أَثر وشِعر

u0641u0647u062f u0639u064au062f u0627u0644u0643u0631u064au0628u0627u0646u064a
فهد عيد الكريباني
تصغير
تكبير
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)

بسم الله والحمد لله الذي ألَّف بين قلوب المؤمنين وبعث فيهم الرسول الأمين، ثم الصلاة والسلام على محمدٍ البشير وعلى آله وصحابته والتابعين، أما بعد،،

قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» هذا أمرٌ منه تعالى إلى عباده المؤمنين بأن يتمسكوا بالدين الحنيف وأن يَتَّبِعوا الطريق القويم، طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وألا يتفرقوا فيخسروا الدنيا والآخرة، وحذّرهم فقال: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» فأمرهم إذا حصل بينهم الخلاف أن يرجعوا إلى الشرع وألا يتنازعوا ولا يتفرقوا، وأمرهم بالصبر وعدم الخروج على ولي الأمر ومفارقة الجماعة، وقد قال عُبادَةُ بن الصامت - رضي الله عنه -: «دعانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السَّمعِ والطَّاعةِ، في مَنشطِنا ومَكرهِنا، وعُسرِنا ويُسرِنا وأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وأن لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه، إلا أن تَروا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه برهانٌ». رواه البخاري.

وقد نَبَّهَنَا اللهُ تعالى إلى أهمية نعمة الأمن، والتي سَتُفْقَدُ إذا نَازعُوا الحاكمَ وخَرجُوا عليه، فقال سبحانه: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» فبدأ سبحانه بالإنذار بسلب نعمة الأمن قبل غيرها من النعم لبيان أهميتها، وكذلك أخبرنا سبحانه عن دعاءِ إبراهيمَ الخليل - عليه السلام - عندما أَسْكَنَ زوجتَهُ وابنَهُ بوادٍ غير ذي زرع، فقال - عز وجل -: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَ?ذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» فبدأ الخليل بطلب نعمة الأمن لأنها أساس التنمية والبناء.

اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين واحفظ ولاة أمورنا أجمعين إنّك سبحانك الحفيظ وأنت على كل شيء قدير، وهذه أبيات نظمتها تناسب الموضوع، أسوقها هنا تذكيراً لي ولغيري لعل الله أن ينفع بها، فأقول وبالله استعين:

سبحان من يجمع قلوب الجماعه

وليا بغى التّفريق فيهم بـلاهـم

تخـالفوا والكلّ أبدى القطاعه

كلٍّ يقول الحقّ ما هو معاهم

تفرّقوا من عقب سمعٍ وطاعه

وامسوا غنيمة صيد لَلِّي بغاهم

يا الله عفوك والرّضى والقناعه

واحفظ شمل ربعي وسدّد خُطاهم

واصرف بفضلك كلّ خوف ومجاعه

عنهم وخلّ الأمن شامل حِماهم

واحفظ وليّ الأمر واعضد ذراعه

بالعدل والرحمه يِزَيِّن سِماهم

يا الله ما لي في البشر استطاعه

أرجوك عاونِّي وصحِّح خَطاهم

واجعلني آرَثْ من نبيّك بضاعه

أَسْلَمْ من العالم وعندي دواهم

همّي لديني ذاكرٍ كلّ ساعه

يا ويل راعٍ ضيّع الِّي رعاهم

يالله ما غيرك سِمَا بارتفاعه

يسمع عبيده لا رجوه اب دعاهم

أرجوك أحفظني وربعي وداعه

أنت الحفيظ وعالمٍ ما خفاهم

يا الله وارحمنا بيوم الشّفاعه

وامواتنا معنا وطيّب ثراهم
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي