البدر المنير في علم التعبير

تصغير
تكبير
قاعدة: والكدي والتلال حكمها حكم الجبال لكنها دونها في الرتبة.

قاعدة: وربما دلت الكدي والتلال والصخور على قضاء الحوائج أكثر من الجبال، كرجل طلب حاجة من جبل فرأى كأنه ضعيف أو لا يقدر على الصعود إلى ذلك فطلع إلى كدية أو تل أو حجر ووجد قصده على ذلك دل على بلوغ المراد من الرجل المتواضع القريب من الناس السهل المعاملة الذي لا تتعسر حوائج القاصد إليه بخلاف الجبل في هذه الحال التي ذكرناها، وإذا كان عادة البلدان يدور حجره بالدواب فرآه يدور بالماء أو بالرياح ونحو ذلك ولم يعبر نفعه ففائدة من حيث لا يحتسب لكونه توفرت عليه علوفة الدواب وسقيها، وأما إن نقصت عملها فنكد ممن دل ذلك عليه، وإن رآها في صفة لا يثبت مثلها مثل الزجاج وهي تعمل جيدا ففائدة ممن لا يرجى، وإن لم تعمل صارت ردية، وأما إذا أكلها وطعمها طيب فهي دالة على الربح والفائدة ويدل أيضا على أنه ربما باعها وأكل أثمانها، وإن لم يكن طعمها طيبا دل على ضد ما ذكرنا. فافهم ذلك.

فائدة: وأما الصخور فرجال قساة القلوب فمن ملك حجرا مما فيه نفع كحجارة الطاعون والمعصرة وحجر الماء وأمثالهم ففائدة من جليل القدر كالوالد والسيد والأستاذ والأخ والزوج والوالدة والقرابة والصديق والصنعة، وربما كان رجلا كثير الأسفار، وأما إن حمل حجرا أو وجد منه نكدا: قاسى من قاسي القلب على قدر ما وجد من الخفة أو الثقل.

(تلخيص من «كتاب البدر المنير» بتصرف)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي