لا يمكن ان تستمر، فالأمر يتطلب الايمان بروح الاخاء الوطني والتعايش الذي ينشده المواطن في ظل سيادة القانون في حضن الوطن الواحد والتخلص من المعوقات المذهبية داخل كل مذهب، واطلاق كل طرف على نفسه انه الفرقة الناجية، والكف عن تكفير الطرف الآخر، والاهم من كل ذلك الايمان بحق كل طرف في الاختلاف وحريته في معتقداته، وذلك لتحقيق ارضية اللقاء والتواصل بإزالة الجدران العازلة التي تشكل عائقا لفهم كل طرف للآخر وفق رؤية عقلانية واعية.
لذلك، فإنه من الواجب على المخلصين من كلا الطرفين في هذه المرحلة نزع المخالب من جسد الآخر، والعمل على اكتشاف الذات بالتخلص من ممارسة الترصد من قبل الجانبين ومراجعتها والنقد الموضوعي لها، بهدف اصلاح المنظومات الفكرية والعقائدية المتجذرة، والتي باتت تشكل مصدراً لنزيف المجتمع، ما يتطلب خلق اجواء التعايش المطلوبة بعيدا عن شحن الذات الطائفية سرا.
mousamarafi@hotmail.com