وقل رب زدني علماً / العقيدة... نجاة أو هلاك

تصغير
تكبير
في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك عسى الله أن ينفعنا بها.

لكل إنسان أفكار وتصورات ومفاهيم واعتقادات، إما أن تكون عن طريق والديه وبيئته في بداية حياته، وإما أن تكون مكتسبة، بعد أن يكون قد نضج عقله واستقل تفكيره، وأخذت البدائل تتوالى عليه، فتكون هناك قناعات وحجج، قد يراها مقنعة أكثرمن غيرها، فيتجه إليها بعد إعمال فكره وحساب الربح والخسارة، وتغليب الربح على الخسارة. وهذه التصورات لبذور شيء قد يكون من أهم ما يوجه تفكيرالناس عموما، إما إلى النجاة وإما إلى الهلاك.

قد يتساءل البعض ما هو هذا الشيء المنجى أوالمهلك للانسان؟ فيقال إنها العقيدة. والعقيدة لغة مأخوذة من العقد والجزم وشرعا هي حكم الذهن الجازم، فإن طابقه فهي العقيدة الصحيحة، وإن لم يطابقه فهي العقيدة الباطلة. والعقيدة الصحيحة هي: ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الأوائل وكل أصحاب القرون المفضلة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه البخاري.

ومن املاءات الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: من المعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإن كانت غير صحيحة بطل ما يتفرع منها من أعمال وأقوال. كما قال تعالى (ومَنْ يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) المائدة 5. وقال تعالى (ولقد أوحي اليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر 65. ومن الأحاديث الصحيحة للرسول - صلى الله عليه وسلم- في حديث أميرالمؤمنين عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - أن جبريل عليه السلام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فقال له: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) أخرجه الشيخان. فمن الإيمان بالله سبحانه الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزاقهم والعالم بسرهم وعلانيتهم والقادرعلى إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم، ولهذا خلق الثقلين وأمرهم بها، كما قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات 56.

والتحذير مما يضاد كما قال سبحانه (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) الأنبياء 25، (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير) هود 2،1 رحم الله ابن باز وأسكنه العلى من فسيح جناته بإذنه تعالى، في واقع الأمر أن الكلام عن العقيدة متشعب، وقد يطول ونكتفي بهذا القدر.

@nn477601
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي