مع بعض الأضرار التي توجب الإفطار على ذوي الأعذار

مصاعبُ صومٍ عند قومٍ... فوائدُ

تصغير
تكبير
الصيدلية الغذائية

منذ فجر التاريخ، وقبل اكتشاف العقاقير الصيدلانية المتعارف عليها حالياً، أدرك الإنسان أن هناك أغذية كثيرة تنطوي على مناجم استشفائية مفيدة جداً سواء للوقاية من الأمراض أو لمعالجتها. وهذه الزاوية تسلط الضوء على بعض «الكنوز» الكامنة في تلك «المناجم».
بينما يتأهب العالم الإسلامي للاحتفاء لهلال شهر رمضان في غضون ساعات من الآن، يتجدد الحديث السنوي عن فوائد الصيام الصحية للروح والنفس كما للبدن وأعضائه، رغم ما فيه من مصاعب ومشقّة تنجم عن الجوع والعطش.

وإذ يوجد الصيام في الشرائع السماوية الثلاثة، فإن فوائده الصحية مؤكدة بشكل عام. لكن الموضوعية تقتضي الإشارة أيضاً إلى أنه أحياناً تكون للصيام أضرار على أبدان بعض الأشخاص الذين ينهاهم الشرع والطب عن أن يصوموا حتى إن رغبوا في ذلك، وهؤلاء يُصنفون معاً في خانة «ذوي الأعذار».


لذا، يسلط «نبض العافية» الضوء في التالي على جانبين، أولهما عن فوائد الصيام بشكل عام وثانيهما عن أضراره المحتملة.

أولاً: بعض فوائد الصيام التي تم إثباتها بأبحاث ودراسات علمية

علمياً، هناك فوائد ومنافع صحية عامة كثيرة تعود على جسم الإنسان من وراء الصيام. ومن بين أبرز تلك الفوائد نشير بإيجاز إلى ما يلي:

• ضبط وظائف الخلايا والجينات والهورمونات.

- فعندما يتوقف الجسم عن استقبال أي طعام أو شراب لأكثر من 8 ساعات متواصلة، يبدأ تلقائياً في إصلاح نفسه ذاتياً وإعادة التوازن إلى وظائف خلاياه وجيناته وهرموناته، بما في ذلك تضبيط مستوى الانسولين وهرمون النمو وغيرهما من الإفرازات.

• التخسيس والتخلص من الدهون الزائدة.

- الصيام يساعد الجسم على التخلص من السعرات الحرارية الفائضة عن حاجته، كما أنه يحفز الصيام الجسم على تفتيت دهونه الزائدة (ولا سيما في منطقة البطن) والتخلص منها تدريجيا، إذ إن الجسم البشري مبرمج بيولوجيا على إذابة تلك الدهون ليستمد منها الطاقة عندما يتضور جوعاً.

• تقليص خطر الاصابة بالنوع الثاني من السكري.

- يسهم الصيام في تخفيض مستوى مقاومة الجسم للانسولين، وبالتالي يساعد على تجنيب الشخص شبح الاصابة بالنوع الثاني من مرض السكرى.

• مكافحة الالتهابات والإجهاد التأكسدي.

- يفيد الصيام في كبح مسببات الالتهابات البكتيرية الداخلية في الجسم بشكل عام وفي الجهاز الهضمي بشكل خاص، كما أنه يكافح تأثيرات الإجهاد التأكسدي الذي يتسبب في تسريع شيخوخة الجسم وفي اصابته بعدد من الأمراض المزمنة.

• دعم صحة القلب.

- الصيام يعزز صحة القلب لأنه يسهم في تحسين ضغط الدم وتقليص الكوليسترول الضار وضبط مستويات سكر الدم وغير ذلك من عوامل الخطر على القلب.

• مكافحة السرطان وتعزيز صحة المخ.

- أثبتت نتائج دراسات أن الصيام يؤدي إلى تحسين كفاءة التمثيل الغذائي في الجسم، وهو الأمر الذي يسهم بدوره في تقليص خطر الاصابة بأنواع كثيرة من السرطانات علاوة على تحسين وظائف المخ.

ثانياً: بعض الأضرار أو المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها الصيام

في بعض الحالات المحددة، يمكن أن تكون للصيام مضاعفات أو أضرار على صحة البدن بدرجة تفوق فوائده. وفي مثل تلك الحالات، لا ينبغي الصيام أصلاً. وبشكل عام يمكن تلخيص أبرز تلك الحالات في التالي:

• مرضى السكري الذين يحتاجون إلى حقن الانسولين بانتظام مع تناول الطعام والشراب، إذ إن عدم تعاطيه على مدار نهار كامل قد يعرض صحتهم إلى أضرار.

• المصابون بأي مرض يستلزم تعاطي أدوية وتناول أغذية على فترات متقاربة.

• الأشخاص المصابون بمشكلة الإمساك المزمن قد يصيبهم الصيام بمضاعفات سيئة في حال عدم شرب سوائل وتناول ألياف غذائية باستمرار.

• الصيام قد يصيب الجسم بجفاف حاد سواء لأسباب مرضية أو لأسباب تتعلق بظروف العمل الشاق جدا أو بارتفاع لا يطاق في درجة حرارة الجو.

• يستحسن استشارة طبيب في صيام الأطفال الأقل من 10 سنوات، والكبار الطاعنين في السن (70 عاما فأكثر) حتى إذا كانوا لا يعانون أمراضاً مزمنة.

• الحوامل والمرضعات لا يستحسن لهن الصيام، وذلك حرصاً على تغذيتهن جيداً وتغذية الجنين أو الرضيع جيداً بالتبعية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي