الطفل المُتوحِّد... لا تتركوه معزولاً خلف حاجز ضبابي

تصغير
تكبير
منذ اكتشافه وتشخيصه لأول مرة في العام 1943، مازال اضطراب التوحُّد (autism) يمثل لغزاً مُحيّراً للخبراء المختصين في مجال الإعاقات الذهنية، إذ انهم عاجزين حتى الآن عن تحديد الأسباب الفعلية لنشوء ذلك المرض الذي يولد به الطفل عادة وقد يجعله يعيش شبه معزول في عالم ضبابي رغم محاولات التواصل معه من جانب المحيطين به.

وهناك إجماع على أن التوحُّد يصيب الطفل خلال المراحل الأولى من نشوئه كجنين في رحم أمه، لكن أعراضه لا تبدأ في الظهور عليه بوضوح إلا خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر.

س: ما المقصود بـمصطلح «التوحُّد» على وجه الدقة؟

ج: اصطلاحياً، يُعرف التوحُّد بأنه عجز يعوق نمو وتطوّر المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، واللعب التخيلي والإبداعي. وهو ينشأ نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ، وهو الاضطراب الذي يسبب مشكلات في المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل ومهارات التأقلم مع البيئة المحيطة.

وحتى الآن ليس هناك علاج ناجع يشفي من التوحُّد بالكامل، بل يقتصر دور العلاجات الدوائية والطبيعية المتاحة حالياً على تخفيف حدته وأعراضه ومضاعفاته.

والتوحُّد ليس فقط مجموعة من السلوكيات عديمة الهدف أو الغريبة والفوضوية؛ ولكنه مجموعة من النواقض الخطيرة التي تجعل الطفل مزيجاً من القلق، والغضب، والاحباط، والتعقيد، والخوف، والحساسية المفرطة.

س: ما الأعراض السلوكية الشائعة التي تظهر على الطفل المتوحِّد؟

ج: من بين أبرز هذه الأعراض السلوكية نذكر التالي:

• مقاومة التغيير

• السلوك الاستحواذي.

• السلوك العدواني وإيذاء الذات.

• سلوك العزلة والمقاطعة.

• نوبات الغضب.

• الضحك والقهقهة دون سبب.

• الاستثارة الذاتية.

• عدم إدراك المخاطر.

• لا يبدي اهتماماً ملحوظاً بما يدور حوله من حركات أو أصوات.

• يقاوم الاحتضان.

• أحياناً يردد الكلام كالببغاء.

• لا يميل إلى مشاركة الأطفال الآخرين اللعب.

• لديه إما نشاط زائد وملحوظ أو خمول مبالغ فيه.

• تظهر عليه نوبات ضحك أو بكاء أو غضب عشوائي.

• ليس لديه تواصل بصري مع الآخرين

• وجود حركات متكررة غير طبيعية تظهر في حركات الجسم أو أثناء مسك الأشياء.

س: إلى جانب الأدوية الصيدلانية، هل يوجد علاج طبيعي لمرض التوحد؟

ج: نعم يوجد. ومن خلال أسلوب العلاج الطبيعي، يتم التأكيد على إدماج الطفل المتوحد في نشاطات جماعية تحت إشراف معلمين مدربين يتولون توجيه الأطفال التوحُّدين خلال ممارستهم لتلك الأنشطة المكثفة عالية التنظيم، بحيث لا يسمح للطفل بالانسحاب والتقوقع في عالمه الخاص، وهذا الأسلوب يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على صعيد إخراج الأطفال التوحُّدين من عزلتهم الذهنية والنفسية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي