محمد الدلال / أفكار / شكراً... إسرائيل دولة صديقة!

تصغير
تكبير
شكراً للمسؤول الخليجي الذى دعا أخيراً لإقامة تجمع شرق أوسطي يضم الكيان الصهيوني في إطار تعاون إقليمي، وشكراً لكل من ينادي لمثل هذه التجمعات أو التكتلات التي تسعى إلى تحقيق الأجندة الأميركية الصهيونية، والتي تريد بالدولة العربية والقضية الفلسطينية الوصول إلى بر الأمان الأميركي الصهيوني!
لقد أدرك بعض العرب من ولاة الأمر أخيراً مدى أهمية ضم الكيان الإسرائيلي في سبيل تحقيق حوار حضاري، عالي المستوى، تحل به مشاكل المنطقة المعلقة بسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاصب للأراضي العربية أو معالجة التخلف السياسي وتراجع التنمية في معظم الدول العربية.
شكراً لهؤلاء على دعوتهم فقد أثبت الكيان الصهيوني المحتل مدى التزامة واستجابته لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كافة في شأن رفع الاحتلال والظلم على الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين إلى أوطانهم!
شكراً لهؤلاء فالكيان الصهيوني كيان حضاري لا يطرد الفلسطينيين من أرضهم أو يدمر منازلهم على رؤوسهم أو يمنع الوقود عن مدافئهم أو الدواء عن مستشفياتهم!
شكراً لهؤلاء، فالكيان الإسرائيلي وبدعم أميركي لا يفرض حصاراً على غزة حتى يومنا هذا (أرضي وبحري وجوي) وتحترم في جميع الأراضي الفلسطينية مبادئ وقواعد ومواثيق حقوق الإنسان العالمية!
شكراً لهؤلاء، فإسرائيل دولة مسالمة تمتلك القليل من السلاح والقنابل النووية التي تستطيع أن تدمر الشرق الأوسط بأكمله مرات عدة، وحريصة أشد الحرص على الالتزام والانضمام إلى الوكالة الدولية للطاقة النووية!
شكراً لهؤلاء، فالكيان الإسرائيلي استجاب استجابة رائعة للمبادرة العربية التي أُطلقت من أجل السلام في المنطقة في قمة بيروت العربية منذ أعوام مضت، ولم يضرب بها عرض الحائط!
شكراً لهؤلاء، فقد قام الكيان الصهيوني بالمحافظة على المقدسات الدينية، خصوصاً الإسلامية من دون تدمير أو بحث عن هيكل تاريخي وهمي، وهو الكيان الصهيوني الظالم الحضاري ذاته الذي يسمح للفلسطينيين من دون عناء بالصلاة في المسجد الأقصى!
نعم الشكر المستهجن والمستغرب يتواصل، فجرائم الكيان الإسرائيلي المدعوم بالمنظومة الأميركية والأوروبية لا تنتهي، وهي جرائم لا تقل فظاعة أو هولاً عن جرائم نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً، وتوازي، إن لم تزد عن، جرائم أنظمة استبدادية كنظام هتلر في ألمانيا أو النظام الصدامي البعثي في العراق. إنها جرائم تتطلب وقفات أخرى تستلهم من حضارتنا العربية والإسلامية مقومات المواجهة والتصدي وتعد العدة في إطار يراعي محددات القوة والتمكين في عالمنا المعاصر، حتى نوقف الجريمة اليومية للكيان الصهيوني ضد فلسطين وشعبها وضد الدول العربية جميعها ونعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها الشرعيين.
فكرة:
مطلوب قيام المجالس البرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني العربية والخليجية بدعم المؤسسات العاملة من أجل مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتحرك لتعرية الكيان المحتل ومن يقف وراءه في تحقيق جرائمه.
محمد الدلال
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي