كم هو جميل ومُشرّف الثبات على المبدأ، خصوصاً إن كان صاحب هذا المبدأ دافع عن مبدئه بضراوة، ونظّر فيه، وبرر حيثياته مِراراً بما هو مقتنع فيه. لكن العيب كل العيب أن يداس ذلك المبدأ، ويتم التنازل عنه من أجل المصلحة الشخصية، وتُنسف كل تلك الدِفاعات والقناعات والتبريرات، وكأنها لم تكن على الإطلاق!
بالنسبة الي، من الخطأ أن نقول: «كتلة الغالبية». لأنها ليست غالبية، بل هي كتلة متشرذمة ومتقسِمة وممزقة، كل عنصر فيها ذهب يهرول في اتجاه الطريق الذي يعتقد بأنه سيؤدي به نحو النجاة والحياة السياسية من جديد.
من يسمونهم سابقاً بكتلة الغالبية، لماذا انقلبوا على مبادئهم؟ لماذا قرروا المشاركة في الانتخابات المقبلة 2016 بـ «الصوت الواحد»؟ ألم يكونوا ضد انتخابات الصوت الواحد؟ أين ذهبت اجتماعات كتلة الغالبية مع بعضها التي كانت تعقدها ضد انتخابات «الصوت الواحد»؟ ألم تكن كتلة الغالبية تنادي وتحث الناس على مقاطعة «الصوت الواحد» لتفشل الانتخابات؟
ألم تكن كتلة الغالبية سبباً في تهييج الشارع الكويتي وبالذات الشباب سياسياً حتى أن بعضهم قد دخل السجون بسببها؟
سيتدافع أعضاء كتلة الغالبية نحو باب إدارة الانتخابات ليتمكنوا من تسجيل أسمائهم كمرشحين لانتخابات 2016، وسيقولون للشعب الكويتي إنهم لم يترشحوا لخوض الانتخابات إلا استشعاراً بالمسؤولية ورغبة في المشاركة في الإصلاح. لكن الشعب الكويتي الآن أصبح أكثر فهماً لكتلة الغالبية. الآن اتضحت له ملامح كتلة الغالبية بوضوح شديد، الآن فقط عرف من هُم ولم يتلونون، وماذا يريدون، ولا أظن أن هذه الكتلة ستلاقي قبولاً كما كان لها في السابق... وعجبي!
[email protected]