شهاب زكى حلو

تصغير
تكبير
يورد اللواء الخطيب في كتابه «في عين الحدث» الوقائع التالية عن انتخاب الرئيس اللبناني شارل حلو:
بينما كنت في رحلة صيد «حجل» في منطقة عديسة - قضاء مرجعيون، وإذ بدورية درك من مخفر عديسة تصل الى المكان الذي أنا فيه في الجبل وتبلغني أمراً من العقيد أنطوان سعد بالعودة فوراً الى بيروت، وقبل أن استقل سيارتي عائداً الى بيروت، اتصلت من مخفر درك عديسة بالعقيد سعد، لأعلمه بأنني على الطريق ولأعلم منه ما الموضوع، فقال إن الرئيس شهاب اتخذ قراره النهائي بالنسبة إلى المرشح الرئاسي، وعلينا ان نكون مستنفرين وجاهزين للمساعدة على اي عمل تستدعيه المعركة الرئاسية، علماً انها كانت اكثر من مضمونة النجاح.
وصلت بيروت ظهراً، وعند الساعة الواحدة والنصف من اليوم نفسه، شاركت في الاجتماع الذي دعا اليه العقيد سعد وحضره الرائد غابي لحود وضباط الشعبة الثانية الآخرين، وافتتح العقيد سعد الاجتماع بالقول إن فخامة الرئيس شهاب وبعد مشاورات واسعة ساهم هو شخصياً فيها مع مجموعة من رجال السياسة المؤيدين للعهد تقرر ترشيح الأستاذ شارل حلو لرئاسة الجمهورية والمطلوب منكم تأمين جهوزية أمنية كاملة على مختلف الصعد، خصوصاً المجلس النيابي ومنازل النواب والطرق المؤدية للوصول الى المجلس، والتأكد من المعلومات المتعلقة بمواقف النواب لاعطائها الى اللجنة النيابية المكلفة بادارة المعركة، وكان من أعضائها كل من الرئيس صبري حمادة، والرئيس رشيد كرامي، ورينيه معوض وفؤاد بطرس وفيليب تقلا والياس سركيس.
وبتاريخ 4 أغسطس عند الساعة العاشرة صباحاً حصل اجتماع لنواب النهج في فندق كارلتون، وأقروا ترشيح الأستاذ شارل حلو لرئاسة الجمهورية، وحصل الاجتماع بأفضل حال ولم يدم اكثر من نصف الساعة.
وبتاريخ 18 أغسطس عقدت الجلسة النيابية المخصصة لانتخابات الرئاسة، وكان المرشح الوحيد الجدي هو شارل حلو في حين ترشح ريمون إده للحفاظ على الطابع التنافسي الديموقراطي للانتخابات وقد فاز الرئيس شارل حلو بشبه إجماع نيابي ونال منافسه صوتاً واحداً ووجدت ثلاث أوراق بيضاء.
بتاريخ 23 سبتمبر، سلّم الرئيس اللواء فؤاد شهاب الأمانة الى خلفه ومرشحه الرئيس المنتخب الاستاذ شارل حلو، وكله أمل وثقة بأنه احسن الاختيار وأن برامجه الاصلاحية لبناء دولة الاستقلال ستكون بأيد امينة، وستستمر برعاية الرئيس الجديد آخذة طريقها للتنفيذ والتطوير والتطبيق، الا ان اجواء المنطقة، بعد حركة النهوض الفلسطيني الذي سجل تحركاً نشطاً على مستوى الجامعة العربية كمؤسسة رسمية حاضنة للحركة الفلسطينية التي اعلنت عن هويتها النضالية وعن قرارها باعتماد الكفاح المسلح وسيلة رئيسية للنضال الفلسطيني من أجل التحرير والعودة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى برزت قضية المياه بإقدام اسرائيل على تحويل روافد نهر الأردن اليرموك والوزاني والحاصباني، في شكل يحرم سورية والأردن ولبنان من قسم كبير من مياه هذه الروافد الثلاثة، وهكذا كان على لبنان بعد انجازه استحقاقان انتخابيان (النيابة والرئاسة)، أن يشارك بفعالية إخوانه العرب في درء الأخطار المترتبة عن هذه المرحلة الجديدة، مرحلة بدء التغيير الجذري للسلوك والأهداف والتنظيم الجديد للفلسطينيين، ومرحلة المواجهة المحتملة مع العدو الإسرائيلي بسبب عملية المياه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي