زعيم «المستقبل» يعتبر أن أيّ تعطيل لتشكيل الحكومة سيكون بوجه عون

الراعي للحريري: أنتم رجل الشجاعة والقرار

تصغير
تكبير
«أنتم رجل الشجاعة والأمل والقرار، والرئاسة كانت بحاجة الى تدخل إلهي». بهذه العبارة خاطب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الرئيس سعد الحريري الذي زاره امس قبل يومين من «الاثنين المنتظر» الذي سيشهد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وعكس اللقاء بين البطريرك والحريري مدى ارتياح رأس الكنيسة المارونية الى الخطوة التي قام بها زعيم «تيار المستقبل» بإعلانه تأييد ترشيح عون بما فتح الطريق أمام إنهاء الشغور الرئاسي الذي لطالما نادت بكركي بوجوب وضع حدّ له.


كما بدا الحريري في حديثه مع الراعي مطمئناً الى المسار الرئاسي عموماً وهو ردّ على البطريرك: «الله يقدّرنا على الخير». وبعد ان قال له الراعي: «سنطلق على الاثنين يوم الاثنين الكبير»، أجاب: «سنطلق عليه يوم الاثنين الابيض».

وبعد اللقاء شدد زعيم «المستقبل» على «ان البلد امام مرحلة جديدة ونتمنى على الجميع ان يتعاون من اجل لبنان وان شاء الله يكون الاثنين المقبل ابيض». وقال: «سنكون متعاونين بعد الانتخابات الرئاسية يوم الإثنين، ونحن نفتح صفحة جديدة لجميع اللبنانيين، لأن لدينا تحديات كبرى أمام الحكومة والدولة اللبنانية لإعادة الانتظام إلى المؤسسسات».

وجاءت زيارة الحريري لبكركي والتي أعقبتها محطة في دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، غداة إطلالة تلفزيونية بازرة لزعيم «المستقبل» أسهب فيها بشرح حيثيات «المخاطرة الكبرى» التي قام بها بالسير بعون رئيساً، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماعٍ لكتلته البرلمانية انتهى ببيان أكد دعم خياره، وسط توقعات بأن لا يشمل الذين لن يصوّتوا لعون من كتلته 3 نواب من أصل 32.

وفيما لفتت النبرة الحاسمة للحريري في تعليقه على ما أشيع عن اعتراضات داخل كتلته على ترشيح عون وقوله ان الكتلة هي كتلة سعد الحريري وقرارها يُتخذ في «بيت الوسط» ونقطة على السطر، و«الكتلة معي ومش مع حدا تاني»، أجاب على ما قيل عن انه استسلم لمحور «حزب الله» وايران مؤكداً «انا خضعت لقناعتي بأن لبنان أهمّ من أي شخص وكان هاجسي الفراغ وما يؤدي اليه».

ورأى ان مبادرته اسقطت الفراغ الذي كان هو المرشح الحقيقي لـ«حزب الله» و«والاثنين سينتصر الانتخاب على الفراغ»، مشدداً على ان الرئيس نبيه بري سيظل أخاً كبيراً وسأبقى معه ظالماً أم مظلوماً، ومشكلة الرئيس بري ليست معي، وهو لا يمكنه مواجهة مَن اوصلوه الى هنا (في موضوع انتخاب عون) فـ «عم بفشّ خلقو فيي» وهو «بمون».

واذ رفض القول انه ذاهب الى الانتحار، لفت الى انه كان يعرف ان لا مشكلة اقليمية امام مبادرته: «والذي حصل هو انتصار للبنان وانتصار للسعودية لانه انتصار للنظام وللطائف وانتصار على الفراغ وهذا انتصار للعرب كلهم».

وأكد رفض كل ما يقوم به «حزب الله» في الخارج، متسائلاً «مَن الذي يقدر على منع الحزب من القتال في سورية؟»، وواصفاً دور الحزب بأنه يرتكب خطيئة بحق لبنان، ونحن لا نوافق على دوره هناك، ومنتقداً تدخلات ايران في شؤون الدول العربية.

وشنّ الحريري حملة عنيفة على الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، وقال رداً على سؤال لو كان هو رئيس للحكومة وميشال عون رئيساً للجمهورية وأراد الأسد أن يقوم بزيارة لقصر بعبدا فماذا يحصل؟ أجاب: «أنا موقفي واضح في الموضوع السوري، وعلينا تحييد الدولة اللبنانية ومؤسسات لبنان عن كل الصراعات وأترك لعون أن يتخذ القرار»، لافتاً الى «ان موقفي وموقف العماد عون واضح من الملف السوري وتم الاتفاق عليه»، وواصفاً الأسد بأنه «مجرم حرب».

وفي حين لفت الى أن ما يريده النّاس هو عودة المؤسسات إلى الانتظام، نفى أن يكون جرى التطرق في التفاهمات مع عون إلى التعيينات بما في ذلك مديرية قوى الأمن الداخلي او حاكمية مصرف لبنان.

ورداً على سؤال يتعلق بالثلث المعطّل في الحكومة، تساءل «لماذا لم يطرح هذا الأمر عندما رشحتُ فرنجية، وهل أن الفريق الآخر لا يثق بالعماد عون؟».

وأكد الحريري «أننا نمر في مرحلة سياسية دقيقة والوضع الإقليمي خطر، وهناك فكر إرهابي يمعن في ضرب الاستقرار»، متحدثاً عن «عملية خلط أوراق كبيرة بعد الانتخاب الرئاسي»، ومكرراً أنه قام بمخاطرة وتضحيات من أجل لبنان، ومتوجهاً الى جمهوره «لا تخافوا». واعلن أنه يتعاطى مع الصعوبات بحسن نيّة، ويأمل بشراكة حقيقية مع عون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي