اقرأ وتأمل

مقتطفات من حديث النفس

تصغير
تكبير
? بوسعك أن تشق الطريق لنفسك بين عرصات يوم القيامة من الآن... فإما نحو ظلال عرش الرحمن والجنان وإما إلى قعر النيران - عياذاً بالله - فإن أبيت إلا الأولى، فلا تتركن شاردةً ولا واردةً من فعل الخيرات تمر عليك، إلا وكان لك منها نصيب وإن قل... فما يدريك، لعل هذا القليل يكون سبباً في انتزاع الملائكة لك من بين أمواج النيران التي تسوق الناس أمامها سوقاً، وأنت تعده من العمل اليسير الذي ربما استهنت به، وهو عند الله عظيماً.

? المعصية كهف مظلم، أول ما يوجب على من يلجه كسر ظهره بمذلة فعله، ومن ثم تحميله ثقل ذلك الفعل على ظهره المكسور؛ ليذيقه بحق شؤم وذل المعصية... فاستشعر ذاك الألم يرعاك الله قبل الوقوع في المعصية، فإنه حريٌ والله بأن يعافيك أبد الدهر من ولوج كآبة كهفها.

? عزاؤنا بين كل هذه الألوان من الفتن التي تتقلب أمام أعيننا صباح مساء، ذاك الحبل الموصول بيننا وبين عهد الرعيل الأول؛ حيث لا يزال صداه بيننا يتردد؛ متمثلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اشتقت لأصحابي) فها نحن على العهد ماضون على الطريق إلى لقاء الله وصُحبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، لم ولن نبدل أو نغير أبداً بإذن الله؛ حتى نلقاه على الحوض غداً.

? كن على يقين من أن ما لم تدركه من كافة المتع التي وقعت عليها عينك في الدنيا باختلاف أنواعها، وترفعت عنها مخافة الله وعذابه يوم القيامة، سوف تلاحقك في آخرتك لا محالة بين روضات النعيم... ولكنها ستكون حينئذٍ مضاعفةً في زينتها وبهرجها، حتى يتم لك كمال المتعة الحقيقة التي لا تعاسة بعدها بإذن الله أبد.

? حين ينتهي بالمجاهد أجله، فإن رحيله يكون أشبه ما يكون بعملية استدعاء عاجل من مركز القيادة الربانية؛ ليعلم بانتهاء مهمته، ويعاين كرامة سعيه، ويطمئن على مسيرة جهاد إخوانه من بعده، حين يرى حقيقة الصراع من أعلى، فيسكن بقول الله قلبه: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي