ترقُّب لكلام سلام اليوم والأنظار على زيارة الحريري المزمعة لطرابلس
لبنان «يلهو بقنبلة» ومخاوف من «انزلاقات» سياسية... قاتِلة


مع دخول المنطقة مرحلة «الصيف اللاهب» ولا سيما في العراق وسورية، تلوح في الأفق اللبناني مخاوف من «انزلاقات متعمّدة» او «زلّات غير مقصودة» تضع البلاد في «فم التنين» الذي يشي بتحويل الإقليم خرائط متناثرة وبرسم جغرافيا ومراكز نفوذ جديدة بالدماء التي تسيل تحت مسميات عدة.
وفيما العالم غارق في قراءة الوقائع المستجدة في العراق بعد معركة الفلوجة ومغازي الخسائر الموجعة للميليشيات والمجموعات المحسوبة على ايران في حلب وبينها «حزب الله» باعتبارها مرآة لتفاهُم اميركي - روسي حيناً وتَبايُن روسي - ايراني حيناً أخرى، يبدو لبنان وكأنه منهمك بأجندته المحلية المزدحمة بملفات متفرّعة من «الأزمة الأمّ» التي يعيشها والمتمثلة في الفراغ في رئاسة الجمهورية المستمر منذ عامين وشهر، وسط تسليم داخلي بأن «القفل والمفتاح» فيها خارجي ومرتبط بمآل «صراع الفيلة» في المنطقة.
وثمة مخاوف تراود دوائر مطلعة في بيروت من ان غالبية القوى الداخلية تعاني ما يشبه «العمى السياسي» في ظل عدم انكشاف الرؤية أمامها ولا إلمامها بطبيعة الصراع الدائر في المحيط التي يتداخل فيه الاقليمي بالدولي والمذهبي بالحضاريّ وخرج معه التاريخ السحيق ليضع الجغرافيا امام مخاطر غير مسبوقة منذ اتفاقية «سايكس بيكو».
وفي رأي هذه الدوائر، ان اللبنانيين الذين يتعاطون بالسياسة على طريقة «الأقدار» ويسلّمون بأن واقعهم المأزوم لن ينتهي إلا حين تُحسم جولات معركة «مَن الأقدر» في المنطقة فترسو على «برِّ» توازناتٍ جديدة قد تغيّر وجه دول عدة، هم كمَن «يلهون بقنبلة» يمكن ان تنفجر بين أيديهم ليكون بلدهم حين تدقّ لحظة «القطاف» الاقليمي بمثابة «أشلاء دولة» سيسهل الانقضاض عليها في لعبة تقاسُم النفوذ ولو «على أنقاض» الحدود المعروفة.
ومن هنا، تعتبر الدوائر نفسها ان لبنان الذي يعاني طبقتين من صراع متداخل: الاول محلي سياسي - مذهبي يشكّل انعكاساً للاشتباك الاقليمي ولا سيما بين ايران ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، يقف على مشارف مرحلة بالغة الدقة في ظلّ خروج كل خيوط اللعبة السياسية من أيدي الأطراف المحليين الذي باتوا أعجز من اجتراح مخارج داخلية للمأزق الرئاسي الذي بات يستولد سلسلة أزمات بالغة التعقيد أوقفت عملياً عجلة المؤسسات. والثاني اشتداد حلقات «التطاحن» في المنطقة الذي ينذر بجعل بيروت في «مرمى» عواصف متتابعة، ليس أدلّ منها قضية العقوبات الأميركية المالية على «حزب الله» التي فجّرت أزمة غير مسبوقة بين الحزب والقطاع المصرفي على آليات تطبيق القانون الاميركي قبل ان ترسو «على وهج» استهداف «بنك لبنان والمهجر» بانفجار على صيغة مرنة لجهة عدم شمول المؤسسات الطبية والتعليمية والإنسانية بنظام العقوبات الأميركية في ضوء مساعٍ بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم (مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة) الذي اعلن «أن الأزمة اليوم أصبحت وراءنا والعلاقة بين الحزب والمصارف على أكمل ما يرام».
واذا كان الواقع الأمني يبقى دائماً في الواجهة في ضوء المخاطر المرتفعة من امكان حدوث اختراقات لجعل لبنان «دفرسوار» يخفف الضغط عن «داعش» او يحاول بثّ الفتنة داخلياً في ضوء المناخ المشحون مذهبياً نتيجة خسائر «حزب الله» في حلب والذي يعّبر عن نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الدوائر المطّلعة لا تشاطر مَن يعوّلون على امكان ان تنجح باريس في إحداث اختراق في الأزمة اللبنانية انطلاقاً من اللقاءات التي ستشهدها على حدة في الايام المقبلة مع كل من ولي ولي العهد السعودي الامير محمّد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قبل انتقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى بيروت.
ورغم غمْز تقارير من إمكان تجدد الحوار الإيراني - السعودي بعد إقالة حسين عبد اللهيان كمساعد للشؤون العربية والافريقية في الخارجية الإيرانية وتعيين حسين جابر الانصاري خلفاً له، فإن الدوائر نفسها ترى ان من المبكر استشراف هذا المعطى وأبعاده ولا سيما ان التحولات في المنطقة تتسارع، من دون ان تُسقط من الحساب ان استشعار طهران في لحظة ما بأن عملية ترسيم النفوذ في المنطقة ستنتهي في يد القوى العظمى يمكن ان يدفعها الى محاولة التفكير في مسارات أكثر توزاناً في الحسابات ولا سيما حيال العلاقة مع الرياض.
ومن هنا، لا تعوّل الدوائر المطلعة على أجندة الاسبوع اللبناني بدءاً من جولة الحوار الوطني اليوم التي ستشهد تسلُّم رئيس البرلمان نبيه بري ردود القوى السياسية على مبادرته للأزمة الرئاسية على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة مع التزام مسبق بانتخاب رئيس فور إجرائها او حل السلة المتكاملة وفيها مجمل عناصر الأزمة اللبنانية (قانون الانتخاب وتوازنات الحكم والحكومة) على ان يُنتخب الرئيس أولاً، الى جانب محاولة تفعيل «حوار الطرشان» في اللجان النيابية المشتركة حول قانون الانتخاب.
وفي حين يشهد البرلمان الخميس جلسة جديدة من جولات «رفْع العشرة» امام اي قدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، فان جلسة الحكومة غدا ستحمل تثبيتاً للاستقالة السياسية لحزب «الكتائب» من الحكومة بعدما بدا ان وزير العمل سجعان قزي «فرْمل تمرُّده» على القرار الحزبي بان يكتفي بالاستمرار في تصريف الاعمال داخل وزارته وعدم حضور جلسات مجلس الوزراء الذي يجتمع ايضاً الجمعة.
ويُنتظر ان يكون لرئيس الحكومة تمام سلام اليوم كلام في إفطار «دار الأيتام الإسلامية» في حضور الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، فيما ستكون نهاية الاسبوع على موعد مع زيارة ذات دلالات للحريري الى مدينة طرابلس وذلك للمرة الاولى بعد هزيمة اللائحة التي دعمها في الانتخابات البلدية امام اللائحة التي أيّدها وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي.
وفيما العالم غارق في قراءة الوقائع المستجدة في العراق بعد معركة الفلوجة ومغازي الخسائر الموجعة للميليشيات والمجموعات المحسوبة على ايران في حلب وبينها «حزب الله» باعتبارها مرآة لتفاهُم اميركي - روسي حيناً وتَبايُن روسي - ايراني حيناً أخرى، يبدو لبنان وكأنه منهمك بأجندته المحلية المزدحمة بملفات متفرّعة من «الأزمة الأمّ» التي يعيشها والمتمثلة في الفراغ في رئاسة الجمهورية المستمر منذ عامين وشهر، وسط تسليم داخلي بأن «القفل والمفتاح» فيها خارجي ومرتبط بمآل «صراع الفيلة» في المنطقة.
وثمة مخاوف تراود دوائر مطلعة في بيروت من ان غالبية القوى الداخلية تعاني ما يشبه «العمى السياسي» في ظل عدم انكشاف الرؤية أمامها ولا إلمامها بطبيعة الصراع الدائر في المحيط التي يتداخل فيه الاقليمي بالدولي والمذهبي بالحضاريّ وخرج معه التاريخ السحيق ليضع الجغرافيا امام مخاطر غير مسبوقة منذ اتفاقية «سايكس بيكو».
وفي رأي هذه الدوائر، ان اللبنانيين الذين يتعاطون بالسياسة على طريقة «الأقدار» ويسلّمون بأن واقعهم المأزوم لن ينتهي إلا حين تُحسم جولات معركة «مَن الأقدر» في المنطقة فترسو على «برِّ» توازناتٍ جديدة قد تغيّر وجه دول عدة، هم كمَن «يلهون بقنبلة» يمكن ان تنفجر بين أيديهم ليكون بلدهم حين تدقّ لحظة «القطاف» الاقليمي بمثابة «أشلاء دولة» سيسهل الانقضاض عليها في لعبة تقاسُم النفوذ ولو «على أنقاض» الحدود المعروفة.
ومن هنا، تعتبر الدوائر نفسها ان لبنان الذي يعاني طبقتين من صراع متداخل: الاول محلي سياسي - مذهبي يشكّل انعكاساً للاشتباك الاقليمي ولا سيما بين ايران ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، يقف على مشارف مرحلة بالغة الدقة في ظلّ خروج كل خيوط اللعبة السياسية من أيدي الأطراف المحليين الذي باتوا أعجز من اجتراح مخارج داخلية للمأزق الرئاسي الذي بات يستولد سلسلة أزمات بالغة التعقيد أوقفت عملياً عجلة المؤسسات. والثاني اشتداد حلقات «التطاحن» في المنطقة الذي ينذر بجعل بيروت في «مرمى» عواصف متتابعة، ليس أدلّ منها قضية العقوبات الأميركية المالية على «حزب الله» التي فجّرت أزمة غير مسبوقة بين الحزب والقطاع المصرفي على آليات تطبيق القانون الاميركي قبل ان ترسو «على وهج» استهداف «بنك لبنان والمهجر» بانفجار على صيغة مرنة لجهة عدم شمول المؤسسات الطبية والتعليمية والإنسانية بنظام العقوبات الأميركية في ضوء مساعٍ بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم (مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة) الذي اعلن «أن الأزمة اليوم أصبحت وراءنا والعلاقة بين الحزب والمصارف على أكمل ما يرام».
واذا كان الواقع الأمني يبقى دائماً في الواجهة في ضوء المخاطر المرتفعة من امكان حدوث اختراقات لجعل لبنان «دفرسوار» يخفف الضغط عن «داعش» او يحاول بثّ الفتنة داخلياً في ضوء المناخ المشحون مذهبياً نتيجة خسائر «حزب الله» في حلب والذي يعّبر عن نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الدوائر المطّلعة لا تشاطر مَن يعوّلون على امكان ان تنجح باريس في إحداث اختراق في الأزمة اللبنانية انطلاقاً من اللقاءات التي ستشهدها على حدة في الايام المقبلة مع كل من ولي ولي العهد السعودي الامير محمّد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قبل انتقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى بيروت.
ورغم غمْز تقارير من إمكان تجدد الحوار الإيراني - السعودي بعد إقالة حسين عبد اللهيان كمساعد للشؤون العربية والافريقية في الخارجية الإيرانية وتعيين حسين جابر الانصاري خلفاً له، فإن الدوائر نفسها ترى ان من المبكر استشراف هذا المعطى وأبعاده ولا سيما ان التحولات في المنطقة تتسارع، من دون ان تُسقط من الحساب ان استشعار طهران في لحظة ما بأن عملية ترسيم النفوذ في المنطقة ستنتهي في يد القوى العظمى يمكن ان يدفعها الى محاولة التفكير في مسارات أكثر توزاناً في الحسابات ولا سيما حيال العلاقة مع الرياض.
ومن هنا، لا تعوّل الدوائر المطلعة على أجندة الاسبوع اللبناني بدءاً من جولة الحوار الوطني اليوم التي ستشهد تسلُّم رئيس البرلمان نبيه بري ردود القوى السياسية على مبادرته للأزمة الرئاسية على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة مع التزام مسبق بانتخاب رئيس فور إجرائها او حل السلة المتكاملة وفيها مجمل عناصر الأزمة اللبنانية (قانون الانتخاب وتوازنات الحكم والحكومة) على ان يُنتخب الرئيس أولاً، الى جانب محاولة تفعيل «حوار الطرشان» في اللجان النيابية المشتركة حول قانون الانتخاب.
وفي حين يشهد البرلمان الخميس جلسة جديدة من جولات «رفْع العشرة» امام اي قدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، فان جلسة الحكومة غدا ستحمل تثبيتاً للاستقالة السياسية لحزب «الكتائب» من الحكومة بعدما بدا ان وزير العمل سجعان قزي «فرْمل تمرُّده» على القرار الحزبي بان يكتفي بالاستمرار في تصريف الاعمال داخل وزارته وعدم حضور جلسات مجلس الوزراء الذي يجتمع ايضاً الجمعة.
ويُنتظر ان يكون لرئيس الحكومة تمام سلام اليوم كلام في إفطار «دار الأيتام الإسلامية» في حضور الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، فيما ستكون نهاية الاسبوع على موعد مع زيارة ذات دلالات للحريري الى مدينة طرابلس وذلك للمرة الاولى بعد هزيمة اللائحة التي دعمها في الانتخابات البلدية امام اللائحة التي أيّدها وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي.