مواجهة دراماتيكية لا تنسى



إشبيلية - أ ف ب - كان ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» في اشبيلية، مسرحا للمواجهة القوية والدراماتيكية بين المانيا «الغربية» وفرنسا ضمن نصف نهائي مونديال 1982، والتي سجلت من خلالها الاولى اسمها بأحرف من ذهب في سجلات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930.
حفلت المواجهة بكل شيء في عالم المستديرة: اهداف استعراضية، التحامات بدنية قاسية، عودة دراماتيكية واحتكام المنتخبين إلى ركلات ترجيحية لتحديد الفائز.
بلغت الاثارة والتشويق قمتهما، وكان الفرنسيون على بعد 20 دقيقة من بلوغ النهائي للمرة الاولى في تاريخهم لانهم كانوا متقدمين 3-1، لكن الآلة الهجومية الألمانية تحركت بقوة بعد دخول كارل هاينتس رومينيغه في الشوط الاضافي الاول برغم اصابته، فقاد بلاده الى ادراك التعادل والاحتكام الى ركلات الترجيح.
وقال مهندس الهجمات الفرنسية وصاحب هدف فرنسا الثالث ألان جيريس: «إنه جرح لن يندمل أبدا».
من ناحيته، قال «أسطورة» فرنسا ميشال بلاتيني: «بالنسبة لي، ليس هنالك من فيلم سينمائي أو حدث بامكانهما أن يعيدا ما خالجنا من مشاعر. شهدنا مواجهة محتدمة وقوية لا مثيل لها».
اما مدرب فرنسا ميشال هيدالغو، فصرح صبيحة المباراة: «سيكون من الخطأ ان يكتفي اللاعبون ويفرحوا ببلوغهم دور الاربعة، فالامل لا يزال قائما لتخطي هذا الدور».
وفي تفاصيل المباراة، لم يتأخر الالمان في افتتاح التسجيل عبر بيار ليتبارسكي (17).
وادركت فرنسا التعادل بواسطة بلاتيني من ركلة جزاء (26).
وقام هيدالغو بتغيير اضطراري (50) بعد اصابة برنار جنجيني، فأشرك باتريك باتيستون، الذي لم يلعب أكثر من 8 دقائق، لانه خلال هجمة تلقى كرة بينية وانفرد بتوني شوماخر وسدد باتجاه المرمى، لكن الاخير صدمه بعنف عمدا. واغمي عليه ولم يحرك ساكنا، فظن زملاؤه بأنه توفي وصرخ بلاتيني طالبا النجدة، في الوقت الذي نهض فيه شوماخر ولم يكترث بما فعل وراح يلاعب الكرة.
وروى باتيستون غداة المباراة «كنت باتجاه المرمى وكان (اولي) شتيليكه ورائي وشوماخر امامي، وقلت في نفسي اذا سددت الكرة ساقطة سأسجل، كنت في كامل لياقتي وشعرت بانني قادر على التسجيل، لكني لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك».
واعتبر بلاتيني في معرض حديثه عن حادثة باتيستون أن «شوماخر ارتكب خطأ فادحا بحق الأخير، لكنني أتذكر أنني كنا نخوض واحدة من أروع المباريات على امتداد مسيرتنا، حيث إن الحماسة كانت في اوجها. يا لها من مواجهة».
وكانت بداية الشوط الاضافي الاول رائعة للفرنسيين، لانهم تقدموا بهدف ماريوس تريزور (92).
واضافت فرنسا الهدف الثالث في الدقيقة 98 عبر جيريس.
وظن الجميع ان الفرنسيين حسموا اللقاء في مصلحتهم قبل 20 دقيقة من النهاية، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، فقد نسي الفرنسيون اصرار الالمان وسهلوا مهمتهم بمتابعة الهجوم.
وقال تريزور «كان علينا تهدئة اللعب وعدم المجازفة والاستمرار في الهجوم».
ودخل رومينيغه المصاب، فتحول كل شيء بالنسبة للالمان، ونجح في تقليص الفارق بتسجيله الهدف الثاني (103).
وهيأها هروبيش الكرة برأسه الى فيشر الذي تابعها بتسديدة اكروباتية داخل الشباك معلنا هدف التعادل (108).
لم يصدق بلاتيني وزملاؤه ما حصل، لكنها الحقيقة فالالمان لم يستسلموا وقاوموا حتى الصافرة النهائية، ونجحوا في انتزاع تعادل ثمين خولهم الاحتكام الى ركلات الترجيح التي منحتهم بطاقة المرور الى المباراة النهائية.
وسنحت الفرصة لفرنسا في ركلات الترجيح لحسم النتيجة في مصلحتها بعدما اهدر شتيليكه ركلة ترجيحية 3-2، لكن شوماخر انقذ الموقف بتصديه لركلة سيكس فانتهت السلسلة الاولى بالتعادل 4-4.
وكان لزاما على المنتخبين الاحتكام الى سلسلة ثانية مع تعيين لاعبين جدد للتسديد، فكان بوسيس اول المسددين لفرنسا: «اقترحت ان اسدد الركلة السادسة، كنت أعتقد اني سأسجل». لكن شوماخر تصدى لركلة بوسيس.
وكان تأهل المانيا رهن بتسجيل هروبيش للركلة التالية، وقد نجح في ذلك ومنح البطاقة لمنتخب بلاده.
في سطور
ألمانيا «الغربية» - فرنسا: 5-4 بركلات الترجيح (الشوط الاول 1-1، والوقت الاصلي 1-1، والوقت الاضافي 3-3)
الدور: نصف النهائي
التاريخ: 8 يوليو 1982
الملعب: إشبيلية (إسبانيا)
الجمهور: 60 ألف متفرج
الحكم: الهولندي تشارلز كورفر
حفلت المواجهة بكل شيء في عالم المستديرة: اهداف استعراضية، التحامات بدنية قاسية، عودة دراماتيكية واحتكام المنتخبين إلى ركلات ترجيحية لتحديد الفائز.
بلغت الاثارة والتشويق قمتهما، وكان الفرنسيون على بعد 20 دقيقة من بلوغ النهائي للمرة الاولى في تاريخهم لانهم كانوا متقدمين 3-1، لكن الآلة الهجومية الألمانية تحركت بقوة بعد دخول كارل هاينتس رومينيغه في الشوط الاضافي الاول برغم اصابته، فقاد بلاده الى ادراك التعادل والاحتكام الى ركلات الترجيح.
وقال مهندس الهجمات الفرنسية وصاحب هدف فرنسا الثالث ألان جيريس: «إنه جرح لن يندمل أبدا».
من ناحيته، قال «أسطورة» فرنسا ميشال بلاتيني: «بالنسبة لي، ليس هنالك من فيلم سينمائي أو حدث بامكانهما أن يعيدا ما خالجنا من مشاعر. شهدنا مواجهة محتدمة وقوية لا مثيل لها».
اما مدرب فرنسا ميشال هيدالغو، فصرح صبيحة المباراة: «سيكون من الخطأ ان يكتفي اللاعبون ويفرحوا ببلوغهم دور الاربعة، فالامل لا يزال قائما لتخطي هذا الدور».
وفي تفاصيل المباراة، لم يتأخر الالمان في افتتاح التسجيل عبر بيار ليتبارسكي (17).
وادركت فرنسا التعادل بواسطة بلاتيني من ركلة جزاء (26).
وقام هيدالغو بتغيير اضطراري (50) بعد اصابة برنار جنجيني، فأشرك باتريك باتيستون، الذي لم يلعب أكثر من 8 دقائق، لانه خلال هجمة تلقى كرة بينية وانفرد بتوني شوماخر وسدد باتجاه المرمى، لكن الاخير صدمه بعنف عمدا. واغمي عليه ولم يحرك ساكنا، فظن زملاؤه بأنه توفي وصرخ بلاتيني طالبا النجدة، في الوقت الذي نهض فيه شوماخر ولم يكترث بما فعل وراح يلاعب الكرة.
وروى باتيستون غداة المباراة «كنت باتجاه المرمى وكان (اولي) شتيليكه ورائي وشوماخر امامي، وقلت في نفسي اذا سددت الكرة ساقطة سأسجل، كنت في كامل لياقتي وشعرت بانني قادر على التسجيل، لكني لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك».
واعتبر بلاتيني في معرض حديثه عن حادثة باتيستون أن «شوماخر ارتكب خطأ فادحا بحق الأخير، لكنني أتذكر أنني كنا نخوض واحدة من أروع المباريات على امتداد مسيرتنا، حيث إن الحماسة كانت في اوجها. يا لها من مواجهة».
وكانت بداية الشوط الاضافي الاول رائعة للفرنسيين، لانهم تقدموا بهدف ماريوس تريزور (92).
واضافت فرنسا الهدف الثالث في الدقيقة 98 عبر جيريس.
وظن الجميع ان الفرنسيين حسموا اللقاء في مصلحتهم قبل 20 دقيقة من النهاية، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، فقد نسي الفرنسيون اصرار الالمان وسهلوا مهمتهم بمتابعة الهجوم.
وقال تريزور «كان علينا تهدئة اللعب وعدم المجازفة والاستمرار في الهجوم».
ودخل رومينيغه المصاب، فتحول كل شيء بالنسبة للالمان، ونجح في تقليص الفارق بتسجيله الهدف الثاني (103).
وهيأها هروبيش الكرة برأسه الى فيشر الذي تابعها بتسديدة اكروباتية داخل الشباك معلنا هدف التعادل (108).
لم يصدق بلاتيني وزملاؤه ما حصل، لكنها الحقيقة فالالمان لم يستسلموا وقاوموا حتى الصافرة النهائية، ونجحوا في انتزاع تعادل ثمين خولهم الاحتكام الى ركلات الترجيح التي منحتهم بطاقة المرور الى المباراة النهائية.
وسنحت الفرصة لفرنسا في ركلات الترجيح لحسم النتيجة في مصلحتها بعدما اهدر شتيليكه ركلة ترجيحية 3-2، لكن شوماخر انقذ الموقف بتصديه لركلة سيكس فانتهت السلسلة الاولى بالتعادل 4-4.
وكان لزاما على المنتخبين الاحتكام الى سلسلة ثانية مع تعيين لاعبين جدد للتسديد، فكان بوسيس اول المسددين لفرنسا: «اقترحت ان اسدد الركلة السادسة، كنت أعتقد اني سأسجل». لكن شوماخر تصدى لركلة بوسيس.
وكان تأهل المانيا رهن بتسجيل هروبيش للركلة التالية، وقد نجح في ذلك ومنح البطاقة لمنتخب بلاده.
في سطور
ألمانيا «الغربية» - فرنسا: 5-4 بركلات الترجيح (الشوط الاول 1-1، والوقت الاصلي 1-1، والوقت الاضافي 3-3)
الدور: نصف النهائي
التاريخ: 8 يوليو 1982
الملعب: إشبيلية (إسبانيا)
الجمهور: 60 ألف متفرج
الحكم: الهولندي تشارلز كورفر