دعمه لإسرائيل واستقلال كردستان مصدر مشاكل للمملكة المتحدة
تعيين جونسون وزيراً للخارجية البريطانية يثير عاصفة محلياً ودولياً

وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون متحدثاً إلى فريقه في مقر الوزارة أمس(رويترز)


تواجه رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي منذ تسلمها مهام منصبها خلفاً لديفيد كاميرون عاصفة قوية داخل حزب المحافظين الحاكم وعلى المستوى الشعبي بسبب تعيينها بوريس جونسون وزيراً للخارجية، علاوة على أصداء غير مألوفة لهذه الخطوة في العلاقات الديبلوماسية بين الدول، من جهة، ومن جهة أخرى، يبدو أنه لدى اختيارها جونسون كان هم تيريزا ماي الأساسي التفكير بكيفية الخروج من أوروبا، وغابت عنها حقيقة الدور الذي سيلعبه جونسون رئيساً للديبلوماسية البريطانية وأثره السلبي على الساحة الدولية في أكثر من موقع، بالأساس في منطقة الشرق.
وشكّلت ماي فريقها الحكومي، حيث عيّنت وزير الخارجية السابق فيليب هاموند في منصب وزير المالية، وهي أهم الوزارات في بريطانيا، وذلك خلفاً لجورج أوزبورن.
يذكر أن أوزبورن وزيرا المالية منذ عام 2010 وكان يعتبر مرشحا مرجحا لتولي منصب رئيس الوزراء حتى استفتاء 23 يونيو الذي قرر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . وكان أوزبورن أحد زعماء حملة «البقاء» في الاتحاد.
وأعلنت ماي تعيين ديفيد ديفيز وزير دولة لشؤون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وديفيز نائب بارز عن حزب المحافظين سبق أن خسر أمام رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في انتخابات زعامة الحزب عام 2005.
واحتفظ وزير الدفاع مايكل فالون بمنصبه في الحكومة الجديدة وهو الموقع الذي يشغله منذ يوليو 2014 بينما عينت أمبر رود وزيرة الطاقة السابقة في منصب وزيرة الداخلية وينتظر أن تضطلع بدور كبير في معالجة قضية الهجرة.
وعندما بلغ نبأ تعيين جونسون وزيراً للخارجية البريطانية إلى وزارة الخارجية الأميركية لم يتمالك مارك تونار، الناطق باسم الخارجية، نفسه أمام الصحافيين فبدرت عنه ضحكة ذات معنى، لكنه سارع إلى القول «الولايات المتحدة تتطلع للعمل معه». فيما أبدى كثير من الأميركيين دهشتهم من هذا التعيين وقال إيان بريمر، العالم السياسي الأميركي المعروف، أن «هذا التعيين نكتة الموسم».
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية تعليقاً أطلقته آن غيلنك، المراسلة الرئيسة لـ «هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية» (زد دي إف) لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، حول تعيين جونسون رأى فيه الكثيرون تعبيراً عن الرأي السائد في الجانب الأوروبي حول التعيين، إذ قالت «إن جونسون مكروه جداً جداً، لأنه ترأس حملة مليئة بالأكاذيب»، في إشارة إلى ترؤسه لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت أول زعيم أجنبي يتصل بماي لتهنئتها بتسلمها رئاسة الوزراء، إلا أنها عندما واجهها الصحافيون لاحقاً، رفضت ميركل التعليق سلباً أو إيجاباً على تعيين جونسون وزيراً للخارجية، ما اعتبره المراقبون السياسيون بأنه تعبير عن عدم رضى الحكومة الألمانية عن هذا التعيين. فيما كان رالف ستيغنر، نائب زعيم «الحزب الاجتماعي الديموقراطي» الألماني، أكثر جرأة وقال للصحافيين لدى سماعه بنبأ تعيين ماي لوزير خارجيتها «فليتفضل جونسون ويأتي لمفاوضتنا على الخروج من الاتحاد الأوروبي. أهلاً وسهلاً، ورحلة موفقة».
أما الزعيم المشارك لـ «حزب الخضر» الألماني فسخر من تعيين جونسون وشبهه «بتكليف القط بحراسة الزبدة»، وقال الزعيم المشارك الآخر لـ «حزب الخضر» الألماني أنطون هوفرايتر أن «تعيين جونسون علامة سيئة لعملية الخروج من أوروبا وتثير تساؤلات حول مقدرة رئيسة الوزراء الجديدة على القيام بمهام منصبها». وعلق نيكولاس بلوم نائب رئيس تحرير «بيلد»، أكبر صحيفة في ألمانيا على تعيين جونسون قائلاً «في النهاية هناك عدالة في هذه الدنيا. كوزير للخارجية فليتفضل جونسون وينام في الفرشة التي فصّلها لنفسه».
ومع أنه لم تصدر ردود فعل واضحة من المعنيين في الشرق الأوسط بالسياسة الخارجية البريطانية، خصوصا في رام الله التي رفضت استقبال جونسون في وقت سابق من العام الحالي عندما جاء لزيارة رام الله على هامش زيارة له إلى إسرائيل، كان واضحاً أنها جاءت للحصول على دعم الإسرائيليين له لكي يصبح رئيساً للوزراء خلفاً لكاميرون، إلا أن جونسون محسوب على اللوبي الصهيوني في بريطانيا ومن المؤكد أنه سيواصل سياسة دعم إسرائيل بكل السبل مثل أسلافه وزراء خارجية بريطانيا السابقين، خصوصا بعد الكشف عن أن تيريزا ماي تناولت طعام العشاء مع زوجها الأثنين الماضي على مائدة أفرايم ميرفيس، الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية في بريطانيا، أي عشية تعيينها رئيسة للوزراء، وهو عشاء له دلالات سياسية عميقة، بعد أن عارضت بريطانيا علناً المشروع الذي تقدمت به فرنسا لعقد مؤتمر دولي من أجل فلسطين.
إلا أن مشاكل جونسون في الشرق الأوسط لا تقتصر فقط على فلسطين، فجونسون الذي يتحدّر من جد شركسي قتل في ظروف غامضة في تركيا، يدعم بقوة مشروع تقسيم العراق إلى دويلات وبالذات يؤيد استقلال إقليم كردستان العراق، الأمر الذي سيضع السياسة الخارجية البريطانية في حالة تصادم مع الحكومتين العراقية والتركية، بالإضافة إلى عدم رضى أطراف أخرى في المنطقة عن مثل هذا التوجه. ودعماً لمشروع استقلال إقليم كردستان عن العراق زار جونسون في العام الماضي أربيل برفقة النائب البريطاني المحافظ من أصل عراقي كردي نديم زهاوي والتقى مسعود بارزاني وتجول في إقليم كردستان. ولم يخف جونسون عداءه لتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان وهاجمه علناً في مايو الماضي ووصفه بـ»وانكارار»، أي «المستمني من دون توقف»، نظراً إلى الطريقة التي يتعامل بها أردوغان مع الصحافيين.
ويرى بعض المراقبين السياسيين أن جونسون سيقوم بمكافأة أصدقائه من نواب حزب المحافظين الذين وقفوا طيلة الوقت إلى جانبه بتعيينهم في مناصب داخل وزارة الخارجية أو تكليفهم للقيام بمهمات على الساحة الدولية، ولم يستبعدوا أن يبادر إلى تعيين صديقه نديم زهاوي وزير دولة في وزارة الخارجية كونهما متفقان على السياسة التي ينبغي أن تنتهجها بريطانيا في الشرق الأوسط في شكل خاص.
وشكّلت ماي فريقها الحكومي، حيث عيّنت وزير الخارجية السابق فيليب هاموند في منصب وزير المالية، وهي أهم الوزارات في بريطانيا، وذلك خلفاً لجورج أوزبورن.
يذكر أن أوزبورن وزيرا المالية منذ عام 2010 وكان يعتبر مرشحا مرجحا لتولي منصب رئيس الوزراء حتى استفتاء 23 يونيو الذي قرر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . وكان أوزبورن أحد زعماء حملة «البقاء» في الاتحاد.
وأعلنت ماي تعيين ديفيد ديفيز وزير دولة لشؤون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وديفيز نائب بارز عن حزب المحافظين سبق أن خسر أمام رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في انتخابات زعامة الحزب عام 2005.
واحتفظ وزير الدفاع مايكل فالون بمنصبه في الحكومة الجديدة وهو الموقع الذي يشغله منذ يوليو 2014 بينما عينت أمبر رود وزيرة الطاقة السابقة في منصب وزيرة الداخلية وينتظر أن تضطلع بدور كبير في معالجة قضية الهجرة.
وعندما بلغ نبأ تعيين جونسون وزيراً للخارجية البريطانية إلى وزارة الخارجية الأميركية لم يتمالك مارك تونار، الناطق باسم الخارجية، نفسه أمام الصحافيين فبدرت عنه ضحكة ذات معنى، لكنه سارع إلى القول «الولايات المتحدة تتطلع للعمل معه». فيما أبدى كثير من الأميركيين دهشتهم من هذا التعيين وقال إيان بريمر، العالم السياسي الأميركي المعروف، أن «هذا التعيين نكتة الموسم».
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية تعليقاً أطلقته آن غيلنك، المراسلة الرئيسة لـ «هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية» (زد دي إف) لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، حول تعيين جونسون رأى فيه الكثيرون تعبيراً عن الرأي السائد في الجانب الأوروبي حول التعيين، إذ قالت «إن جونسون مكروه جداً جداً، لأنه ترأس حملة مليئة بالأكاذيب»، في إشارة إلى ترؤسه لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت أول زعيم أجنبي يتصل بماي لتهنئتها بتسلمها رئاسة الوزراء، إلا أنها عندما واجهها الصحافيون لاحقاً، رفضت ميركل التعليق سلباً أو إيجاباً على تعيين جونسون وزيراً للخارجية، ما اعتبره المراقبون السياسيون بأنه تعبير عن عدم رضى الحكومة الألمانية عن هذا التعيين. فيما كان رالف ستيغنر، نائب زعيم «الحزب الاجتماعي الديموقراطي» الألماني، أكثر جرأة وقال للصحافيين لدى سماعه بنبأ تعيين ماي لوزير خارجيتها «فليتفضل جونسون ويأتي لمفاوضتنا على الخروج من الاتحاد الأوروبي. أهلاً وسهلاً، ورحلة موفقة».
أما الزعيم المشارك لـ «حزب الخضر» الألماني فسخر من تعيين جونسون وشبهه «بتكليف القط بحراسة الزبدة»، وقال الزعيم المشارك الآخر لـ «حزب الخضر» الألماني أنطون هوفرايتر أن «تعيين جونسون علامة سيئة لعملية الخروج من أوروبا وتثير تساؤلات حول مقدرة رئيسة الوزراء الجديدة على القيام بمهام منصبها». وعلق نيكولاس بلوم نائب رئيس تحرير «بيلد»، أكبر صحيفة في ألمانيا على تعيين جونسون قائلاً «في النهاية هناك عدالة في هذه الدنيا. كوزير للخارجية فليتفضل جونسون وينام في الفرشة التي فصّلها لنفسه».
ومع أنه لم تصدر ردود فعل واضحة من المعنيين في الشرق الأوسط بالسياسة الخارجية البريطانية، خصوصا في رام الله التي رفضت استقبال جونسون في وقت سابق من العام الحالي عندما جاء لزيارة رام الله على هامش زيارة له إلى إسرائيل، كان واضحاً أنها جاءت للحصول على دعم الإسرائيليين له لكي يصبح رئيساً للوزراء خلفاً لكاميرون، إلا أن جونسون محسوب على اللوبي الصهيوني في بريطانيا ومن المؤكد أنه سيواصل سياسة دعم إسرائيل بكل السبل مثل أسلافه وزراء خارجية بريطانيا السابقين، خصوصا بعد الكشف عن أن تيريزا ماي تناولت طعام العشاء مع زوجها الأثنين الماضي على مائدة أفرايم ميرفيس، الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية في بريطانيا، أي عشية تعيينها رئيسة للوزراء، وهو عشاء له دلالات سياسية عميقة، بعد أن عارضت بريطانيا علناً المشروع الذي تقدمت به فرنسا لعقد مؤتمر دولي من أجل فلسطين.
إلا أن مشاكل جونسون في الشرق الأوسط لا تقتصر فقط على فلسطين، فجونسون الذي يتحدّر من جد شركسي قتل في ظروف غامضة في تركيا، يدعم بقوة مشروع تقسيم العراق إلى دويلات وبالذات يؤيد استقلال إقليم كردستان العراق، الأمر الذي سيضع السياسة الخارجية البريطانية في حالة تصادم مع الحكومتين العراقية والتركية، بالإضافة إلى عدم رضى أطراف أخرى في المنطقة عن مثل هذا التوجه. ودعماً لمشروع استقلال إقليم كردستان عن العراق زار جونسون في العام الماضي أربيل برفقة النائب البريطاني المحافظ من أصل عراقي كردي نديم زهاوي والتقى مسعود بارزاني وتجول في إقليم كردستان. ولم يخف جونسون عداءه لتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان وهاجمه علناً في مايو الماضي ووصفه بـ»وانكارار»، أي «المستمني من دون توقف»، نظراً إلى الطريقة التي يتعامل بها أردوغان مع الصحافيين.
ويرى بعض المراقبين السياسيين أن جونسون سيقوم بمكافأة أصدقائه من نواب حزب المحافظين الذين وقفوا طيلة الوقت إلى جانبه بتعيينهم في مناصب داخل وزارة الخارجية أو تكليفهم للقيام بمهمات على الساحة الدولية، ولم يستبعدوا أن يبادر إلى تعيين صديقه نديم زهاوي وزير دولة في وزارة الخارجية كونهما متفقان على السياسة التي ينبغي أن تنتهجها بريطانيا في الشرق الأوسط في شكل خاص.