وقل رب زدني علماً / حماية لك ... الخوف

تصغير
تكبير
في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك عسى الله أن ينفعنا بها.

عواصف شديدة تجتاح أحد البلاد فترى الناس تجري هنا وهناك، كل يريد أي مكان آمن لكي يحتمي فيه، لم هذا الهلع والخوف والرعب ؟ ببساطة لأن كل إنسان منهم خائف على نفسه من الموت أو الاصابة أو غيرها مما قد يدمر حياته مستقبلاً فالنفس عزيزة على الإنسان ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يحميها من جميع الأخطار، والخوف لغة: هو الفزع والرعب، والخوف اصطلاحاً هو: عبارة عن غريزة مرتبطة بالعقل تظهره أعراض متعددة لأسباب عدة، فمَنْ منا في يوم من الأيام لم يصبه الخوف من أمر ما، وهو ليس عيبا عند الناس، فهو وجد أصلا لحماية الإنسان من المخاطر التي قد تصيبه، وهو في درجات متفاوتة فهناك مَنْ يخاف من أمورحقيقية قد تؤذيه، وهناك مَنْ يخاف من أتفه الأسباب، والانسان ذو الجسد السليم والايمان الصادق بالله تعالى عادة ما يكون أقل شعورا بالخوف لأنه مزود بجهاز عصبي قوي وبايمان راسخ بقدر الله في خلقه فلا يخاف إلا من الله وحده سبحانه وتعالى، أما قليل الإيمان، فإن أي شيء قد يدخل الخوف إلى قلبه لاتكاله على نفسه فقط، والنفس ضعيفة بطبعها ولا تتحمل إلا القليل، كما ان للخيال الواسع أثراً في زيادة الخوف في تخيل بعض الأمور غير الواقعية، والخوف منها، وقد يكون التفكير بالمستقبل المجهول سببا للخوف كذلك وهناك كثرة الوساوس كالخوف من المرض أو الموت أوغيرها فلها أثر في زرع الخوف في قلوب بعض الناس, ولقد ورد ذكر الخوف في القرآن الكريم نحو 124مرة, وهوعدد ليس بالقليل، لأهميته في الحياة الدنيا امتداد إلى الآخرة، ومن آيات الخوف في كتاب الله العزيز «فمَنْ تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون» 62 البقرة، «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا» 56 الأعراف، «هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال» 12 الرعد، والخوف هو عدة أقسام: فهناك الخوف المستحب وأهمه الخوف من الله سبحانه وتعالى والخوف مما قد يؤذي الانسان عموما والخوف كذلك كردة فعل للمفاجأة كأن يظهر لك شيء ما يهدد حياتك وهناك الخوف المرضي وهو الأوهام التي تعتري بعض الناس من أشياء لا أساس لها والخوف الزائد قد يجعل الإنسان انطوائيا ويهز ثقته بنفسه، وأهم علاج للخوف هو ثقة المرء بربه وأن كل شيء مقدرعلى الإنسان من خالقه فيقوي صلته بربه ويتوكل عليه في كل أموره، فيكفيه كل الهموم بما فيها هم الخوف وغيره، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك... آمين.

@nn477601
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي