شعر / على أَطلال الدار

تصغير
تكبير
عندما تقف على أطلال بيتٍ أمضيت فيه طفولتك وصباك وتجد على كل زاوية منه وحجر ذكرى تعيدك إلى أمسك فلا تملك إلا أن تقول كما قال الشاعر: «يا دارُ غيرك البلا ومحاك/ يا ليـتَ شعري ما الذي أبلاك».

في بلدتي فَـتَّـشـتُ عني

لم أجد إلا بقايا ذكريات

هل نمتُ في حضن

الزمان كأنني

طفــلٌ تغافله

السـنيـنُ الراكضـاتْ

هـل ظــلَّ لي ظِــلٌ هنـا

أم بـــــددتـه العــاصفــات

لم يبــقَ مـــن أَثـــرِ لــه

إلا الجـراحُ الغـائــــــرات

أوآهُ أعشـــاش الحمــــــام

على الحـــوائــطِ خـــاويـــات

كعيـــونِ ضفــدعــةٍ تُطِــلُّ

مـن المـحاجـــرِ جـاحظــــات

أمْسَـيـْنَ عُـشَّــاً للغـــــرابِ

وللأفــــــاعــي القــاتـــلاتْ

أوآه يا قـصـــص العجــائــزِ

فـي الليـــــــــالي المـقمـرات

يحـكيـنَ عــن غـــدرِ الضبـــاعِ

وعـن شـــرورِ الســاحــرات

فأَدورُ مثــل حمــــــامـــةٍ

طـــارت وضيعـتْ الجهــــاتْ

دارتْ تنــــــوح وفـرخُهــــا

بالأَمــس ضَـيَّـعَهـا ومــــاتْ

---

أَهْـتَـزُ مثل فــراشةٍ

عَـلِـقَـتْ ببـيـتِ العنكبوت

غَــــدُهــا يَـشُـدُّ وِثــاقَها

والأمــس يـأبـى أن يموت

---

أَرثيــكَ يــا بيـتــي المسَـجَّى

تحـــــت أكـــوامِ الغبار

نُـقِـشَــتْ عليــه قصيـــــدةٌ

عـصمــاءُ مـن زمــن الكبار

دمــعٌ تسيــــــلُ سطـورها

وحـروفهـــا نـــورٌ ونار

----

أوآه يـا نخلاً تـراقص

مـمسـكـاً بيـد السحاب

جَـفَّـتْ حـروفُ قصيدتـي

وتسـاقطتْ فوق الترابْ

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي