تحليل / مناظرة تلفزيونية ثانية اليوم في ناشفيل... مهد موسيقى «الكانتري» الشعبية

الحملة الرئاسية الأميركية تدخل مرحلة «إقناع الرأي العام المتقلب»

تصغير
تكبير
واشنطن - ا ف ب - تدخل الحملة الانتخابية الطويلة للانتخابات الرئاسية الاميركية، مرحلتها الحاسمة على خلفية ازمة مالية خطيرة، بينما لم يبق امام المرشحين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، سوى اقل من شهر لاقناع رأي عام لايزال متقلب.
واظهرت استطلاعات رأي عدة حتى الان، تقدم سناتور ايلينوي الديموقراطي في نوايا التصويت على المستوى الوطني، وفي ابرز الولايات الرئيسية مثل فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا. ومنذ العام 1960، لم ينتخب اي مرشح للبيت الابيض من دون ان يفوز في اثنتين على الاقل من هذه الولايات. لكن نيل نيوهاوس، مسؤول الاستطلاعات في شبكة «ان بي سي نيوز»، يلفت الى انه اذا كانت الايام المتبقية قبل موعد الانتخابات شبيهة بالايام الماضية فستشهد استطلاعات الرأي تقلبات اضافية.
وتقليديا، فان الشهر الذي يسبق موعد الانتخابات الرئاسية ملائم لما يطلق عليه المعلقون اسم «مفاجآت أكتوبر» التي يمكن ان تغير المعطيات.

ودعا مسؤولون عدة في الحزب الجمهوري مرشحهم الى تشديد لهجته في مواجهة منافسه الديموقراطي الى حين موعد الانتخابات في 4 نوفمبر. وقال رئيس الحزب الجمهوري في تينيسي روبن سميث، ان الناخبين الجمهوريين يرغبون في رؤية «مصارع» يواجه أوباما.
واقترح ان يشدد معسكر ماكين على العلاقات المفترضة لسناتور ايلينوي مع شخصيات عدة مثيرة للجدل، بينها القس السابق جيريميا رايت المتهم بانه ادلى بتصريحات مناهضة لاميركا، ومع رجل الاعمال توني ريزكو المحكوم عليه بتهم الفساد او الناشط السابق في اليسار المتطرف بيل آيرز.
وقد يصبح أوباما (47 عاما) اول رئيس اسود للولايات المتحدة في وقت يشكل فيه العامل العنصري احد الجوانب غير المعروفة في الانتخابات. وحسب استطلاع نشره «موقع ياهو»، فان أوباما كان يمكن ان يستفيد من ست نقاط اضافية لو لم تكن هناك احكام مسبقة لدى قاعدة الناخبين البيض.
وفي حال انتخابه، سيصبح ماكين (72 عاما) الرئيس الاميركي الاكبر سنا في مستهل ولايته، كما سيدخل الى البيت الابيض اول امرأة في منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة هي مرشحته ساره بالين.
والمناظرة الاولى بين أوباما وماكين التي جرت في 26 سبتمبر شهدت حدة احيانا في النقاش بين المرشحين حول المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والمسائل المتعلقة بالامن القومي من دون ان يحسم اي منهما الوضع لمصلحته.
ويجري المرشحان مناظرة تلفزيونية ثانية مساء الثلاثاء في جامعة بيلمونت في ناشفيل (تينيسي، جنوب) وتنظم المناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة بين المرشحين في 15 اكتوبر في جامعة هوفسترا في هامستيد (نيويورك، شمال شرق). وتجرى الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر المقبل وقد تكون بعض الولايات حاسمة في بت نتيجة السباق الرئاسي.
وفي عدد من الولايات بينها اوهايو التي تبين انها حاسمة في انتخابات 2004، يحظى الناخبون بفرصة التصويت مسبقا وقد بدأوا القيام بذلك اعتبارا من الثلاثاء. وتسمح 31 ولاية من اصل 50 بهذا التصويت المبكر.
وحسب بول غرونك، المتخصص في الشؤون الانتخابية، فان ثلث الناخبين يمكن ان يقرروا بالتالي النتيجة قبل 4 نوفمبر. ويفترض ان تترك غالبية الولايات سجلاتها الانتخابية مفتوحة حتى 6 أكتوبر. وتم تسجيل اسماء مئات الاف الناخبين الجدد في ولايات رئيسية عدة، وغالبية هؤلاء الناخبين الجدد سجلوا كديموقراطيين.
وفي العام 2004 سجلت ظاهرة مماثلة، لكن في يوم التصويت لم يتوجه الكثير من الناخبين الجدد لا سيما الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما، الى مراكز الاقتراع.
الى ذلك، يجري ماكين وأوباما مناظرة تلفزيونية ثانية مساء اليوم في جامعة بيلمونت في مدينة الموسيقى ناشفيل عاصمة تينيسي لكنها ستأخذ شكل تجمع عام. وقبل اقل من شهر على الانتخابات سيجري المرشحان اختبارا يتمثل في الرد على الاسئلة وسط الجمهور. كما سيكون بامكانهما الرد على اسئلة اشخاص تطرح عبر الانترنت. واوضح موقع لجنة المناظرات الرئاسية ان «المناظرة ستتطرق لكل القضايا التي يثيرها الجمهور».
وعادة ما يكون المرشح الجمهوري مرتاحا في مثل هذه اللقاءات التي يحبذها ويجول خلالها حاملا المذياع على منصة صغيرة وسط الجمهور وعادة ما تتخلل مداخلاته مزحات.
غير ان ماكين تراجعت شعبيته في الاستطلاعات خصوصا بسبب الصعوبات التي يلقاها في الرد على الاسئلة ذات الطابع الاقتصادي. ولذلك فانه قد يستخدم لهجة اشد على غرار مرشحته لمنصب نائب الرئيس ساره بالين التي اتهمت السبت أوباما بـ «مصادقة ارهابيين».
اما المرشح الديموقراطي، فانه ايضا عادة ما يكون مرتاحا في مواجهة الجمهور، غير ان معرفته المعمقة بالملفات تجعل منه احيانا متحدثا يصعب على مستمع متوسط المعارف مجاراته او طرح سؤال عليه. ولذلك يتعين عليه عدم استخدام خطاب تكنوقراطي كثيرا.
واوضح توماس مان، الخبير السياسي في معهد بروكينز، ان «على أوباما ان يواصل تقديم نفسه باعتباره قادرا على تحمل مسؤوليات الرئاسة وان يركز حملته على الاقتصاد الذي يواجه صعوبات». وفي المقابل، فان على ماكين ان يحاول ان يظهر للرأي العام ان انتخاب أوباما ينطوي على مخاطر.
اما زميله في المعهد ذاته، ستيفان هاس المقرب من الجمهوريين والذي كان خدم في ظل ادارة الرئيس السابق نيكسون، فرأى ان المناظرة الجديدة توفر «القليل من الفرص لجون ماكين لتغيير اسس هذه الانتخابات بالنظر الى قلق الناخبين العميق ازاء الشأن الاقتصادي».
وبين المناظرتين، لم يلتق المرشحان الا مرة واحدة الاربعاء في مجلس الشيوخ في واشنطن خلال التصويت على قانون انقاذ القطاع المالي. وكانت المصافحة التي تمت ببادرة من أوباما فاترة جدا ولم يتبادل الرجلان كلمة واحدة.
وفي هذا السياق، فان مناظرة اليوم في مهد موسيقى «الكانتري» الشعبية الاميركية قد لا تخلو من حدة.
وتوجه ماكين منذ مساء الجمعة لاخذ استراحة في منزله في سيدونا (اريزونا-جنوب غرب). ولا يتوقع ظهوره قبل مساء الاثنين في ناشفيل.
اما أوباما فواصل حملته الاحد والاثنين في اشفيل (كارولينا الشمالية-جنوب شرق). وستنقل معظم قنوات التلفزيون الوطنية مباشرة المناظرة التي من المقرر ان تبدأ عند الساعة 21.00 بتوقيت واشنطن (01.00 ت غ الاربعاء) لتستمر 90 دقيقة.
وخلال المناظرة الاولى في 26 سبتمبر في اوكسفورد (مسيسيبي، جنوب) رد المرشحان على اسئلة مذيعة ركزت على القضايا الاقتصادية والسياسة الخارجية. وتنظم المناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة بين المرشحين في 15 اكتوبر في جامعة هوفسترا في هامستيد (نيويورك-شمال شرق).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي