«المستقبل» اتّهم باسيل بارتكاب «خطيئة مميتة» بعدم استقباله بان كي مون
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة «أشعلت» جبهات الانقسام في لبنان


وزير الخارجية: أطراف لبنانية تتواطأ لإبقاء النازحين
لم تكن أقلعت طائرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من بيروت في اتجاه بغداد صبيحة، امس، بعد زيارة للبنان استمرت ليومين حتى هبط على المدرج السياسي اللبناني عنوانٌ يشي بمضاعفات متعدّدة الوجه ويتّصل بارتدادات زيارة كي مون ومقاطعتها من وزير الخارجية جبران باسيل وإقحام المساعدات الدولية في مزايداتٍ أطلقت العنان للهواجس من «توطين» النازحين السوريين، وبدت متصلة بـ «شدّ الحبال» الداخلي الذي يتمحور في شكل رئيسي حول الانتخابات الرئاسية وتداعيات الشغور في الموقع الدستوري الاول على مستويات عدة.
ولم تنجُ زيارة بان كي مون ونتائجها من مظاهر الانقسام اللبناني الحاد، اذ رغم ما انطوت عليه من رسائل ايجابية ودعم مالي للبنان في اطار مساندته من المجتمع الدولي للحد من الآثار الخطرة لاحتضانه نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، فانها تعرّضت لإطلاق نار سياسي لم تتّضح دوافعه الفعلية بعد وتمثّلت أبرز تجلياته في مقاطعة باسيل، حليف «حزب الله»، لزيارة كي مون ومحطاتها المختلفة، بدءاً من الخروج عن التقاليد الديبلوماسية بالامتناع عن استقبال وزير الخارجية للأمين العام للامم المتحدة في المطار.
وفي تقويم أوّلي لنتائج زيارة بان كي مون والوفد المرافق له، وفي مقدمه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الاسلامي للتنمية أحمد محمد علي، فهي حملت تأكيداً على الدعم القوي للبنان في صموده أمام أثر الحرب في سورية وعلى أولوية ان «تقوم الاحزاب بانتخاب رئيس للبلد اذ ما دام منصب الرئيس شاغراً ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران الى المناعة والاكتمال».
وفي موازاة ما تأكّد من ان الوعود بمليارات الدولارات لمواجهة عبء النازحين باتت مربوطة بالإفراج عن الانتخابات الرئاسية كتمهيد لانتظام عمل المؤسسات، بدا ان طمأنة كي - مون الى عدم وجود اي نية لتوطين النازحين السوريين في لبنان «فما نتمنّاه هو أن يعودوا بسلام وامان إلى بلدهم في أقرب وقت»، لم يكن كافياً لاحتواء هذا العنوان الذي كان محور المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل، امس، وظهّر خلفيات مقاطعته زيارة بان منتقداً السياسات الدولية في ملف النازحين القائمة على تثبيتهم في بلدان الجوار التي تستضيفهم لإبقائهم بعيدين عن اوروبا وتوطينهم عوض عن إعادتهم الى بلدهم.
واعلن وزير الخارجية اللبناني ان «زيارة كي مون مهما شابها من أخطاء في الشكل او البروتوكول هي تفصيل من ضمن المقاربة الخاطئة (الدولية) لملف النازحين»، مبدياً أسفه «لأن اللبنانيين باتوا يتكلمون عن توطين السوريين كأنه أمر طبيعي»، ومؤكداً أنه اذا لم يتخذ لبنان الإجراءات المناسبة فهو لن يحصل إلا على هذا التوطين، متهماً بعض المسؤولين اللبنانيين بـ «الصمت» عن عدم عودة النازحين والتواطؤ لإبقائهم في لبنان لأسباب داخلية مذهبية وفئوية وسياسية وحتى لأسباب على علاقة بالانتخابات السورية المرتقبة».
وبعدما اكد ان «النزوح يُغذي الارهاب ويخلق حرباً وفوضى ونحن بذلنا جهداً لتغيير كلمة العودة الطوعية للنازحين الى العودة الآمنة في ورقة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا»، أوضح ان «النزوح هو رافد أساسي لتغذية الارهاب، وهم يعدوننا بالمساعدات الفعلية ويأتون لاعطائنا القروض، وبعض الدول عمدت الى اغلاق الحدود أمام النازحين رغم توقيع اتفاقيات دولية»، معرباً عن عدم ممانعته التحدث مع النظام السوري عبر سفارته في بيروت لمتابعة ملف النازحين، وداعياً الى «رفض ترحيل السوريين عن سورية والضغط على لبنان بالملف الرئاسي كشرط لحل أزمة النازحين فهذا غير مجدٍ».
وبدا واضحاً ان كلام باسيل ينذر بان يتحوّل «كرة ثلج» سياسية قد تتدحرج داخل مجلس الوزراء كما بدأتْ تتفاعل خارجه. ذلك ان كلام وزير الخارجية جاء بعد ما نُقل عن رئيس الحكومة تمام سلام الذي لم يخف انزعاجه الكبير من مقاربة زيارة بان كي مون والوفد الاممي من زاوية موضوع التشكيك في توطين اللاجئين السوريين، معتبراً أن بان حرص على «تأكيد الاهتمام الاستثنائي الذي توليه الاسرة الدولية للبنان بفعل تحمله أعباء مليون ونصف مليون لاجئ سوري في حين تتسابق الاردن وتركيا على الاستئثار بالمساعدات».
