سوتو دعا إلى حماية الأطفال من الحروق

الشمس... «ألدّ الأصدقاء»!

u0628u0637u0631u0633 u0633u0648u062au0648
بطرس سوتو
تصغير
تكبير
الشمس مصدر كل حياة على وجه الأرض، لكنها أيضاً مصدر أضرار لا تحصى. بأشعّتها يمكن أن تحيي الإنسان وتكسبه الصحة أو تصيبه بمشاكل عدة قد تبدأ بحرق بسيط وتنتهي بسرطان جلد. فكيف يمكننا أن نَكسب صداقة الشمس ونتجنّب أضرارها فلا تتحوّل عدواً يتربص بنا شراً؟

إختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور بطرس سوتو رأى «أن الشمس ليست عدواً بالمطلق ولا صديقاً يمكن أن نستكين له. فالحرارة تحت الحمراء تعطينا الضوء والدفء ولا تؤذينا وهي تزيد من إحساسنا بالسعادة. كذلك الأشعة فوق البنفسجية لا سيما (UVB) بكمية محدودة تزوّد جسمنا بالفيتامين (D) إذا تعرّضنا لها بشكل مدروس ثلاث مرات أسبوعياً لوقت قليل، كما أنها تساعد على شفاء بعض الأمراض الناجمة عن مشاكل في المناعة الذاتية مثل الصدفية». وقال: «من جهة أخرى يمكن للأشعة فوق البنفسجية (UVB - UVA) أن تكون مؤذية جداً فتتسبب بحروق للجلد، وبشيخوخة مبكرة له. كما أن التعرض للشمس قد يؤدي الى أضرار تصيب جهاز المناعة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم قدرة الجلد على محاربة الخلايا السرطانية نظراً لتراجع دفاعاته. فالأشعة لا سيما (UVB) تصل إلى الحمض النووي للخلية وتغيّر التركيبة الجينية وتعطي معلومات خاطئة تؤدي إلى ظهور سرطان الجلد».

وعما إذا كان سرطان الجلد يحدث بشكل فوري عند التعرض المكثف للشمس أم نتيجة مفعول تراكم، قال إن الجلد يتمتع بذاكرة قوية ويخزن في جيناته كل ما يتعرض له من اعتداءات، لا سيما في عمر صغير، أي قبل الثامنة عشرة من العمر. لذا فإن أخطر ما يمكن أن يصيبه هو التعرض للحروق في عمر مبكر لأنها تبقى في ذاكرته وتؤسس لاحتمال ظهور السرطان في ما بعد. لذا ينبغي حماية الأطفال بشكل كبير جداً من الحروق واستعمال الواقي الشمسي بشكل مكثف لهم، وعدم تعريضهم للشمس في الأوقات الصعبة وبشكل متكرر. كذلك ثمة معطيات تولد مع الإنسان يمكن اعتبارها مؤشرات تنبئ بإمكان حدوث سرطان الجلد ومنها البشرة البيضاء، تعرُّض أحد أفراد العائلة لسرطان الجلد ووجود شامات على الجلد.

وعما إذا كان يمكن اعتبار كل شامة على الجلد مؤشراً لحدوث سرطان جلدي، أضاف سوتو بالقول: «الشامات يمكن أن تكون طبيعية 100 في المئة، ولكن أي تغيير يطرأ عليها يمكن أن يكون مؤشراً مسبقاً للسرطان. وكل تغيير في الشكل واللون والمحيط والقطر أو عند حدوث نزف أو نزّ في الشامة، تكون له دلالات خطيرة ويستدعي فحوصاً طبية للتأكد من عدم تحول الشامة إلى خلايا سرطانية. واليوم ثمة أداة بسيطة تُعرف باسم Dermatoscope يمكنها أن تستكشف ببساطة ومن دون حاجة لإزالة الشامة إذا كانت خطرة أو لا. كذلك مَن يعاني وجود عدد كبير من الشامات في جسمه يستحسن أن يخضع سنوياً لتصوير طبقي Scanning لوضع خريطة لهذه الشامات وتحديد وضعها والتأكد سنوياً من عدم حدوث أي تغيير فيها أو نشوء شامات جديدة».

وعما إذا كانت كل أنواع سرطان الجلد متشابهة لناحية الخبث والأذى، رأى سوتو أن ثمة أنواعا عدة من سرطانات الجلد، بعضها حميد ويمكن أن يشفى، وبعضها الآخر خبيث ومؤذٍ لا سيما النوع المعروف باسم «ميلانوما»، وقد أثبتت الدراسات أن هذا النوع سببه الأساسي الحروق السابقة، إذ إن إحدى الخلايا المحروقة يمكن أن تتحول إلى خلية سرطانية من نوع «الميلانوما». أما «الكارسينوما»، فيعتبر خفيفاً ويمكن أن يشفى بسهولة.

وعن أنواع العلاجات المتبعة في علاج سرطانات الجلد، قال إن العلاجات متنوعة وأبرزها العلاج الجراحي الذي يزيل الخلايا السرطانية. واليوم تطور هذا العلاج بحيث بات محصوراً جداً ولا يؤدي إلى تشوه مساحات كبيرة من الجلد. كذلك ثمة علاج بالضوء «Photodynamic Therapy» يحرق السرطانات الخفيفة المحدودة الانتشار. إضافة إلى الأدوية الجديدة التي تصل إلى الخلية مباشرة والكريمات التي تعطي نتيجة في السرطانات الخفيفة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي