«بدر» رمضان يكشف صورة أخرى لبذخ الأسر التي طار عقلها لامتلاك الأفضل
«ميسي» في الكويت بليالي القرقيعان !

قرقيعان ميسي صورة من صور البذخ في رمضان

بعض الأشكال الجديدة للقرقيعان

اهتمام بكل تفاصيل العلب





عهد البرميت وبيض الصعو والنخي المجفف انتهى وحلت محله أفخر أنواع الحلويات
المناسبة تشهد سباقاً جنونياً بين الأسر للحصول على أحدث وأفخم أنواع القرقيعان
منافسة تجار القرقيعان ودخول التجارة الإلكترونية أشعلا الأسعار
الأسعار الجنونية لم تقف عند الحلويات بل وصلت إلى العلب والأكياس التي توضع بها
تجار يوفرون «كاكاو» بلجيكياً فاخراً لمن يريد الحصول على قرقيعان مميز
أسعار القرقيعان بين 1.5 و7.5 دينار للعلبة الواحدة أي نحو 150 ديناراً للبيت في المناسبة
المناسبة تشهد سباقاً جنونياً بين الأسر للحصول على أحدث وأفخم أنواع القرقيعان
منافسة تجار القرقيعان ودخول التجارة الإلكترونية أشعلا الأسعار
الأسعار الجنونية لم تقف عند الحلويات بل وصلت إلى العلب والأكياس التي توضع بها
تجار يوفرون «كاكاو» بلجيكياً فاخراً لمن يريد الحصول على قرقيعان مميز
أسعار القرقيعان بين 1.5 و7.5 دينار للعلبة الواحدة أي نحو 150 ديناراً للبيت في المناسبة
سيضطر ميسي لترك منتخب بلاده، إذا ما تأهلت للدور الثاني من بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها الولايات المتحدة حاليا، ليتواجد في الكويت اعتبارا من ليلة السبت المقبل، ولمدة ثلاثة أيام هي فترة احتفالية القرقيعان، في صورة جديدة لصور البذخ والإسراف التي تعيشها الأسر في شهر رمضان خصوصا.
فأيام قليلة تفصلنا عن اكتمال «بدر» الشهر الكريم، وانطلاق ليالي القرقيعان وهي أهم المناسبات الاجتماعية والعادات الرمضانية التي يحرص عليها افراد المجتمع الكويتي بشكل خاص، والمجتمعات الخليجية بشكل عام، والتي معها يجوب الاطفال بشكل مجاميع الشوارع ويطرقون ابواب المنازل بمناسبة انتصاف شهر رمضان المبارك، وهم يرتدون الازياء الشعبية، ويحملون أكياسا قماشية على اعناقهم من اجل الحصول على الحلويات والمكسرات، ويرددون أشهر الاهازيج الشعبية لهذا الشهر الفضيل «سلم ولدهم يالله، خله لامه يالله».
وأما عن وجود ميسي في الكويت، فليس مقصودا به اللاعب بجسده، بل باسمه الذي أطلق على نوع من أفخر أنواع علب الحلويات التي تقدم في ليالي القرقيعان، والتي تعكس صورة من صور التفاخر والإسراف غير المبرر الذي أفقد المناسبة روحها وجوهرها.
ولنبدأ من البداية، فالسبب في تحديد ليالي 13 و14 و15 لانطلاق هذه المناسبة يعود بشكل رئيسي ومباشر الى النور الناتج عن اكتمال «بدر» قمر شهر رمضان الذي ينير «السكيك» و«الفرجان» المؤدية الى منازل المواطنين، في وقت لم تكن هناك كهرباء وأعمدة الانارة، مثل ما هو موجود حاليا، وهذا بدوره يوفر الأمن والأمان للأطفال للخروج والاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم والتي ينتظرونها بفارغ الصبر بشكل سنوي. وما ان يفتح رب او ربة باب المنزل للاطفال، حتى يبدأوا بترديد الأهزوجة «سلم ولدهم يالله، خله لامه يالله... سلم (اسم البنت او الولد) يالله، خله لامه يالله»، ومن بعدها تردد البنات «عادت عليكم صيام، كل سنة وكل عام... يالله سلم ولدهم (اسم الولد او البنت)، يالله خله لأمه...عسى البقعة ما اتضمه، ولا توازي على أمه».
ولكن هذه المناسبة اصبحت اليوم كغيرها من المناسبات الاجتماعية التي طرأ عليها الكثير من التغيير والتحديث في شكلها مع مرور الزمن، بالرغم من احتفاظها بمضمونها التراثي والاجتماعي، ولايختلف اثنان ان زمن أطفال «التيل» و«المقصي» و«الدرباحة» قد انتهى، وجاء زمن اطفال «الآيفون» و«الآيباد» و«البلاي ستيشن»، ولا شك ان الدمج بين مكونات وعناصر الزمنين لا يمكن، ولكن يمكن خلق نوع من التوازن من اجل المحافظة على هذه النكهة الرمضانية. فأصبح القرقيعان الذي كان في الماضي عبارة عن حلويات ومكسرات بسيطة غير مكلفة مثل «البرميت» و«بيض الصعو» و«النخي المجفف» احد الاعباء المادية التي بدأت تثقل ميزانيات وكاهل الاسر الكويتية في كل رمضان، خصوصا في ظل التسابق «الجنوني» بين الاسر من اجل الحصول على احدث وافخم انواع واشكال القرقيعان الموجودة في الاسواق. وكالعادة، ما ان يهل شهر رمضان حتى تبدأ الاسواق ومحال «الكاكاو» بعرض آخر منتجاتها المتعلقة بالقرقيعان، وشهدت السنتان الماضيتان دخول طرف آخر على الخط منافسا لبضائع تجار الاسواق وهم تجار المنازل في «الانستغرام» و«السناب شات»، واصبحت المنافسة محتدمة بين الطرفين من اجل التسويق لبضائع القرقيعان والتي معها قفزت الاسعار بشكل «جنوني» والتي نتج عنها في النهاية ظهور اشكال جديدة من القرقيعان مثل قرقيعان «ميسي» الذي يعتبر آخر الصيحات القرقيعان لعام 2016، ولاعزاء للاسر الكويتية التي «طار» عقلها وعقل اطفالها امام هذا الكم الهائل من انواع القرقيعان.
«الراي» من جهتها، قامت بجولة سريعة داخل موقع «الانستغرام» الذي يعتبر اليوم اكثر المواقع الترويجية لدى المستهلكين، حيث تبين ان هناك العديد من الحسابات الجديدة التي تم انشاؤها أخيراً فقط من اجل الترويج لقرقيعان عام 2016، وتنوعت البضائع المعروضة ما بين «علب» التقديم وصولا الى ملابس الاطفال واكياس القرقيعان انتهاء بتأجير ملابس تنكرية لبعض الشخصيات الكرتونية والتي تعتبر آخر الصيحات لهذه المناسبة.
وتفاوت الاسعار وذلك حسب نوعية وحجم «العلب» و«اكياس» التقديم وما تحتويه هذه العلب من حلويات وألعاب، وكلما ازدادت الزينة الموجودة على تلك «العلب» و«الاكياس» ارتفع سعرها، وهو الحال نفسه ايضا بالنسبة للحلويات التي اذا كانت من النوعية التي تحمل علامات تجارية معروفة زاد سعرها، حتى وصل الامر بالاستعداد لتوفير «كاكاو» بلجيكي فاخر لمن يريد الحصول على قرقيعان مميز،وتتراوح اسعار القرقيعان في تلك «الحسابات» المنزلية ما بين 1.500 الي 7.500 دينار للعلبة الواحدة، وبحسبة بسيطة فإن تكلفة القرقيعان اصبحت تكلف الاسر الكويتية ما لا يقل عن 150 دينارا في احسن الاحوال؟!!
ولا شك ان مناسبة القرقيعان التي كان لها طعم مميز في الماضي أصبحت اليوم بلا طعم، نتيجة هذا الكم المتنوع والمختلف من الاشكال «الدخيلة» على مكونات هذه المناسبة التي امست رمزا وعادة للبذخ والتفاخر بين الناس، ولهذا من المفترض ان يحافظ افراد المجتمع على هذه العادة السنوية من الانقراض ولا يجب في الوقت نفسه من الاسر الكويتية الانجراف وراء تلك الاشكال التي اضرت بالقرقيعان اجتماعيا من جهة واضرت بميزانياتهم من جهة أخرى، لأن أشكال الأطفال وهم يعلقون أكياس القماش في أعناقهم وهم مرتدون الملابس الشعبية التقليدية هي بكل تأكيد ليس مثل تعليق أكياس على شكل «Angry Bird» ؟!!
فأيام قليلة تفصلنا عن اكتمال «بدر» الشهر الكريم، وانطلاق ليالي القرقيعان وهي أهم المناسبات الاجتماعية والعادات الرمضانية التي يحرص عليها افراد المجتمع الكويتي بشكل خاص، والمجتمعات الخليجية بشكل عام، والتي معها يجوب الاطفال بشكل مجاميع الشوارع ويطرقون ابواب المنازل بمناسبة انتصاف شهر رمضان المبارك، وهم يرتدون الازياء الشعبية، ويحملون أكياسا قماشية على اعناقهم من اجل الحصول على الحلويات والمكسرات، ويرددون أشهر الاهازيج الشعبية لهذا الشهر الفضيل «سلم ولدهم يالله، خله لامه يالله».
وأما عن وجود ميسي في الكويت، فليس مقصودا به اللاعب بجسده، بل باسمه الذي أطلق على نوع من أفخر أنواع علب الحلويات التي تقدم في ليالي القرقيعان، والتي تعكس صورة من صور التفاخر والإسراف غير المبرر الذي أفقد المناسبة روحها وجوهرها.
ولنبدأ من البداية، فالسبب في تحديد ليالي 13 و14 و15 لانطلاق هذه المناسبة يعود بشكل رئيسي ومباشر الى النور الناتج عن اكتمال «بدر» قمر شهر رمضان الذي ينير «السكيك» و«الفرجان» المؤدية الى منازل المواطنين، في وقت لم تكن هناك كهرباء وأعمدة الانارة، مثل ما هو موجود حاليا، وهذا بدوره يوفر الأمن والأمان للأطفال للخروج والاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم والتي ينتظرونها بفارغ الصبر بشكل سنوي. وما ان يفتح رب او ربة باب المنزل للاطفال، حتى يبدأوا بترديد الأهزوجة «سلم ولدهم يالله، خله لامه يالله... سلم (اسم البنت او الولد) يالله، خله لامه يالله»، ومن بعدها تردد البنات «عادت عليكم صيام، كل سنة وكل عام... يالله سلم ولدهم (اسم الولد او البنت)، يالله خله لأمه...عسى البقعة ما اتضمه، ولا توازي على أمه».
ولكن هذه المناسبة اصبحت اليوم كغيرها من المناسبات الاجتماعية التي طرأ عليها الكثير من التغيير والتحديث في شكلها مع مرور الزمن، بالرغم من احتفاظها بمضمونها التراثي والاجتماعي، ولايختلف اثنان ان زمن أطفال «التيل» و«المقصي» و«الدرباحة» قد انتهى، وجاء زمن اطفال «الآيفون» و«الآيباد» و«البلاي ستيشن»، ولا شك ان الدمج بين مكونات وعناصر الزمنين لا يمكن، ولكن يمكن خلق نوع من التوازن من اجل المحافظة على هذه النكهة الرمضانية. فأصبح القرقيعان الذي كان في الماضي عبارة عن حلويات ومكسرات بسيطة غير مكلفة مثل «البرميت» و«بيض الصعو» و«النخي المجفف» احد الاعباء المادية التي بدأت تثقل ميزانيات وكاهل الاسر الكويتية في كل رمضان، خصوصا في ظل التسابق «الجنوني» بين الاسر من اجل الحصول على احدث وافخم انواع واشكال القرقيعان الموجودة في الاسواق. وكالعادة، ما ان يهل شهر رمضان حتى تبدأ الاسواق ومحال «الكاكاو» بعرض آخر منتجاتها المتعلقة بالقرقيعان، وشهدت السنتان الماضيتان دخول طرف آخر على الخط منافسا لبضائع تجار الاسواق وهم تجار المنازل في «الانستغرام» و«السناب شات»، واصبحت المنافسة محتدمة بين الطرفين من اجل التسويق لبضائع القرقيعان والتي معها قفزت الاسعار بشكل «جنوني» والتي نتج عنها في النهاية ظهور اشكال جديدة من القرقيعان مثل قرقيعان «ميسي» الذي يعتبر آخر الصيحات القرقيعان لعام 2016، ولاعزاء للاسر الكويتية التي «طار» عقلها وعقل اطفالها امام هذا الكم الهائل من انواع القرقيعان.
«الراي» من جهتها، قامت بجولة سريعة داخل موقع «الانستغرام» الذي يعتبر اليوم اكثر المواقع الترويجية لدى المستهلكين، حيث تبين ان هناك العديد من الحسابات الجديدة التي تم انشاؤها أخيراً فقط من اجل الترويج لقرقيعان عام 2016، وتنوعت البضائع المعروضة ما بين «علب» التقديم وصولا الى ملابس الاطفال واكياس القرقيعان انتهاء بتأجير ملابس تنكرية لبعض الشخصيات الكرتونية والتي تعتبر آخر الصيحات لهذه المناسبة.
وتفاوت الاسعار وذلك حسب نوعية وحجم «العلب» و«اكياس» التقديم وما تحتويه هذه العلب من حلويات وألعاب، وكلما ازدادت الزينة الموجودة على تلك «العلب» و«الاكياس» ارتفع سعرها، وهو الحال نفسه ايضا بالنسبة للحلويات التي اذا كانت من النوعية التي تحمل علامات تجارية معروفة زاد سعرها، حتى وصل الامر بالاستعداد لتوفير «كاكاو» بلجيكي فاخر لمن يريد الحصول على قرقيعان مميز،وتتراوح اسعار القرقيعان في تلك «الحسابات» المنزلية ما بين 1.500 الي 7.500 دينار للعلبة الواحدة، وبحسبة بسيطة فإن تكلفة القرقيعان اصبحت تكلف الاسر الكويتية ما لا يقل عن 150 دينارا في احسن الاحوال؟!!
ولا شك ان مناسبة القرقيعان التي كان لها طعم مميز في الماضي أصبحت اليوم بلا طعم، نتيجة هذا الكم المتنوع والمختلف من الاشكال «الدخيلة» على مكونات هذه المناسبة التي امست رمزا وعادة للبذخ والتفاخر بين الناس، ولهذا من المفترض ان يحافظ افراد المجتمع على هذه العادة السنوية من الانقراض ولا يجب في الوقت نفسه من الاسر الكويتية الانجراف وراء تلك الاشكال التي اضرت بالقرقيعان اجتماعيا من جهة واضرت بميزانياتهم من جهة أخرى، لأن أشكال الأطفال وهم يعلقون أكياس القماش في أعناقهم وهم مرتدون الملابس الشعبية التقليدية هي بكل تأكيد ليس مثل تعليق أكياس على شكل «Angry Bird» ؟!!