توقيف 3 أشخاص بتهمة محاولة حرق منزل ناشر كتاب الأميركية شيري جونز

«جوهرة المدينة» تؤذن بعقدين جديدين من التحريض على الإسلام في بريطانيا

تصغير
تكبير
| لندن من إلياس نصرالله |
تأبى الساحة الإعلامية في بريطانيا، تنحية الإسلام والمسلمين عن حلبتها منذ عقدين من السنين، أي منذ نشر الكاتب الهندي المسلم سلمان رشدي، كتابه «آيات شيطانية» عام 1988. ويبدو أن العروض التحريضية المنفلتة من عقالها التي شهدتها هذه الساحة طوال الفترة الماضية_، تلقت دفعة جديدة، اول من أمس، بعد الكشف عن أن المتهمين الثلاثة الذين تم اعتقالهم السبت، بتهم إرهابية، حاولوا حرق منزل الناشر البريطاني مارتن رانيا، بقنبلة حارقة لإقدامه على نشر كتاب «جوهرة المدينة»، رواية الكاتبة الأميركية شيري جونز، التي تدور أحداثها حول زواج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من أم المؤمنين عائشة ابنة الخليفه أبو بكر الصديق.
وأعلن الناشر رانيا، صاحب دار نشر «غبزون سكوير بوكس»، أنه انتقل للعيش في مكان سري تحت حماية الشرطة خوفاً على حياته مثله مثل رشدي، عقب الهجوم الذي تعرّض له على يد ثلاثة أشخاص تم اعتقالهم من جانب شرطة مكافحة الإرهاب، بعد ما نجحوا في إلقاء أول قنبلة حارقة داخل المنزل الكائن في حي ارلينغتون، شمال لندن. ووقع الهجوم، أثناء وجود رانيا خارج المنزل، وروى جيران الحي كيف خلع رجال الإطفاء الباب في مدخل المبنى المؤلف من أربعة طوابق وعملوا على إطفاء الحريق. فيما أخلت الشرطة عدداً من البيوت المجاورة لمنزل رانيا الذي منع الدخول إليه واغلق بعوارض خشبية. ومع أن المؤلفة جونز أصرّت على أن كتابها مجرد «قصة حب تاريخية»، إلا أنها تعرّضت لهجوم من أوساط عديدة، ليست بالضرورة  إسلامية، رأت في الكتاب جزءاً من الحملة العالمية ضد الإسلام والمسلمين ومحاولة لتشويه صورة هذا الدين الحنيف والرسول، الأمر الذي دفع دار نشر «راندوم هاوس» إلى التراجع عن نشر الكتاب ضمن قائمة إصداراتها في الصيف الماضي. وفيما لاقى قرار الدار استحساناً من جانب أوساط عديدة، أصدر سلمان رشدي بياناً هاجم فيه «راندوم هاوس» واعتبر تراجعها عن نشر الكتاب «خضوعاً للخوف».

وكان البروفسور الأميركي دنيس سبيلبيرغ، المتخصص في التاريخ الإسلامي، هاجم الكتاب، ووصفه بأنه «عمل سخيف وقبيح جداً. وتفسير مضلل عن عمد للتاريخ».
يشار إلى أن رانيا أعلن في وقت سابق قراره بنشر «جوهرة المدينة»، وقال متحدياً الأصوات التي ارتفعت ضد الكتاب، «في مجتمع منفتح ينبغي أن يكون الوصول إلى الأعمال الأدبية سهلاً، من دون خوف. فنحن، كدار نشر مستقلة، نشعر في شدة أننا يجب ألا نخاف من نتائج الجدل».
وكانت جونز قالت لصحيفة ألمانية، «ان الادعاء بأن المسلمين سيردون على كتابي بعنف، كلام فارغ. فأي شخص يقرأ الكتاب يجد أنه يُكّر.م النبي وزوجته المفضلة». غير أن النقاد يرون ان الجدل يتركز حول الوصف الذي أوردته جونز للعلاقة.
وكانت الشرطة أعلنت السبت، اعتقال ثلاثة رجال تبلغ أعمارهم 40 و30 و22 عاماً، بتهمة التنفيذ والإعداد والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، من دون إعطاء تفاصيل واضحة عن خلفية الموضوع. وذكرت أن ضباط مكافحة الإرهاب نفذوا عمليات الاعتقال وفقاً لقانون الإرهاب لعام 2000 في عملية مخططة بناء على معلومات استخبارية دقيقة. وتابعت أن أثنين من المعتقلين اعتقلوا في الشارع خارج منزل في لانزديل سكوير من جانب الشرطة التي كانت مختبئة في انتظار المهاجمين، فيما تم اعتقال الثالث في عملية مسلحة قرب محطة أينجل لقطارات الأنفاق.
وتضمن بيان الشرطة فقرة تحدثت عن «حريق صغير تم إطفاؤه في منزل في لانزديل سكوير، يُعزى في هذه المرحلة إلى اعتقال الرجلين». وأضاف أن ضباطاً من الشرطة يقومون بتفتيش أربعة منازل، اثنين في حي وولثامستو واثنين آخرين في حيي إيلفورد وفوريست غايت. من دون توضيح هوية المعتدى عليه.
من جهته، أعلن أنجم تشودري، أحد قادة حركة «المهاجرون» المحلولة، والذي كثيراً ما يوصف بأنه اليد اليمنى للأصولي البريطاني من أصل عربي عمر بكري محمد، مؤسس هذه الحركة، أن الكتاب «هجوم على كرامة النبي محمد»، مشيراً إلى أنه «وفقاً للشريعة الإسلامية عقاب المعتدين على كرامة النبي هو الموت». وأضاف أنه «ينبغي بمن يُصدر مواد شبيه بكتاب جونز أن يكون مدركاً للنتائج. وأن يدرك عمق المشاعر التي يمكن أن يستفزها». وحذر من أن «عدم التراجع عن نشر الكتاب سيؤدي حتماً إلى مزيد من الهجمات الشبيهة. فردود الفعل ستكون قاسية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي