أبو بدر المطوع... والصعلوك

تصغير
تكبير
ليس بضائر العم أبو بدر عبدالله العلي المطوع - رحمه الله تعالى - أن يتعرض له أحد الصعاليك بالإساءة والأذى، أو يُحاول الانتقاص من أعماله الجليلة، وأدواره الواضحة في خدمة المسلمين داخل الكويت وخارجها.

ويحق لنا أن نرد على ذلك الصعلوك ببيت الفرزدق:


وليس قولك من هذا بضائره

العُرْب تعرف من أنكرت والعجم

لقد أسدى ذلك المسكين - الذي هاجم أبو بدر - خدمة جليلة للعم المطوع، فلقد انبرى للدفاع عنه وذكر مآثره العديد من أهل الفضل من سياسيين وكتاب ومسؤولين وغيرهم، حتى جعلنا ذلك نتذكر قول الشاعر:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طُوِيت

أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت

ما كان يُعْرف طيب عرف العود

إن الذي يريد أن يُخفي ويطمس فضائل العم أبو بدر وخدماته الجليلة، فهو إنسان واهم، ونقول له «الشمس ما تغطّى بمنخل».

يا مسكين تريد أن تتعرض لذلك الطود الشامخ والجبل الأشم، ما أقول لك إلا ما قاله الشاعر:

كناطحٍ صخرة يوماً ليوهنها

فلم يضُرّها وأوهى قرنه الوعل.

رحم الله تعالى أبا بدر المطوع، فلقد كان أبا للأيتام والمساكين، وعونا للضعفاء والمحتاجين، وسندا ومغيثا للمعسرين.

كم من عقارات جعلها وقفا في سبيل الله، وكم ساهم في دعم المنكوبين، من كان يزوره في مكتبه ويرى الطوابير الطويلة التي كانت تنتظر العون من يده الحانية، يعلم كم كان للعم أبو بدر من أيادٍ بيضاء.

لقد كنتُ متطوعا في سنوات ماضية كرئيس لإحدى المؤسسات الخيرية، وكنت أرى عن قرب الدعم الكبير الذي كان يقدمه أبو بدر، للفقراء والمساكين.

ومع ما كان يملكه من خيرات، إلا أن صفة التواضع كانت مشهودة له، فلم يطغه ماله، ولم تجعله يتعالى على الناس ثروته.

لقد كان أبو بدر، رحمه الله، من الذين يقولون الحق، لا يخافون في الله لومة لائم، ولم تكن لمواقفه حسابات تجارية، ولا مكاسب سياسية، وإنما كان يدافع عن الحق وأهله، لا يبتغي بذلك إلا وجه الله - ولا نزكي على الله أحدا.

لن نستطيع إسكات ألسنةٍ أبت إلا أن تنفث سمها وتستفرغ قيحها، وتفتري على غيرها بكذبها، ولن نملك أن نُصلح قلوبا امتلأت حقدا وبُغضا وكُرها للخير وأهله ورجالاته، لكن عزاءنا الوحيد، أن الله تعالى يبقي آثار أهل الخير وبركة عملهم حتى بعد رحيلهم، وأما غيرهم من أصحاب القلوب السوداء والأعمال الخبيثة، فسيطويها النسيان «فأما الزَّبَدُ فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

يحِقّ لأبي بدر المطوع أن ينام قرير العين في قبره، فله من الأبناء والأحفاد ما يُكمل مسيرة الخير العطرة التي أسّسها، وله دعوات في الليل والنهار لا تتوقف من عوائل وأسر جمع شملها وسد جوعها، ودعوات من أيتام وأرامل ما زالوا تحت كفالة وقفه وتبرعاته.

قيل لأم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: إن أناسا يتناولون أبا بكر وعمر (أي يتكلمون فيهم)، فقالت: وما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل، فأحب الله تعالى ألا ينقطع عنهم الأجر.

رحم الله تعالى العم أبو بدر المطوع وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به وكل محب للخير في نعيم جناته وتحت ظل عرشه.

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي