شهادة سامي الخطيب للتاريخ... «في عين الحدث» / الحلقة السادسة

تصغير
تكبير
| بيروت - من أحمد الموسوي |
يعتبر اللواء سامي الخطيب، الضابط، القائد والسياسي، من أكثر الشخصيات اللبنانية صلة بـ «أسرار» حقبات بارزة من تاريخ لبنان، وبـ «خفايا» المراحل الأكثر إثارة في مخاضه الدائم، في الحرب والسلم.
فالخطيب الذي ارتبط اسمه بالعمل الاستخباراتي كأحد رموز الحقبة الشهابية في لبنان واقترن بنشاط ما يعرف «المكتب الثاني»، كان على تماس مباشر بالقيادة السورية عندما عُيّن قائداً لـ «قوات الردع العربية»، قبل أن يتولى قيادة «بعض» الجيش اللبناني عندما كان الجنرال ميشال عون يمسك ببعضه الآخر أيام حكومته العسكرية.
وربما لـ «مكانته الحساسة» والمثيرة للجدل أصر أصدقاء اللواء الخطيب عليه البوح بما يمكن كشفه عن المراحل التي كان فيها صانعاً للحدث أو مشاركاً فيه أو في مواجهته وجاءت استجابته في كتاب صدر الجزء الأول منه في بيروت بعنوان «في عين الحدث - خمسة وأربعون عاماً لأجل لبنان»، وهو يعكف على إعداد الجزء الثاني.
ويقول الخطيب في معرض تقديمه لكتابه «بعد أن عدت إلى دفاتري وحقائب ذاكرتي وجدت أن ما اختزنته أغلى من أن يُثمن بمال أو عقار، والوطنية الحق تقضي بأن ننقلها إلى أجيالنا الطالعة، بعد تصحيح وتشذيب وتقويم لتصبح منارات يهتدي بها الضالون أو التائهون، وأن نهتدي بها ليس بالضرورة أن تكون كلها إيجابيات، فأن ترى العيب في واحدة تعطيك القوة على تحاشيها وهذه مناعة جديدة تكتسبها النفس لتطوير الإيجابيات، ومنع مرور السلبيات».
يضيف: «وفي هذا الكتاب الذي قسمته الى جزأين: الجزء الأول ويحوي إلى حد ما الفتوة فالصبا فالشباب والجزء الثاني يحوي: ريعان الشباب فالرجولة، وبداية الكهولة، وقسمت هذه المراحل من الجزء الأول للبحث الى خمسة فصول: الخيار، شرحت فيه كيفية الوصول إلى خياري العسكري، وبالتالي كيفية دخولي الى المدرسة الحربية، وبدء حياتي المهنية كضابط في الجيش اللبناني. الهوية والالتزام، تناولت فيه كيف تكونت قناعتي بقيادة الرئيس فؤاد شهاب عسكرياً ومن ثم مدنياً وسياسياً، فالهوية أعطتني الانتماء والانتماء أوجد لي الالتزام، فالالتزام بالخط والسياسة والعقيدة، والقائد، وهكذا وجدت نفسي شهابياً في لبنان. اهتزاز الهيكل الوطني بحرب 1967 التي لم نخضها، ورحنا ندفع ثمن ذلك تباعاً وغالياً جداً. ثم دخول العامل الفلسطيني المسلح اللعبة العربية والدولية، ثم انفجار الوضع وتوقيع (اتفاق القاهرة)، ومنذ ذلك التاريخ اهتز الهيكل ومازال، ولا أحد يعلم كيف وأين ومتى يمكن إنقاذ الهيكل ومنع تهديمه، على رؤوسنا جميعاً. السقوط الكبير في لعبة الأمم، لقد كان سقوط الجيش وانهياره كمؤسسة وطنية ضامنة للوطن وممثلة لشرعيته وسيادته الوطنية، سقوطاً كبيراً مدوياً، وبسببه دخل لبنان في لعبة الأمم، فالإسرائيلي ومعه الغرب وأميركا وبالمقابل سورية والحركة الوطنية الفلسطينية والجميع يتنافسون في لبنان. لماذا وكيف؟».
ويضيف: «في الكتاب بعض الشروحات وكثير من المواقف والتحاليل قد تفيد في تلمس الحقائق (...). الاجتياح، تفاقمت الاوضاع العسكرية والسياسية وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية الفلسطينية في الجنوب اللبناني وعلى شمال الجليل، وتردى الوضع السياسي في الداخل اللبناني ما أدى إلى إرباك الجميع».
«الراي» التي التقت اللواء الخطيب في سلسلة حوارات تناولت أسرار كتابه وما خلفها، سعت إلى سبر أغوار بعض الأحداث المثيرة التي عاشها لبنان «المترنح» منذ نحو نصف قرن فوق خط الزلزال الإقليمي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي