الكلام ... المباح / شجرة... تؤتي كل عام ثمرة!

تصغير
تكبير

بلغني أيها القارئ السعيد «ذو الرأي الرشيد»... ان الناس تأهبت... والعقول توثبت، في الليلة الاولى من ليالي المهرجان، واخذ مكانه الاعلان، في الصحف وعلى الجدران... يدعو إلى مهرجان أخذ من «القرين» اسما، ومن الثقافة رسما.

وانه في يوم الافتتاح... ستمتلئ قاعة متحف الكويت الوطني بالناس، وسيتوجه الاحساس، إلى بهجة الثقافة، وحكمة الفكر والحصافة.

وأخذ الراوي مكانه وهو يقول:

يا سادة يا كرام... سأحكي لكم عن فارس همام اسمه تمام... كان لا ينام... الا وقد قرأ من الكتب ثلاثة... وكان له طموح كبير في ان يحصد الشيء الكثير من علمه الوفير... فدله أهل الخير إلى شجرة، لا تثمر كل عام إلا ثمرة... يأكلها مارد خطير، يأتي من خلف الجبال، ثم يصيح في اختيال: «أنا صاحب البشارة... وصانع العبارة... في زمن لا يتحدث فيه الناس الا بالاشارة».

عندها يلقي كل مفكر وكاتب، وكل ذي رأي وغاضب، قلادته امامه، فيتناولها المارد في سلامة، ويذهب إلى بعيد... ويترك الناس في حيرة وغضب.

قال تمام: «وماذا افعل عند الشجرة، هل آخذ الثمرة؟»، فقال له أحدهم: «لو تمكنت من ذلك... ستكون للحكمة مالك، وسترقص لك حورية المعرفة، وترافقك إلى الشوارع والارصفة».

فرح تمام... وركب حصانه، وانطلق إلى حيث تكون الشجرة... فوجد اسفلها المارد واقف، يهز الجزع... بغية ان تسقط الثمرة، وقتها أعلن تمام رغبته في المبارزة، فنظر اليه المارد في ازدراء، وقال لها: من أنت ايها المثقف... اذهب إلى حالك قبل أن تصبح هالك! وفجأة هجم تمام على المارد المغرور، وغرس في صدره خنجره، واذا بالدنيا تدور... ويجد تمام نفسه في بقعة مظلمة، وان كائنات تسبح في لجج سوداء، وموائد يجلس عليها الخبثاء، وانه مكبل بالسلاسل، والمارد يصرخ في تواصل: انا صاحب البشارة وصانع العبارة في زمن يتحدث الناس فيه بالاشارة.

وأدرك القلم الصباح... فتوقف عن الكلام المباح!


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي