سعود عبدالعزيز العصفور / سنة سقوط «جمعان»!

تصغير
تكبير
شكل النائب جمعان الحربش في الانتخابات الماضية حالة استثنائية بين مرشحي الحركة الدستورية الإسلامية «حدس»، فقد كان الوحيد بين أعضاء «حدس» العائدين إلى مضمار الانتخابات من دون شبهات مالية تسبقه أو علامات استفهام تجارية تتناثر على طريقه أينما سار! وأضاف الحربش إلى ذلك التفرد «الحدسي» دخوله الانتخابات بعد أقل من عامين على خوضه العمل البرلماني من دون أي خلافات سياسية مع التيارات السياسية الأخرى، وهذا يعود في المقام الأول إلى وجود نائبين آخرين كان يتبادل معهما الأدوار على طريقة «هات وخذ»، وهما النائبان السابقان خضير العنزي ودعيج الشمري! لذا كانت الحركة توزع الأدوار بين النواب الثلاثة بحكم أن النائب السابق الدكتور محمد البصيري نائب لرئيس المجلس، ولا يمكن استخدامه كرأس حربة ضد أي من الوزراء أو التيارات السياسية الأخرى، وأن النائبين الآخرين الحالي الدكتور ناصر الصانع أو السابق السيد جمال الكندري، لهما من الأقدمية ما يجعل حساباتهما تختلف قليلاً عن حسابات القادمين الجدد في ذلك الوقت، بالإضافة طبعاً إلى الحسابات التجارية الخاصة التي أجبرت أحد النواب السابقين من الحركة على الانزواء جانباً حتى حل المجلس الماضي!
الوضع في هذه الدورة البرلمانية متوقع له أن يتغير على النائب الحربش، فليس هناك من يتبادل معه مهام «تلقيم» مدفعية الحركة وإرسال قذائفها ضد أهدافها، فليس هناك خضير العنزي لكي يتخصص بالتصريحات المتتالية ضد وزيرة الصحة السابقة الدكتورة معصومة، ولم يعد هناك دعيج الشمري لكي يناكف «التكتل الشعبي» ونوابه أو سمو رئيس مجلس الوزراء وإدارة مكتبه، فالحمل هذه المرة على النائب الحربش، وعليه أن يطوّر من قدرته على التنقل بين جبهات القتال «الحدسية» المختلفة، فهو اليوم على جبهة وزارة الأوقاف ووزيرها المدعوم مناطقياً وقبلياً وضد «التيار السلفي» في معركة يتوقع لها أن تطول، وهو غداً يشد الرحال إلى جبهة وزارة الدفاع ليغطي جوانب تهم الحركة منذ أيام النائب مبارك الدويلة، الله يذكره بالخير، وحتى اليوم، وبعد غد ستكون له صولة وجولة في ميادين المعارك مع وزارة الصحة والفساد المنتشر في أرجائها، فليس هناك في المعركة إلا جمعان الحربش والبقية خارج نطاق التغطية والإرسال!
ذلك كله سيسبب الاحتراق السياسي المبكر للنائب الحربش وسيخرجه من معاركه السياسية التي يخوضها نيابة عن الحركة ومصالحها بخسائر ستستمر معه طويلاً، ولن يكون بالإمكان حينها إصلاح ما أفسدته خطط المخططين وتكتيكات اللاعبين خلف الكواليس، مثله في ذلك مثل أسماء كثيرة انتهى دورها البرلماني والسياسي، مثل النواب السابقين مبارك صنيدح وخضير العنزي ووزير النفط الحالي محمد العليم وغيرهم، بسبب الانصياع التام لأهداف الحركة السياسية ومصالحها الخاصة. وبدلاً من أن يستمر جمعان الحربش في كونه حالة استثنائية بين مرشحي «حدس» سينضم إلى قائمة طويلة من الخاسرين القابعين في دواوينهم يندبون حظهم مع الحركة!
سعود عبدالعزيز العصفور
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي