تغير المسار ليلة الجمعة? وتوجهت إلى عزبة أخي (يقصد بالعزبة، مقر تربية الإبل ـ النياق أو الذود) الحبيب «بو غازي» والتقيت بأحبة لي ودار حديث حول سبب تدني مستوى الجامعة والتعليم بوجه عام. فذكرت لهم ما وصل إليّ من واقع جامعة الكويت التي احتلت حسب تصنيف URAP Ranking المستوى قبل الأخير بين الجامعات العربية، حيث احتلت المركز 13 بينما جاءت جامعة السلطان قابوس في المركز الأخير 14. ويقال إن هناك منحاً دراسية للراغبين في جامعة السلطان قابوس... عارف كيف!
طبيعي جداً أن يتراجع مركز جامعة الكويت (يعتمد التصنيف على مستوى البحوث العلمية وجودتها)، وقد عزت جريدة «أكاديميا» سبب هبوط تصنيف جامعة الكويت عالمياً وعربياً، إلى أن ما نسبته 29.5 في المئة من الأبحاث في الجامعة منشورة في مجلات مجهولة المصدر. وعندما تتقدم الكفاءات للتعيين يقال لها إن البحوث ليست منشورة في مجلات علمية محكمة معتمدة من قبل الجامعة (وهو كلام يخالف الواقع)... وإن سلمنا بصدق النوايا، فأين هم من تلك البحوث!
وتذكر «أكاديميا» أن 773 بحثاً فقط من أصل 3316، نشرت في مجلات علمية مصنفة على مدى خمس سنوات. يعني فقط 23.3 في المئة، «مقبول»، وفق معايير النشر العلمي للجامعة!
جامعة الكويت وقبل أن يتسلم وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى مهامه، كانت تحتل المركز 928... وبعد عامين من تسلمه المهام: ما هي النتيجة؟
إذا كان البحث العلمي مغيب والرؤية في تحويل التعليم للأفضل شبه منعدمة وجامعة الشدادية سيتأخر انتهاء موعد تسليمها وجامعة جابر....الله أعلم!
ويأتي لنا تصريح برفع عدد المقبولين في تخصص التربية البدنية من 200 إلى 700، فمن أين لنا الكادر التدريسي لمقابلة هذا الرقم الكبير، ونحن نعلم علم اليقين بشح الشعب وغيرها من المشاكل في القبول والتعيين! سألت أحد الأولاد الصغار من الحضور ما اسمك بالإنكليزي، ولم أجد إجابة. وعن حاصل ضرب 9 في 7... ولم أجد إجابة؟
هل العيب في الطلاب؟ طبعاً الإجابة بـ «لا» كبيرة!
إذا كان بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخاصة، لا علاقة لتخصصهم بالقسم الذي يدرسون فيه? وكثير منهم تخرج من جامعات غير معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي... وشهادات وأبحاث مجهولة!
حتى معهد الكويت للأبحاث العلمية، لم يسلم من تدني المستوى بعد الهجوم غير المبرر عليه في الآونة الأخيرة، مع العلم أنه قد صاغ، وبالكاد بدأ بجني ثمار استراتيجية محترفة تبناها المدير السابق الدكتور ناجي المطيري. وأعلم علم اليقين بأن صراحتي هذه قد تغضب البعض، لكنها تبقى هي الحقيقة من واقع التجربة، وكما يقولون «التجربة خير برهان»!
الحل... ما هو الحل؟
إننا يجب أن نسعى بجدية لإصلاح مستوى التعليم بشقيه العام والعالي الحكومي والخاص، وفق معايير عالمية معمول بها، بحيث تكون مادة الأخلاق، مادة رئيسية تدرس في المرحلة الإبتدائية، ويرتفع مضمون مادتها العلمية مع تقدم مستوى الإدراك إلى ما بعد المرحلة الجامعية.
علموا أولادنا القيم الأخلاقية. أبعدوا عنا التعليم مقابل الأجر والمدرسين الخصوصيين والأبحاث الجاهزة... نريد معلماً ومربياً في آن واحد، ولتكن أسس المفاضلة في الترقي والبقاء في مهنة التعليم، مبنية على أساس الإنتاجية والكفاءة في العمل، وهو من السهل قياسه حسب التحصيل العلمي. إن صلحت النوايا وابتعدنا عن «إذنك خشمك»، فمن الطبيعي جداً أن نحصل على مستوى متقدم للتعليم في السنوات المقبلة.
الثابت هنا ان من أخطاء اليوم نرسم استراتيجية الغد... هكذا تعلمنا في مجال الإدارة الاستراتيجية، وغير هذا الكلام «لا تدور»... وما ذكرته فقط، رؤوس أقلام، وفي التفاصيل ما يدفع إلى «شق الجيب» لأن الحال يرثى لها... والله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi