جسر سلمان، هو الخطوة الثالثة من خطوات بناء قوة متكاملة في وجه الأطماع الإقليمية فينا كدول عربية، سبقتها «عاصفة الحزم»، ثم «رعد الشمال»، وتلتها صلاة خادم الحرمين الشريفين في الأزهر الشريف ومقابلة البابا تواضروس الثاني... خطوات أرعبت الشعوبيين والعلمانيين، وأعداء العروبة والإسلام في مصر، وبدّدت صورة دائماً ما كانوا يرددونها بأن الخليجيين متشددون تكفيريون، فبادروا إلى حثِّ أبواقهم الجوفاء للإساءة لهذا الجسر عبر القنوات المأجورة، بتصويره بأنه طريق للإرهاب وممر للفساد، مصوّرين الخليجيين بالذئاب البشرية، وحرائر مصر جواري في سوق الرقيق الأبيض.
أما الحكماء من العرب والمسلمين، فهم يرون الصورة الحقيقية لهذا الجسر، فهو ممر سريع وآمن لعرب آسيا لوصولهم إلى عرب أفريقيا من مواطني تلك الدول والسياح، وطريق استراتيجي لعبور قوات دعم لحماية جناحي العروبة والإسلام، المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية عند التعرض لأي عدوان أو كوارث أو فتن، وخط مواصلات آمن لعبور البضائع والمنتجات بين القارتين، وتوفير كلفة التأمين والوقت والاستغناء عن عبور البحار الهائجة، أو الصحاري القاحلة، أو الحروب التي تؤدي إلى إغلاق الممرات والمضائق.
إن تخويف المصريين من سيطرة السعوديين على القرار المصري السياسي والاقتصادي ما هو إلا وهم زائل، أو القول بأن هجرة المصريين غير المشروعة ستؤدي إلى خلل في التركيبة السكانية في دول الخليج، وهم آخر، لأن في مصر ودول الخليج، عقول ودراسات ورؤوس أموال ومجالات عمل، ومصالح متكاملة، وأيدٍ عاملة ماهرة ستؤدي إلى نهضة اقتصادية في دولنا، تغنينا عن الاعتماد على دول القرن في ما نحتاج إليه من منتجات، وتحفظ رؤوس أموالنا بيننا، فيتحرر الرأي السياسي العربي من سيطرة تلك الدول علينا.