نقل تحيات «الرفاق» في الكويت إلى نظرائهم البحرينيين مطالباً بالتزام الخط النضالي المشترك

أحمد الديين: تحدينا المقبل مواجهة النيوليبرالية والنهج الرأسمالي للسلطة وحلفائها الطبقيين

تصغير
تكبير
الرأسمالية الـ«نيوليبرالية» هدفها إلغاء دور الدولة وتصفية القطاع العام وتقليص الإنفاق الاجتماعي وخفض أو إلغاء الدعوم

نحن دعاة عدالة اجتماعية بمناهضة النظام الرأسمالي العالمي كونه نظاما استغلاليا آيلا إلى زوال

عدالتنا المنشودة فيها القطاعان العام والتعاوني قائدا عجلة التنمية وليس «الخاص» مثلما يروج النيوليبراليون
في موازاة دعوته للتصدي للنهج الرأسمالي النيوليبرالي العالمي، أشاد عضو التيار التقدمي الكويتي أحمد الديين، بالعلاقة العضوية بين الحركتين الوطنيتين الديموقراطيتين التقدميتين في البحرين والكويت سواء بشقها القومي عبر حركة القوميين العرب أو اليساري عبر الحركة الثورية الشعبية كذلك عبر الحركة الشيوعية ممثلة في العلاقة بين جبهة التحرير الوطني البحرانية وحزب اتحاد الشعب، لافتا أنه «اذا استذكرنا التاريخ ندرك أن ما بيننا كبير وعميق واليوم يواجه بلدانا الكويت والبحرين تحديات متقاربة مع فارق نسبي مع بعض التمايز ولكن هناك تحديات مشتركة».

وقال الديين، في كلمته التي ألقاها ممثلا عن التيار التقدمي الكويتي، خلال المؤتمر العام الثامن لجمعية العمل الوطني الديموقراطي «وعد» والذي أقيم في مدينة المنامة أول من أمس، بمشاركة ممثلين عن جمعيات سياسية بحرينية وأحزاب وتيارات خليجية وعربية، قال إن «من اهم التحديات التي تواجه البلدين (الكويت والبحرين) تحدي التصدي للنهج الرأسمالي النيوليبرالي الذي بدأ يشق طريقه في بلداننا على أيدي السلطات الحاكمة وحلفائها الطبقيين الرأسماليين الكبار»، معتبرا أن «هذا النهج الذي يهدف إلى إلغاء دور الدولة في الاقتصاد وتصفية القطاع العام عبر خصخصته وتقليص بنود الانفاق الاجتماعي الضرورية وخفض أو إلغاء الدعوم وتحميل الطبقات الشعبية وحدها أعباء العجز في الميزانية».


وأضاف: «نحن هنا، دعاة عدالة اجتماعية وربما يردد كثيرون غيرنا أنهم من دعاة العدالة الاجتماعية خارج التيار الوطني الديموقراطي التقدمي، ولكن الفرق أننا دعاة عدالة اجتماعية على أساس مناهضة النظام الرأسمالي العالمي بوصفه نظاما استغلاليا آيلا إلى زوال.. هذا هو الفرق بينا وبين سوانا مع قضية العدالة الاجتماعية».

إن «ما بين الكويت والبحرين، من علاقات له أبعاد كبيرة فعلى خلاف ما هو سائد فإن حضارة دلمون لا تقتصر على البحرين وجزرها فحسب وإنما هي حضارة كان موطنها ممتدا من الكويت إلى البحرين، فنحن أبناء حضارة واحدة هي حضارة دلمون».

واستذكر الديين الاحداث التاريخية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى أنه «في عام 1912 اختار معارضو الشيخ مبارك الصباح الذين اعترضوا على نظام الضرائب الباهظة، الهجرة إلى البحرين في مقدمتهم هلال المطيري إلى أن استرضاهم الشيخ مبارك وتراجع عن قراراته»، مضيفا أنه «في عام 1928 إلى عام 1930 صدرت مجلة الكويت كأول مجلة في الخليج العربي حيث صدرت في السنة الأولى من الكويت وفي السنة الثانية من البحرين».

وتابع: «في عام 1938 كانت هناك حركة ديموقراطية في المنطقة تمثلت في الكويت في حركة المجلس النيابي والدستور الذي امتد قرابة 6 أشهر، وكانت هناك حركة مماثلة في البحرين»، لافتا إلى أنه «بعد قمع هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات كانت الكويت هي ملجأ العديد من مناضلي ونشطاء الهيئة»، داعيا التيار الوطني والديموقراطي التقدمي في الكويت والبحرين إلى التصدي للتحديات التي تواجه البلدين وليس فقط التيار الوطني الديموقراطي بل الحركة الشعبية عموما.

وعن التحديات التي تواجه الكويت ومملكة البحرين، قال الديين، إنه فضلا عن التصدي للنهج الرأسمالي النيوليبرالي العالمي الذي يمثل التحدي الأول «يجب أن نقوم بالدور الوظيفي الملقى على عاتقنا كحركات وطنية وديموقراطية تقدمية في تمثيل شعبنا من أجل مواجهة تحدي اعادة الاعتبار لمشروع بناء الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة»، مبينا أنها «لن تكون دولة دينية ولن تكون أيضا دولة عقلية المشيخة بل هي دولة المواطنة الدستورية المتساوية ودولة سيادة القانون وليس المصالح».

وأشار الديين إلى أن «التحدي الثالث هو التحدي التنموي في بلدينا الكويت والبحرين حيث الاعتماد على مورد وحيد وناضب ومتذبذب بالأسعار»، معتبرا أن «قضية التنمية هي قضية حياة أو موت وليست ترفاً».

وذكر، أن «التنمية التي نقصدها ليست كما يقال تنمية اقتصادية واقتصادية اجتماعية وما شابه بل تنمية انسانية محورها الانسان وهدفها الانسان»، موضحا أنها «تنمية عدالة اجتماعية وتنمية يكون فيها القطاع العام والقطاع التعاوني هما قاطرتا قيادة عجلة التنمية وليس القطاع الخاص مثلما يروج النيوليبراليون».

وحول التحدي الرابع، قال الديين، إن «التصدي لنهج التضييق على الحريات الذي تكرّس في البحرين منذ عام 2011 وتكرّس في الكويت منذ منتصف عام 2014 هو التحدي الذي يواجهنا كتيار وطني ديموقراطي وتقدمي في بلدينا بالاضافة إلى القوى الشعبية الأخرى».

وعن أسلوب تعاطي التيارات السياسية مع قضايا الحريات، قال الديين، «لنكن واضحين، قضية التصدي للحل القمعي وتجاوز الحل الأمني وموقفنا كتيار وطني ديموقراطي تقدمي يختلف عن بقية التيارات»، مبينا أن «هنالك موقفا انتقائيا عند تيارات أخرى تكتفي بالدفاع عن الحريات العامة والسياسية وتتجاهل الشق الآخر، وهو الحريات الشخصية مثل حرية المعتقد والحرية الشخصية التي يجب أن تكون مطلقة.. فنحن نأخذ هذين النوعين من الحريات في آن واحد معا وليست بصورة انتقائية مثلما يفعل البعض».

وشدد على أن «هذه التحديات الأربعة التي تواجه التيار الوطني والديموقراطي التقدمي في بلدينا تتطلب منا درجة عالية من الواقعية السياسية ولكن في الوقت نفسه تتطلب منا التزاما واضحا بالخط النضالي وتتطلب منا في البلدين تعاونا وتنسيقا مشتركا».

واستذكر الديين، مآثر الراحلين من المناضلين وفي مقدمتهم «الراحل عبدالرحمن النعيمي الذي كان قائدا وطنيا على مستوى المنطقة، بالاضافة إلى الرفيق ابراهيم شريف الذي ضحى ولا يزال يضحي من أجل تحقيق أماني شعب البحرين»، موجها التحية لكل المناضلين الوطنيين والديموقراطيين والتقدميين وكل أبناء الشعب البحريني الذين يتوقون إلى التقدم والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، ناقلا تحيات الرفاق في التيار التقدمي الكويتي وفي مقدمتهم المنسق العام الرفيق أنور الفكر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي