«التعاون» وتركيا يستنكران «العدوان» على حلب... وموسكو تحذّر من تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات

أوباما يبحث اليوم عملاً عسكرياً «مباشراً» في سورية

u0627u0644u062fu062eu0627u0646 u064au062au0635u0627u0639u062f u0639u0642u0628 u063au0627u0631u0629 u062cu0648u064au0629 u0639u0644u0649 u0645u0646u0637u0642u0629 u0632u0645u0644u0643u0627 u0641u064a u0631u064au0641 u062fu0645u0634u0642  (u0623 u0641 u0628)
الدخان يتصاعد عقب غارة جوية على منطقة زملكا في ريف دمشق (أ ف ب)
تصغير
تكبير
بوتين يحمّل الأوروبيين مسؤولية ما يحدث... وقصف عنيف يستهدف سفارة موسكو في دمشق

اجتماعان دوليان في لوزان ولندن لبحث الأزمة ومشروع نيوزيلندي في مجلس الأمن لوقف القتال
عواصم - وكالات - أعلن مسؤولون أميركيون، أمس، أن من المتوقع أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع مساعديه للسياسة الخارجية اليوم، «لبحث الخيار العسكري وغيره في شأن سورية (...) بعض الخيارات تشمل عملا عسكريا أميركيا مباشرا، مثل ضربات جوية على قواعد عسكرية ومخازن سلاح وقواعد رادار سورية».

في سياق مماثل، أفاد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بأن بلاده «تبحث التدخّل العسكري في سورية»، مستدركاً: «لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة».


وقال جونسون للجنة برلمانية: «من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكا للأمور... الخيارات العسكرية. لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه. لا يمكن أن نفعل شيئا من دون تحالف... من دون أن نفعله مع الأميركيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري، لأنها تجري بالتأكيد».

وفي رد على تصريح جونسون، أعلن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن «روسيا سترحب بالتدخّل العسكري البريطاني في الصراع السوري، إذا ما استهدف الإرهابيين، وليس نظام الأسد».

كما دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا «الشركاء في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات»، موضحة أن «أي أعمال عدائية ضد روسيا في سورية لن تمر من دون رد مناسب من موسكو».

بدورهم، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا أمس، التزامهم بالمحافظة على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية.وشدد الوزراء في بيان مشترك صادر عن الاجتماع المشترك الخامس للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وتركيا على «اهمية التوصل لحل سلمي يضمن انتقالا سياسيا يتيح للشعب السوري التعبير عن نفسه في شكل كامل وفقا لما تضمنه بيان (جنيف 1) وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة»، مجددين دعمهم «لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا الرامية للوصول إلى الحل السياسي المنشود».

وأعرب الوزراء عن تضامنهم مع الشعب السوري مؤكدين «أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 فيما يتعلق برفع الحصار عن المدن السورية وإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة والمدنيين المحاصرين ووقف القصف على المناطق الآهلة بالسكان والإفراج عن المعتقلين ووقف تنفيذ الإعدامات الوحشية»، ودعوا إلى «تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2165 في 2014 في شأن إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى عموم سورية في شكل فوري ومن دون عراقيل».

ودان الوزراء «تصعيد العمليات العسكرية في حلب من قبل النظام ومؤيديه من قصف جوي عشوائي ضد السكان المدنيين والبنية التحتية للمستشفيات ودور العبادة والأسواق والمدارس ومحطات المياه» باعتبارها «عدوانا سافرا يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية».

ودعا وزراء مجلس التعاون وتركيا المجتمع الدولي «إلى استنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء حلب والمدن السورية كافة»، وعبر الوزراء عن «الأسف الشديد إزاء عدم تمكن مجلس الأمن باتخاذ قرار في شأن وقف الحملة الجوية وقصف المدنيين في حلب»، مطالبين «مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب السوري».

كما أكدوا عزمهم «على مواجهة آثار امتداد الصراع ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والأنواع الأخرى من الإرهاب والتطرف وآثاره البعيدة خارج المنطقة» ودعمهم «لجهود التحالف الدولي والعمليات الأخرى ضد جميع المنظمات الارهابية» مؤكدين «ضرورة أن تظل جميع المناطق المحررة من (داعش) خالية من الارهابيين».

وأشاد الوزراء «بدور تركيا الريادي في استضافة السوريين على أرضها وتحت الحماية الموقتة ومساهمات دول المجلس في تخفيف معاناة السوريين من خلال الدعم المادي المباشر للمنظمات الدولية التي تعمل داخل الأراضي السورية وخارجها وكذلك من خلال مساعدات مادية وعينية لدول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين داعين المجتمع الدولي الى أن يتحمل مسؤولياته الكاملة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري».

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدوا اجتماعاً مشتركاً في الرياض، امس، مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون، برئاسة وزير خارجية المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين.

وفيما تتم الترتيبات لعقد لقاء مرتقب غداً، يضم خلية مصغرة، ضمن «مجموعة دعم سورية» في مدينة لوزان السويسرية، لبحث المسألة السورية، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أن اجتماعا دوليا ثانياً سيبحث القضية في لندن، بعد غد، كما أكدت وزارة الخارجية البريطانية ذلك، موضحة أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سيلتقي في لندن، نظيره البريطاني، وعددا من وزراء الخارجية، في شأن سورية.

وأوضح كيربي أن كيري، سيشارك في الاجتماعين لمناقشة «مقاربة متعددة الطرف لحل النزاع في سورية، بما في ذلك وقف مستمر لأعمال العنف واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية».

ورجحت المصادر أن يضم لقاء لوزان وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والسعودية قطر، غير أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، نقلت عن مصادرة مطلعة أن «الذهاب الى لوزان ليس موضوعا على جدول أعمال وزير الخارجية الإيراني» محمد جواد ظريف.

من ناحية أخرى،أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن دمشق تنظر بإيجابية إلى تحسّن العلاقات بين موسكو وأنقرة في الآونة الأخيرة، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى تغير مواقف القيادة التركية.وفي مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، نُشرت مقتطفات منها أمس،وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن موسكو أخطأت بإصلاح علاقاتها مع أنقرة وتجاوز الأزمة التي تسبّب بها إسقاط قاذفة «سو 24» بصاروخ تركي في سماء سورية، أوضح الأسد: «أمنيتنا الوحيدة نحن في سورية، أن تتمكّن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية».

من جهته، حمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الدول الأوروبية والولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث في سورية»، مؤكدأ أنه «لن يسمح للإرهابيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية».

وفي حديث له مع قناة «تي إف 1» الفرنسية، أشار بوتين إلى أن «الدول الغربية التي تستخدم الإرهابيين والمتطرّفين لمحاربة الرئيس الأسد، لا تدرك أن المسلحين سيخرجون عن سيطرتها في نهاية المطاف».

وعن قصف حلب، قال: «في حلب، يسيطر على الوضع تنظيم جبهة النصرة وهو فرع القاعدة»، مشيراً إلى أنه «في أي مكان تدور فيه عمليات عسكرية، يموت، للأسف، أبرياء، لكننا لا يمكننا أن نسمح للإرهابيين باستخدام الناس كدروع بشرية، وابتزاز العالم كله، حينما يأخذون رهائن ويقتلون ويقطعون رؤوساً».

وفي منطقة المزرعة في دمشق، تعرضت السفارة الروسية، أول من أمس، إلى قصف عنيف بقذائف المورتر، استمر لنحو ساعتين.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن «القصف كان مصدره حي جوبر الخاضع لسيطرة المتطرفين».

وفي مجلس الأمن، قدمت نيوزيلندا مشروعَ قرارٍ في شأن سورية، لوقف كل الهجمات «التي يمكن أن تؤدي إلى مقتل أو إصابة المدنيين أو إلحاق أضرار بمنشآت مدنية، خصوصاً تلك التي تُنفّذ عن طريق الجو في حلب».

ميدانياً، جددت الطائرات الحربية السورية والروسية أمس، غاراتها على الاحياء الشرقية لحلب، ما أسفر عن مقتل 71 شخصاً.

وفي حماة، تكبدت ميليشيا «فوج السحابات» التابعة لقوات العقيد في قوات النظام، سهيل الحسن «النمر» خسائر بشرية كبيرة خلال معارك، استعادت بعدها المعارضة السيطرة على قرية كوكب في ريف المحافظة الشمالي، حيث قتل القائد العسكري لـ «فوج سحابات» باسل بديع معربس و20 ضابطاً ومتطوعاً في صفوف الميليشيا.

وفي حمص، قتل 6 وأصيب العشرات بغارات لطائرات النظام على مدينة كفرلاها في منطقة الحولة، ومدينة تلبيسة في ريف المحافظة الشمالي.

وفي ريف دمشق، تواصلت الغارات، وخصوصاً على منطقة زملكا وحي جوبر، فيما شن «جيش الإسلام» أكبر فصائل المعارضة، هجوماً معاكساً على محور بلدة الريحان في الغوطة الشرقية، واستعاد عدداً من المواقع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي