No Script

حوار / فنّد الجدل الإعلامي حول نتائج دراسته المتعلقة بالولاء الوطني لطلاب كلية الشريعة

علي وطفة لـ «الراي»: شيطنوا قضية البحث الأكاديمي إعلامياً لتضخيمها وضخ روح أيديولوجية آثمة فيها

تصغير
تكبير
علي وطفة لـ «الراي»: عميد كلية الشريعة السابق شكرني عندما قرأ توضيحي... رغم الاختلاف في بعض النقاط

ردود فعل

برامج كلية الشريعة تسهم في تعزيز الولاء الوطني والمواطنة

تعليقات الأكاديميين في كلية الشريعة كانت رائعة ومميزة وأخلاقية... لكن هناك من أراد أن يركب الموجة الإعلامية

مطالبة الشيخ العفاسي بتلقيني درسا في الأدب والوطنية كلام لا يناسب مقام فضيلته

أتمنى على شيخنا الفاضل أن يقرأ الدراسة أولا قبل ان يتهجم ويتبين الحقيقة وأنا على يقين لو أنه قرأها قبل أن يصرح لغيّر رأيه كثيرا

الولاء الوطني رفيع المستوى بين طلاب الجامعة ... ومعاذ الله أن أميّز بين طلبة كلية وأخرى

البحث أكاديمي بامتياز من إصدار جامعة الكويت وصادر عن أهم مركز للبحوث وعليه لا يمكن التشكيك بقيمته العلمية ومنهجه

الوطنية تكون بالعمل والمكابدة ... هذا هو النضال الحقيقي

أنا أستاذ في الجامعة أتفانى في خدمتها وليس عليّ أن أناضل في «تويتر»

أنا من المعارضين للنظام السوري المطلوبين منذ عهد حافظ الأسد ولم أدخل سورية منذ 14 عاما

• البحث قدم إلى «دراسات الخليج» وهو أعلى مؤسسة علمية فكرية للتحكيم يضم في إدارته السند والكندري والطحيح والشطي والشايجي والعجمي والغنيم

• لو قرأ الشيخ مشاري العفاسي الدراسة لغير رأيه ودافع عنها ونقول له: نحتاج منك دعوة إلى تكريمنا بدل تأديبنا


• قرأت تعليقات الأكاديميين في كلية الشريعة وكانت رائعة ومميزة وأخلاقية...

• يحققون معي؟ الإنسان يحال على التحقيق إن ارتكب جرماً لكنه يكرم ويعزز إذا كان باحثاً علمياً

• أنا أستاذ في الجامعة أتفانى في خدمتها وليس عليّ أن أناضل في «تويتر»
أكد الأستاذ في كلية التربية الدكتور علي وطفة أن «الولاء الوطني في جامعة الكويت رفيع المستوى»، نافيا تعمد الإساءة إلى أي شريحة اجتماعية أو دينية أو إلى طلاب كلية الشريعة، أو أن يكون لديه ذرة واحدة من التحيز أو التمييز بين الطلاب.

وقال وطفة في حديث لـ «الراي» حول دراسته المتعلقة بالولاء الوطني لطلبة كلية الشريعة، وأثارت جدلا، إنه لا يخشى في قول الحق والحقيقة لومة لائم، مؤكدا أن «الـتأديب الذي أشار إليه البعض تعبير لا يكون لأساتذة جامعيين يبذلون جهدهم في البحث العلمي والعمل الأكاديمي، حيث يكون الأحرى بالمجتمع أن يعمل على تكريمهم ودعم جهودهم البحثية».


واعتبر وطفة بعض الردود على دراسته بأنها «ليست علمية أو موضوعية»، مشيرا الى ان وظيفة البحث العلمي اكتشاف نقاط الضعف وتقديم الاقتراحات حولها.

وأوضح وطفة أن دراسته عن التحديات الوطنية هي مشروع بحثي للتعرف على سلوك ومواقف الطلاب من قضايا المواطنة والهوية الوطنية، منحيا باللائمة على الصحيفة التي أثارت القضية «بطريقة غير أخلاقية وأحدثت هذه الصدمة، وأوقعت الكثيرين في فخ الإثارة الاعلامية، ومن ثم انسحبت دون ان تقدم اعتذارا حقيقيا، فيما كان عليها أن تعتذر من جامعة الكويت ومن مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ومن الباحث... وما زلت أطالبها بالاعتذار».

وزاد «ان القضية تتمثل في شيطنة اعلامية لنتائج الدراسة حول التحديات الوطنية، حيث لجأت الصحيفة الى اجتزاء حقيقة علمية بسيطة جدا لتضخيمها اعلاميا وضخ روح أيديولوجية آثمة فيها من أجل تحقيق ضجة اعلامية«.

ورأى وطفة أن الوطنية تكون بالعمل والمكابدة، هذا هو النضال الحقيقي»وأنا أستاذ في جامعة الكويت أتفانى في خدمتها وليس علي أن اناضل في (تويتر) كما يرى أحد المنتقدين الذي بحث عن تاريخ نضالي في (تويتر)«.

وشدد وطفة على أنه لا ينتسب الى أي تيار سياسي، ليبرالي أو ديني او اسلامي، وأنه ينتسب الى العقلانية والموضوعية.

وفي ما يلي نص الحديث:

• اتهمكم بعض طلاب كلية الشريعة بعدم الولاء للوطن ما حقيقة هذا الأمر؟

- إيماني بالوطن قيمة متجذرة في الأعماق، ولا اعتقد أن هناك ما يفوق إيماني به إلا الإيمان بالله سبحانه وتعالى. وهذا الاتهام في الأصل ليس حقيقيا بل هو فبركة إعلامية واضحة، فعلاقتي بالطلاب وأكثرهم من طلاب كلية الشريعة تتسم بدرجة عالية من التفاعل الأكاديمي والإنساني والأخلاقي، والتقييمات الجامعية تبرهن على ذلك، فالقضية تتمثل بشيطنة إعلامية لنتائج الدراسة التي أجريتها حول التحديات الوطنية، اذ لجأت إحدى الصحف المحلية الى اجتزاء حقيقة علمية بسيطة جدا في البحث لتقدمها وتضخمها إعلاميا وتضخ فيها روحا أيديولوجية آثمة، وذلك كله من اجل تحقيق ضجة اعلامية تؤدي إلى شيطنة البحث العلمي وتأثيمه. فالباحث العلمي الأكاديمي يعتمد المنهجية العلمية ويمارس عمله العلمي بموضوعية وبمهنية أخلاقية، والبحث العلمي الذي أجريناه يهدف إلى ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والإعلاء من شأن الهوية الوطنية والانتماء إلى الكويت، ومحاربة كل أشكال الطائفية والقبلية ومجابهة العقليات والذهنيات التقليدية التي تتنافى مع مفهوم الانتماء إلى الوطن.

• لكن البعض شكك في هذه الدراسة، فهل نتائج عينة الدارسة موثقة لديكم؟

- الدراسة كانت بحثا أكاديميا بتوجيه من جامعة الكويت، وهي مدعومة من إدارة البحوث العلمية في الجامعة، وهي مشروع بحثي يهدف الى التعرف على سلوك واتجاهات ومواقف الطلاب من قضايا المواطنة والهوية الوطنية والانتماء في المجتمع الكويتي، وقد تمّ تحكيم الدراسة وتقييمها علميا في عدة مستويات ومراحل، والتحكيم الأول يكون منذ اللحظة التي يتقدم فيها الباحث بالمشروع الدراسي، حيث يتم تحديد غاية المشروع البحثي وأهدافه ثم تتم الموافقة عليه، ومن ثم يتم تحكيم أدوات البحث في الكلية بإشراف أساتذة متخصصين، لكن الاهم ان هذا البحث قدم الى مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية وهو أعلى مؤسسة علمية فكرية في الكويت والعالم العربي، حيث يجري تحكيم البحث تحكيماً علمياً وموضوعياً خارجياً وداخلياً، وهذا المركز الذي يعد من أفضل المراكز البحثية يضم في مجلس ادارته نخبة من الهيئة الاستشارية لمفكرين كويتيين، أمثال الدكتور حسن عبدالعزيز السند، ويعقوب يوسف الكندري، وسالم مرزوق الطحيح، وسليمان الشطي، وعبد الرازق الشايجي، وثقل سعد العجمي، وعبدالله يوسف الغنيم، وعلي الموسي رئيس مجلس الادارة، وباختصار كل ما اريد ان اقوله ان الدراسة صادرة عن مركز بحوث علمي هو الأفضل في الكويت وربما في الخليج العربي، ومنشورات المركز خارج دائرة كل التشكيك العلمي والاسقاطات بأي معنى من المعاني، فالبحث أكاديمي بامتياز من إصدار جامعة الكويت وصادر عن اهم مركز للبحوث والدراسات في الكويت، وعليه لا يمكن التشكيك بقيمته العلمية ومنهجه الذي خضع لمدة أكثر من سنتين للمراجعة والتحكيم وإعادة التقييم حتى اللحظة التي تم بها نشر البحث في المركز.

• البعض يقول ان عليك أن تبرهن على وطنيتك وحبك لبلادك التي تدمر، ويقتل شعبها وتتفاعل معهم، فهم أولى بالوطنية والانتماء من عمل دراسات، الله أعلم بمآربها ومن خلفها، فكيف ترى ذلك؟

- الوطنية تكون بالعمل والمكابدة، والإنسان يهب نفسه للوطن بالكد والجهد والبذل والعطاء العلمي والاكاديمي، فهذا هو النضال الحقيقي. أنا أستاذ في جامعة الكويت ويجب أن أعمل فيها وأن أتفانى في خدمتها وخدمة الطلاب، وليس علي أن أناضل عبر»تويتر«كما يرى المنتقد عينه الذي بحث عن تاريخ نضالي في»تويتر«. وكان حريا به أن يبحث عن مواطنتي في ما أبذله من جد وعمل في الجامعة التي أعمل فيها وليس في سورية، وللمزيد من العلم والإيضاح لصاحب هذه الفكرة أنني من المعارضين المطلوبين للنظام منذ عهد حافظ الأسد، وانني على الأقل لم أدخل سورية منذ 14 سنة تقريبا. ولعلم صاحب الملاحظة أن هناك من يقيمني بأنني من أبرز الكتاب الذين ساندوا الثورة السورية وأيدوها، وتوجد لدي عشرات المقالات والأبحاث المناهضة للنظام السوري، الذي لن يتورع عن ملاحقتي أبدا في أي مكان. فالنضال يكون كما ذكرت بالعمل الحقيقي، والمواطنة تكون بالفعل والانتاج العلمي، التاريخ النضالي للانسان لا يكون عبر»تويتر«كما يرى صاحبنا، ونحن لا نملك الوقت لكتابة الخواطر عبر»تويتر«كما يفعل صاحبنا، فنحن نعمل بصفة مستمرة ودائمة.

• اذا كان ما تم تداوله اعلاميا كما ذكرتم مجانبا للصواب، فهل الأكاديميون ايضا جانبهم الصواب حيث رأينا كثيرا من النقد الذي وجه اليكم؟

- المشكلة التي وقع فيها كثير من الأكاديميين أنهم حكموا على الدراسة من خلال التقرير المثير للجدل الذي نشرته احدى الصحف، ولم يطلع هؤلاء الأكاديميون على الدراسة في صورتها الكاملة. وهكذا وقع الكثيرون في الفخ الإعلامي، فتسرعوا في الحكم. وأنا على يقين من أنه لو قام الباحثون والأكاديميون بالاطلاع على البحث لكانوا من المنصفين والمؤيدين للبحث، وهذه هي عادتنا نحن أننا لا نقرأ ونجتزئ ونتسرع، فالكثير من الزملاء عندما اطلعوا على البحث اعتذروا عن تسرعهم في الحكم تحت تأثير الصدمة الإعلامية.، فالبحث كما ذكرت يستشرف تحديات الهوية الوطنية في الكويت ويقدم مشروعا لتعزيزها وعنوان الدراسة هو»تحديات الهوية الوطنية، والشعور بالانتماء الوطني في الكويت لدى عينة من طلاب جامعة الكويت«، والهدف منه التعرف على مختلف هذه التحديات والصعوبات والكشف عما إذا كان هناك نقص او ضعف في البرامج التي تحض على المواطنة من اجل تعزيز هذه البرامج ووضع المقررات والمناهج والاساليب الجديدة لتعزيز الوحدة الوطنية.

• ما رأيك بالتوضيح الذي نشرته احدى الصحف حول دراستكم؟

- أعتقد أن الاعتذار الذي قدم اعتذار أقبح من ذنب. وما أشبه هذا الاعتذار بالمثل الذي يقول «رمتني بدائها وانسلت» فالصحيفة التي اثارت القضية بطريقة غير أخلاقية أحدثت هذه الصدمة فأوقعت الكثيرين في فخ الاثارة الاعلامية والايديولوجية ومن ثم انسحبت دون ان تقدم اعتذارا حقيقيا، وعليه كان عليها وما زال عليها ان تقدم اعتذارا حقيقيا إلى جامعة الكويت أولا والى مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ثانيا وإلى الباحث ثالثا، قبل ان تقدمه لطلاب كلية الشريعة والمعنيين بهذا الأمر، وأنا ما زلت أطالبها بالاعتذار.

• ذكرت ان البحث يحاول التعرف على تأثير البرامج الجامعية في سلوك الطلاب، وبناء على نتيجة الدراسة هل ترى ان برامج كلية الشريعة تقلل من الولاء والانتماء لدى الطلاب حسبما كانت نتيجة الدراسة؟

- مما لا شك فيه أن أي برامج وأي مناهج لا يمكن أن تكون مثالية، فهناك دائما أوجه للنقص والضعف في أي برامج، ولا سيما في ما يتعلق بمسألة الهوية وهي مسألة حساسة اليوم. لقد قدمنا توصيات مهمة في الدراسة للعمل على تطوير البرامج الدراسية وتعزيزها بمقررات جديدة عن حقوق الإنسان والمواطنة. وفي ما يتعلق ببرامج كلية الشريعة لا أعتقد أنها تختلف عن برامج الكليات الأخرى وهي تحتاج كما هو الحال في الكليات الأخرى إلى تعزيز جرعة المواطنة، وهذا ينسحب على كل المؤسسات التربوية في الدولة وهذا رأينا. والإجابة عن سؤالك نقول إن برامج كلية الشريعة وحالها حال البرامج الأخرى في مختلف الكليات العلمية تسهم في تعزيز الولاء الوطني والمواطنة، ولكن كل هذه البرامج يجب أن تطور وتعزز في هذا الاتجاه.

ونحن عندما نطلع على الدراسة وعلى ملخصاتها سنرى أن النتائج تقول إن الولاء الوطني رفيع المستوى بين طلاب الجامعة، وان الفروق التي ذكرناها ما بين الكليات تكون بنسبة 1 الى 5 في المئة وهي لأغراض الفرضيات العلمية الدقيقة التي يدركها الباحثون المتخصصون. وقد درسنا هذه الفروق لأغراض علمية، فهناك فروق بين العلوم الانسانية والتطبيقية، بين الذكور والإناث، بين طلاب السنوات الأولى والأخيرة. ويبقى السؤال لماذا ركزت الصحيفة على جانب وجزئية محددة تتعلق بطلاب كلية الشريعة، وفي الختام نقول: نحتاج الى تقوية هذه البرامج ووضع مقررات تعنى بحقوق الانسان والمواطنة وبالوحدة الوطنية بصورة مستمرة، سواء في كلية الشريعة او مختلف الكليات، وفي النهاية فإن البحث العلمي يعمل على تشخيص الظاهرة والكشف عن نقاط الضعف واقتراح منظومة من المقترحات لتعزيز ذلك.

• كيف ترى مطالبة الشيخ مشاري العفاسي لوزير التربية والتعليم العالي بأن يلقنكم درساً في الأدب والوطنية وينهي خدماتكم كما جاء في إحدى تغرايدته؟

- أعتقد ان هذا الكلام لا يناسب مقام فضيلة الشيخ العفاسي، وكنا نتوقع أن نسمع منه كلمات نبيلة تحض على التسامح وتعبر عن السماحة الدينية التي نجدها في كتب الصالحين والأخيار. وكنت أتمنى على شيخنا الفاضل أن يقرأ الدراسة أولا قبل أن يتهجم ويتبين الحقيقة. ونحن على يقين لو أن الشيخ قرأ الدراسة قبل أن يصرح بهذا الهجوم لغيّر رأيه كثيرا وأصبح من المدافعين بدلا من الهجوم. وكنت أتمنى على شيخنا الكريم أن يهتدي بالآية الكريمة التي تقول «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» نقول للشيخ الدراسة وطنية بامتياز ونحن نحتاج إلى دعوة منه بتكريمنا بدلا من تأديبنا، فدراستنا أيها الشيخ الكريم تهدف الى الكشف عن الواقع وتشخيصه وتقديم تصورات لتعزيز الهوية الوطنية في الكويت، وفي كل الأحوال نوجه له التحية والشكر وندعوه للاطلاع على الدراسة التي أجريناها. وأود الإشارة في هذا المقام الى أن أساتذة كلية الشريعة كانوا موضوعيين جدا وعقلانيين جدا ولم يتسرعوا كما فعل شيخنا الكريم وغالبيتهم طالبوا بالاطلاع على الدراسة قبل الحكم عليها.

وفي هذا المقام أيضا ان الملاحظات السلبية والهجومية على البحث التي سجلت هي لمن يبحثون عن قضية ولمن يريدون ركوب الموجة الاعلامية والايديولوجية.

• عميد كلية الشريعة السابق الدكتور مبارك الهاجري يقول ان اختيار عينة عشوائية من الطلبة والحكم على طلبة كلية ما بقلة ولائهم للوطن، طعن في وحدة الوطن، وإثارة للفتن بين مكونات المجتمع فما ردكم؟

- قرأت تعليق الدكتور مبارك وكان هذا التعليق الأول، ولكن الدكتور لاحقا اطلع على البحث وقرأ توضيحا وضعته على»تويتر«عدّل رؤيته وشكر البحث وكان رائعاً في نقده مع تحفظه على بعض نقاط الاختلاف، وتواصلت معه ثم رددت عليه بالقول إن الاختلاف في الرأي فضيلة.

• البعض يرى انك ليبرالي وتحاول ربما تعمد الاساءة الى كلية الشريعة وان لك موقفا من كلية الشريعة تحديدا؟

- من المؤسف أن العقلية السائدة في المجتمع هي عقلية تصنيفية اتهامية، وكل شخص في المجتمع هو موضوع تهمة ما أو تصنيف أحادي الاتجاه. وأنا أرى أن انتماء الإنسان قد يكون مركبا، قد يكون ليبراليا في نظرته للحياة السياسية، متدينا في ما يتعلق بنظرته إلى الدين والآخرة. في ما يتعلق بشخصي لا أصنف نفسي في أي توجه سياسي على الإطلاق ولا انتسب الى أي تيار سياسي ليبرالي او ديني او اسلامي او علماني، انا باحث اكاديمي انتسب الى العقلانية والموضوعية، ومعاذ الله أن أميز بين طلاب كلية وأخرى، بين طلاب كلية الشريعة وغيرهم فهم طلابنا جميعنا وأحبتنا وأهلنا وكرامتنا، وهم الوطن الذي ننتمي اليه، ومعاذ الله ان تكون لدينا ذرة واحدة من التحيز أو التمييز. فانا كما ذكرت باحث اكاديمي انتمي الى الموضوعية العلمية والقيم الاخلاقية بالدرجة الاولى، وليس لي أي انتماء إلى أي نظام سياسي او حزب أو جهة سياسية او تيار، وانما توجد لدي قيم انسانية وفلسفية اهتدي بها واسير على منهجها. ومنذ البدايات الاولى لدراساتنا الجامعية في الغرب تعلمنا ان نرسخ في أنفسنا القيم الموضوعية فاذا لم تكن موضوعيا وأخلاقيا فعلى الدنيا السلام.

• هل تم التحقيق معكم من قبل الكلية، أو هل خاطبتكم وزارة التعليم العالي بأي خطاب إحالة للتحقيق؟

- يحال الإنسان إلى التحقيق عندما يرتكب جرما أو يرتكب أخطاء، عندما يغش ويسرق ويكذب ويحتال على المال العام. لا أعتقد أن البحث العلمي خطيئة يحاسب المرء عليها بل يقدم ويعزز ويكرم. وإذا كان الباحثون يحالون إلى التحقيق لأنهم يجرون أبحاثا فعلى الدنيا السلام.

• البعض يرى في دراساتك انك حاولت ان تظهر مذهبا معينا بعدم الولاء فما ردّك على ذلك؟

- هذا الكلام لا قيمة له ولا مصداقية أبدا، والدراسة بحث علمي أكاديمي استخدم أكثر الأدوات دقة وموضوعية ونزاهة. فالولاء للوطن رفيع المستوى للجميع دون استثناء والفروق بين اختصاص تخضع لفرضيات إحصائية، وقد بينت الدراسة في العموميات وجود درجة كبيرة من الولاء للوطن والهوية الوطنية لدى افراد العينة، وأبدى الطلاب وعيا كبيرا بالمخاطر التي تهدد الهوية الوطنية، واحتل الدين والارض والدستور مرتبة عالية في سلم اولويات المواطنة، كما أبدى الطلاب شعوراً كبيرا بالخوف والقلق على الهوية الوطنية في الكويت، هذه هي النتائج الأساسية التي انتهى إليها البحث. والدراسة دراسة علمية هدفها تعزيز الهوية الوطنية وتشخيص الواقع الاجتماعي وتقديم تصورات عن سبل تعزيز الهوية الوطنية في الكويت وهي موجودة في توصيات الدراسة في نهاية الكتاب.

وأريد من خلال هذا المنبر الإعلامي الكبير أن أوجه تحية شكر وتقدير لكل المثقفين الكويتيين والنخب من أساتذة جامعات وأكاديميين ومفكرين ورجال دين وطلاب وأعضاء مجلس أمة، وما أكثرهم هؤلاء الذين وقفوا وقفة موضوعية من هذه القضية، فدانوا الهجمة الإعلامية التي تعرضنا لها ورفضوا التوظيف الإعلامي المشوه للبحث العلمي، لهؤلاء جميعا أنحني وأتقدم لهم بالشكر، وعاشت الكويت بلد الحريات والقانون حرة أبية كريمة.، كما أنني أوجه خالص الشكر والتقدير لجريدة»الراي» التي منحتني هذه الفرصة للرد على مختلف الانتقادات التي وجهت للبحث أو لي شخصيا خدمة للحق والحقيقة، وأخيرا أقول إنه لا يمكن للبحث العلمي أن يحمل أو يحتمل اهدافا ايديولوجية او سياسية أو حزبية، واعتقد ما حدث من تهويل إعلامي هو تجريم للبحث العلمي وشيطنته لتحقيق مآرب ايديولوجية واغراض سياسية آنية، وأكرر، ليس خوفاً من أحد او خجلاً أو وجلا، انني أقوم بعملي على أكمل وجه ولا أخشى في قول الحق لومة لائم، وأشعر بدرجة عالية من الاستقلال والثقة بالنفس، كما أنني اشعر بالفخر والاعتزاز بالانتماء لجامعة الكويت ولكلية التربية، وأقول بكل مصداقية لزملائنا في كلية الشريعة إنني لم أتعمد الإساءة إلى أي شريحة اجتماعية أو دينية أبدا، وهذا من باب الاستحالة وأنني ملتزم والحمدلله بكل القيم الأخلاقية النبيلة السائدة في المجتمع الكويتي وفي جامعة الكويت تحديداً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي