50 دولة تشارك في دورتها السابعة برعاية سامية

100 مشارك انطلقوا في التنافس على «جائزة الكويت الدولية للقرآن»

تصغير
تكبير
الصانع: وسطية القرآن تصون وحدتنا وتواجه التطرف... وأخطر ما يصيب الأمة أن تفقد هويّتها الحضارية

عمادي: نحتاج إلى تفعيل قيم القرآن ونشر فضائله التي تبني المجتمعات وتحميها من الطغيان الإرهابي الهادم
بدأ 100 مشارك أتوا من 50 دولة في التنافس على «جائزة الكويت الدولية للقرآن» التي انطلقت فعالياتها أمس برعاية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبحضور رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد، وهي الدورة السابعة، حيث استضاف انطلاقتها فندق كراون بلازا بمنطقة الفروانية.

وقال وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع إن ما تعيشه أمتنا في هذه الحقبة من مخاطر جسيمة، ووقائع عظيمة، فكريا وأمنيا، أوجبت علينا أن نتمسك بعوامل القوة، وأسباب البقاء وليس هناك أعظم من هوية القرآن سبيلًا للنجاة، وطريقًا للظفر، فهو حبل الله المتين، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه.


وأضاف الصانع في كلمته خلال حفل الافتتاح، أنه «إذا كنا نحتفي اليوم بحفظة القرآن، وفي عام تكللت فيه جهود الكويت باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، فيجب ألا يكون احتفالنا منصبًّا على حفظ النص، وترتيل الأحكام، وإنما على ما في القرآن من مكونات لهذه الهوية الأصيلة، فإنّ أخطر ما يمكن أن يصيب أمّة من الأمم هو أن تفقد هويّتها الحضاريّة، التي هي أثمن ما يمتلكه أيُّ مجتمع من المجتمعات».

وأشار إلى أنه «قد تصاب المجتمعات بكوارث تقضّ مضجعها وتؤرِّق اطمئنانها وتجلب لها المعاناة، لكنها تواجه تلك الكوارث التي تستفزُّها بهويتها الأصيلة ما دامت الحضارة التي تنتمي إليها تملك من المقوِّمات والحلول ما يكفي لمواجهة أعباء الحياة بشتّى أشكالها». وتابع «ان هويتنا التي كونها القرآن بوسطيته تصون الوحدة الوطنية، وتعزز التعايش الإنساني وتواجه التطرف والغلو وإقصاء الآخر، وتحض على البناء وحب الاوطان والإخلاص، لذا أصبحت الحاجة ملحة في زماننا هذا إلى أهمية التمسك بالقرآن الكريم والاهتمام به تعلمًا وتعليمًا باعتباره الحصن الحصين الذي يقي من غوائل هذا العصر المضطرب المائج بوسائله وأخطاره ومخترعاته التي تذهل النفوس وتنحدر بعضها عن مسار الطريق المستقيم».

وأكد الصانع أن «من اهم ما تفخر به الكويت أن قيَّض الله لها حكامًا تملأ قلوبهم عظمة القرآن، وحب أهله، وإكرام حفظته، لأنهم في الحقيقة يحتفون بكتاب شكل وعي أمتنا العربية والإسلامية، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فالقرآن هو الذي شكل محور حياتها، واحتوى على القيم الضابطة لمسيرتها، وخارطة الطريق لحياتها، والبوصلة المحددة لوجهتها، وكتاب يتسم دون سواه بهذه الخصائص من الطبيعي أن يكون معجزة الوحي الخاتم، وألا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد».

وأضاف «أن يكون إعجازه في احكام آياته وبيانها وتفصيلها، لذلك تمحورت حياة الأمة تاريخيًّا حول هذا الكتاب وعطائه الدائم - المأمون من الباطل - للماضي والحاضر والمستقبل، دون أن تلحقه إصابة واحدة، على الرغم من تقدم العلوم والمعارف وتلاقي الأمم والحضارات».

من جانبه أكد وكيل وزارة الأوقاف رئيس اللجنة العليا للجائزة فريد عمادي أن كتاب الله فيه تقويم السلوك، وتنظيم الحياة، وهداية الخلق ورشاد النفس، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، أودع الله فيه علم كل شيء، ففيه الأحكام والشرائع، والأمثال والحكم، والمواعظ والتاريخ، فما ترك شيئًا من الأمور إلا وبينها، وما أغفل من نظام في الحياة إلا أوضحه، حتى نال المنزلة العظيمة.

ولفت عمادي إلى أنه لإصابة تلك المنزلة، ونيل ذلكم الشرف، جاء اهتمام الكويت - أميرًا وحكومة وشعبًا - بالقرآن، وبتوجيه واضح من سمو الأمير الحريص على أن يرعى جائزة الكويت الدولية رعاية شخصية لتكون الكويت من أهل الله وخاصته، فيكلؤها بحفظه، ويرعاها بعنايته.وبيَّن أنه «تشرق شمس الكويت على العالم بالجائزة الدولية للقرآن الكريم التي بلغ عدد المشاركين فيها ما يزيد على 100 متسابق يمثلون أكثر من 50 دولة من مختلف أرجاء العالم الإسلامي والمجتمعات والأقليات المسلمة في بلدان غير إسلامية، في لقطة رائعة تبرز اعتناء الكويت كدولة للقرآن، وكشكر لنعمة الله على ما أسدى إلينا من نعم، وما امتن به علينا من فضائل».

واشار عمادي الى أن «الاعتناء بحفظ القرآن وتكريم أهله ليس هو النهاية في منظومة التعامل مع القرآن، إننا بحاجة أيضًا إلى تفعيل قيمه الحضارية ونشر فضائله الإنسانية التي تبني المجتمعات وتحميها من الاستلاب الفكري الدخيل، أو الطغيان الإرهابي الهادم الذي يهدد قيمنا الإسلامية الأصيلة، لذا أجد أن ألفاظ اللغة العربية على ثرائها، واتساع معانيها، لتضيق بما أشعر به من معان سامية، ومشاعر جياشة، وفرحة غامرة، ونحن نرى في قلوب أهل الكويت وقادتها وأميرها تعظيم القرآن، ليس في تيسير تلاوته، وإكرام حفظته فحسب، وإنما في الحرص على نشر قيمه، وتدريس أحكامه، وتفقيه الناس بما فيه من فضائل وأخلاق، من خلال بناء المساجد، ودور القرآن، ونشر المصاحف، وإفساح المجال لمؤسسات العمل الخيري والدعوي الراشد، لما رأوا في ذلك من التمسك بالأسباب الحقيقية لقوة الكويت، وحفظ كيانها ووحدة صفها، وحماية ديارها وتعايش أهلها في ظل معاني الوسطية والاعتدال التي جاءت تعززها آيات القرآن وأحكامه».بعد ذلك تم تكريم راعي الحفل، وافتتاح المعرض المصاحب لفعاليات الجائزة، والذي يحوي قبة سماوية ومعرضًا تقنيًّا عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من خلال مجسمات الهولوجرام، كما يحوي أكبر مصاحف العالم حجمًا، وهو مرشح لدخول موسوعة غينيس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي