أصبوحة

الكويت وحلف الناتو

تصغير
تكبير
التقى الشيخ ثامر علي صباح السالم رئيس جهاز الأمن الوطني، مع رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في قطاع الشؤون السياسية والأمنية بحلف الناتو (الأطلسي)، السيد نيكول دي سانتيس، وورد في الأخبار المحلية أن اللقاء تطرق إلى القضايا المتعلقة بمركز تدريب الحلف الذي سيفتتح أواخر العام الحالي في الكويت.

وقد تشكل حلف الأطلسي إبان الحرب الباردة المحمومة بين الاتحاد السوفييتي وبين الولايات المتحدة ودول أوروبا، بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى إثر الناتو شكل الاتحاد السوفييتي حلف وارسو، لتزداد حدة الصراع وسباق التسلح في الحلفين، مما عرض العالم مراراً لكارثة نووية، لو قامت لدمرت الكرة الأرضية مرات عدة، جراء حجم الأسلحة النووية العابرة للقارات، وحجم التصعيد بين الحلفين.


وحلف الناتو ملزم بالدفاع عن الدول الأعضاء، وتلك الدول التي تحوي مصالح حيوية وإستراتيجية مثل الدول النفطية، علماً بأن الإدارة الأميركية قد قالت قبل سنوات: «إن الكويت عضو أو شريك غير رسمي في حلف الأطلسي».

وعلينا دراسة مثل هذه الخطوة، وما فيها من إيجابيات وسلبيات للكويت، فالكويت قريبة جداً من الأخطار الإقليمية التي تشعل منطقة الشرق الأوسط، وقد يسهم وجود مركز تدريب فيها في طمأنة الكويت ودول المنطقة، رغم أننا لا نجد حاجة كبيرة لمركز تدريب عسكري لدول الناتو، مع تواجد عسكري وبريطاني في المنطقة، وتعاون عسكري منذ الاحتلال بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، كما أن حلف الناتو الذي أُنفق عليه مليارات الدولارات للتسلح والتدريب، جاء لمواجهة «الخطر الشيوعي»، الذي قوي وتمدد نفوذه في شرق أوروبا، والدول النامية التي تحررت وطنياً من الاستعمار، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، تحول الحلف إلى عبء مالي للدول الأعضاء، ورأت بعض الدول العضوة فيه أن الحلف لم يعد بالأهمية السابقة، بعد انهيار أحد القطبين في العالم، حيث أصبح عالماً بقطب واحد، لكن يبدو أنه أصبحت حاجة الولايات المتحدة والدول الغربية له ملحة، بعد ظهور قطب قوي آخر هو روسيا، يشكل تحدياً جدياً للإرادة الأوروبية والأميركية، وقد يخفف من قبضتها على الشعوب، كما أن مركز التدريب قد يساهم في خبرة الجيش الكويتي والخليجي وزيادة كفاءته العسكرية.

لكن مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الغربية، يجعلها تحتاج إلى موارد لتمويل نشاطات الحلف، وهذا يعني أن دول الخليج ستستنزف أموالاً طائلة، من ثرواتها التي يمكن أن تستخدمها في التنمية، وخاصة مع تذبذب أسعار النفط، كما يمكن أن يجعل ذلك الكويت وبلدان المنطقة، منصة للهجوم الأميركي والغربي على دول المنطقة، مثلما حدث في الهجوم الأميركي على العراق 2003، تحقيقاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد، وهو ما سيحول المنطقة إلى هدف عسكري، من قبل الجماعات الإرهابية والدول المعادية، إضافة إلى المواجهة العسكرية المحتملة بين الحلفين، وهو ليس في مصلحة شعوب المنطقة، في ظل التوتر الحاد والخطير، الذي يشتعل في الشرق الأوسط منذ سنوات.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي