حوار / «لم تعد هناك وطنية في الفن والسياسة والاقتصاد أو أي مجال آخر»

ملحم بركات لـ «الراي»: «زعلان» من الشعب اللبناني

u0645u0644u062du0645 u0628u0631u0643u0627u062a
ملحم بركات
تصغير
تكبير
ما يحصل في لبنان لا يتحمله عقل ولا أعرف ماذا يريد منا مَن يستلم زمام الأمور في البلد

المهمّ أن ينتخبوا رئيس جمهورية حتى لو كان سائق تاكسي... «المهم يكون آدمي ويدير البلد»

الوسط الفني ليس منافقاً فقط... بل هو وسط عصابات

مَنْ يدخل الاستوديو كي يسجل أغنية يجب ألا يكون الغرام «عم يشتغل براسو لأنه بيضيع وبيضيّع العالم معو»
لا يُخفي الموسيقار ملحم بركات امتعاضه من الوضع في لبنان، في ظل الفوضى والفساد الذي يطول كل القطاعات، كما أنه لا يُخفي انزعاجه من بقاء لبنان من دون رئيس جمهورية منذ سنتين وحتى اليوم، وفي الوقت نفسه يبدو «الموسيقار» متأكداً من أن لا شيء يلوح في الأفق يشير إلى قرب انتخاب رئيس للبلاد.

بركات رأى في حديثه الى «الراي» أن الوطنية اختفت «في الفن والسياسة والاقتصاد وكل المجالات الأخرى»، متسائلاً: «أين هم رجال لبنان؟


وانتقد «الموسيقار» الوضع الفني، معتبراً أنه لم تعد هناك أغنيات تترك بصمة «بل كل ما نسمعه هو مجرد أغنيات عابرة»، ومشيراً إلى أن لديه 20 أغنية موزعة بين الاستوديوهات ولكن الظروف التي يمر بها لبنان تجعله يعتكف عن وضع صوته عليها.

• غالباً ما تشكو من الفنانين وتشير إلى أنك تفضّل الابتعاد عنهم، فهل هذا يعني أنك عانيتَ كثيراً بسببهم؟

- المسألة لا علاقة لها بالمعاناة، ولكن لم تعد هناك وطنية في الفن والسياسة والاقتصاد وأي مجال آخر. «راح البلد ضيعانو». أنا خائف من عدم إيجاد حلول للأزمة في لبنان وأن تقع الحرب ويَتقاتل اللبنانيون. بمجرّد أن أسمع الأخبار ليلاً، ينتابني القلق ويهرب النوم من عينيّ. ما يحصل في لبنان لا يتحمّله عقل، ولا أعرف ماذا يريد منا مَن يستلم زمام الأمور في البلد. هل يريدون أن نعطيهم ملابسنا؟ لا أعرف. المسؤول في لبنان يقوم بعملٍ ما فيفرح الناس منه، وبعد أسبوع يقوم بعمل آخر مشين فيبدأون بشتمه، لا يوجد شيء صحيح في لبنان والكل يركض وراء مصالحه وليس من أجل مصلحة البلد. أين هم رجال لبنان الذين كانوا يعملون من أجل مصلحة البلد ولشعبهم «منين إجُونا هول.. وجوه غريبة الشكل».

• وهل ما ينطبق على السياسيين ينطبق أيضاً على الفنانين خصوصاً أنك كنتَ وصفتَ الوسط الفني بأنه منافق جداً جداً جداً؟

- الوسط الفني ليس منافقاً فقط، بل هو وسط «عصابات».

• بأي معنى؟

- «بتلاقي واحد بدو يحكي عني شيء بيكون مرعوب وخايف»... وكأنهم متفقون. والفنانون لا يتوقفون عن شتم بعضهم «هيدا بيسبّ هيدا... وهيدي منين جايبة مصرياتها». ماذا يريدون منها، وما دخلهم بأموالها ومن أين أتت بها؟ لم يعد هناك جو فني، «كلها أغاني على الفاضي ولا يوجد أغنية يمكن أن تعلّق بالراس». لم أعد أفهم «هالفوشة وهالكترة».