كما ان ردّ «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) لم يتأخّر على باسيل اذ اعتبر النائب عمار حوري ان «موضوع التوطين يحظى برفض كامل من كل القوى السياسية مجتمعة من دون أي تحفظ او مواربة»، لافتا الى ان «باسيل حاول من خلال مؤتمره تغطية الخطيئة المميتة التي اقترفها بحق لبنان والمتمثلة بعدم استقباله بان كي مون ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الاسلامي للتنمية، وهو حاول اختراع موضوع غير موجود ولا أدلة عليه، ليرتكب خطيئة مدوية بحق لبنان وأبنائه واقتصاده وعلاقاته الدولية».
ولم تنجُ زيارة بان كي مون ونتائجها من مظاهر الانقسام اللبناني الحاد، اذ رغم ما انطوت عليه من رسائل ايجابية ودعم مالي للبنان في اطار مساندته من المجتمع الدولي للحد من الآثار الخطرة لاحتضانه نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، فانها تعرّضت لإطلاق نار سياسي لم تتّضح دوافعه الفعلية بعد وتمثّلت أبرز تجلياته في مقاطعة باسيل، حليف «حزب الله»، لزيارة كي مون ومحطاتها المختلفة، بدءاً من الخروج عن التقاليد الديبلوماسية بالامتناع عن استقبال وزير الخارجية للأمين العام للامم المتحدة في المطار.
وفي تقويم أوّلي لنتائج زيارة بان كي مون والوفد المرافق له، وفي مقدمه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الاسلامي للتنمية أحمد محمد علي، فهي حملت تأكيداً على الدعم القوي للبنان في صموده أمام أثر الحرب في سورية وعلى أولوية ان «تقوم الاحزاب بانتخاب رئيس للبلد اذ ما دام منصب الرئيس شاغراً ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران الى المناعة والاكتمال».
وفي موازاة ما تأكّد من ان الوعود بمليارات الدولارات لمواجهة عبء النازحين باتت مربوطة بالإفراج عن الانتخابات الرئاسية كتمهيد لانتظام عمل المؤسسات، بدا ان طمأنة كي - مون الى عدم وجود اي نية لتوطين النازحين السوريين في لبنان «فما نتمنّاه هو أن يعودوا بسلام وامان إلى بلدهم في أقرب وقت»، لم يكن كافياً لاحتواء هذا العنوان الذي كان محور المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل، امس، وظهّر خلفيات مقاطعته زيارة بان منتقداً السياسات الدولية في ملف النازحين القائمة على تثبيتهم في بلدان الجوار التي تستضيفهم لإبقائهم بعيدين عن اوروبا وتوطينهم عوض عن إعادتهم الى بلدهم.
واعلن وزير الخارجية اللبناني ان «زيارة كي مون مهما شابها من أخطاء في الشكل او البروتوكول هي تفصيل من ضمن المقاربة الخاطئة (الدولية) لملف النازحين»، مبدياً أسفه «لأن اللبنانيين باتوا يتكلمون عن توطين السوريين كأنه أمر طبيعي»، ومؤكداً أنه اذا لم يتخذ لبنان الإجراءات المناسبة فهو لن يحصل إلا على هذا التوطين، متهماً بعض المسؤولين اللبنانيين بـ «الصمت» عن عدم عودة النازحين والتواطؤ لإبقائهم في لبنان لأسباب داخلية مذهبية وفئوية وسياسية وحتى لأسباب على علاقة بالانتخابات السورية المرتقبة».
وبعدما اكد ان «النزوح يُغذي الارهاب ويخلق حرباً وفوضى ونحن بذلنا جهداً لتغيير كلمة العودة الطوعية للنازحين الى العودة الآمنة في ورقة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا»، أوضح ان «النزوح هو رافد أساسي لتغذية الارهاب، وهم يعدوننا بالمساعدات الفعلية ويأتون لاعطائنا القروض، وبعض الدول عمدت الى اغلاق الحدود أمام النازحين رغم توقيع اتفاقيات دولية»، معرباً عن عدم ممانعته التحدث مع النظام السوري عبر سفارته في بيروت لمتابعة ملف النازحين، وداعياً الى «رفض ترحيل السوريين عن سورية والضغط على لبنان بالملف الرئاسي كشرط لحل أزمة النازحين فهذا غير مجدٍ».
وبدا واضحاً ان كلام باسيل ينذر بان يتحوّل «كرة ثلج» سياسية قد تتدحرج داخل مجلس الوزراء كما بدأتْ تتفاعل خارجه. ذلك ان كلام وزير الخارجية جاء بعد ما نُقل عن رئيس الحكومة تمام سلام الذي لم يخف انزعاجه الكبير من مقاربة زيارة بان كي مون والوفد الاممي من زاوية موضوع التشكيك في توطين اللاجئين السوريين، معتبراً أن بان حرص على «تأكيد الاهتمام الاستثنائي الذي توليه الاسرة الدولية للبنان بفعل تحمله أعباء مليون ونصف مليون لاجئ سوري في حين تتسابق الاردن وتركيا على الاستئثار بالمساعدات».
كما ان ردّ «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) لم يتأخّر على باسيل اذ اعتبر النائب عمار حوري ان «موضوع التوطين يحظى برفض كامل من كل القوى السياسية مجتمعة من دون أي تحفظ او مواربة»، لافتا الى ان «باسيل حاول من خلال مؤتمره تغطية الخطيئة المميتة التي اقترفها بحق لبنان والمتمثلة بعدم استقباله بان كي مون ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الاسلامي للتنمية، وهو حاول اختراع موضوع غير موجود ولا أدلة عليه، ليرتكب خطيئة مدوية بحق لبنان وأبنائه واقتصاده وعلاقاته الدولية».