• هل خذلك بعض الفنانين؟

- لم يخذلني أحد. لم أتعامل مع فنان وخذلني.

• مع أنك تعاونتَ مع ماجدة الرومي وحصل خلاف بينكما، ومع نجوى كرم أيضاً تَكرر الشيء نفسه؟

- نحن لم نتخانق. هناك أشخاص يهتمون للفنان ويعملون له من كل قلبهم وآخرون لا يهتمون ويعملون من أجله «من بعيد لبعيد». الأعمال الفنية ليست سهلة، ومَن يدخل الاستوديو كي يسجّل أغنية «يجب ألا يكون الغرام عم يشتغل براسو لأنه بيضيع وبيضيّع العالم معو». مَن يدخل الاستوديو يجب أن يترك كل شيء في الخارج، وأن يستوعب العمل الذي يتم تنفيذه، وهذا ليس بالأمر السهل، لأن الأغنية يمكن أن يرددها ملايين الناس، وأي حركة ليست في مكانها يمكن أن يطيح بها.

• وكيف تفسر السبب الذي يجعل الفنانين يستغْيبون بعضهم البعض؟

- لأنهم دخلاء على الفن. الفنان الموهوب لا يمكن أن يفعل ذلك. قبل 30 عاماً أو 40 عاماً «مين كان يحكي على التاني»، وعندما كان يحضر عبدالحليم حافظ أو فريد الأطرش أو أم كلثوم إلى لبنان من أجل إحياء حفل، لم يكن يجرؤ أي فنان على إحياء حفل «وما يعود حدا الو عين يعمل حفلة».

• ولكنهم يعتبرون أنفسهم نجوماً؟

- وأين هي النجومية! اليوم إذا أقام فنان حفلاً مقابل حفل لفنان آخر، يقال «كل واحد بياكل رزقته». هذا لا يجوز. هناك شيء اسمه أضواء وعندما كان يحضر فنان من الخارج لإحياء حفل في لبنان كان الجميع يتحدثون عنه. اليوم، هل تتابعين كم يتم الترويج للحفلات في الإعلام! وكأن هناك محلاً لبيع الفلافل، ووراءه يتم إحياء الحفل.

• ما الجديد الذي تحضّر له؟

- لديّ 20 أغنية موزَّعة بين الاستوديوهات، ولكن كلما أفكر بوضع صوتي على أغنية، أشعر بالقرف.

• أنت على هذه الحالة منذ نحو سنتين أو أكثر؟

- أنا «زعلان» من الشعب اللبناني. لا يوجد شعب في العالم يرضى أن يصل بلده إلى الحالة التي وصل إليها الوضع في لبنان. نحن بلا رئيس جمهورية منذ سنتين. عملوا حرباً أهلية في لبنان ومن ثم ذهبوا إلى الطائف، وبعد الطائف جرّدوا رئيس الجمهورية من غالبية صلاحياته التي انتقلت إلى رئيس الوزراء. رئيس الوزراء حاكم البلد، «شو عمل يعمل. ولشو عملنا الحرب... قتلنا بعضنا وراح 200 ألف قتيل». لا أحد يحارب إلا الفقير و«المعتّر». يقولون له «روح قاتل وبكرة بيصير وضعك منيح انت وعيلتك». أصبح واضحاً مَن يحب البلد ومن لا يحبه، وكلنا نشير بأصبعنا عليهم، ولماذا «تاركينهم» لا أفهم.

• مَن تؤيد لرئاسة الجمهورية العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجية؟

- المهمّ أن ينتخبوا رئيس جمهورية حتى لو كان سائق تاكسي «المهم يكون آدمي ويدير البلد». إلى أين يريدون أن يوصلونا؟... هناك مَن يعتقد أنني أملك الملايين، ويومياً يقصدني ناس للمساعدة، ولكنني لم أعد أردّ على أحد وأصبحتُ أشعر بالخجل. الكل يشحد.

• هل تتوقع أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية خلال الفترة القربية المقبلة؟

- كلا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي