مواقع الإعلام الالكترونية أو ما يسمى بالإعلام الجديد، لا شك أنها أثرت على حياة الناس في شكل كبير، وغيرت العديد من العادات، حيث صنعت أناسا كانوا مغمورين أصبحوا من المشاهير والمؤثرين في المجتمع، حتى ان كبريات الشركات بدأت بالإعلان عند مواقع الاعلام الالكترونية بسبب الجماهيرية الطاغية، وسرعة الوصول الى مختلف الشرائح بوقت قياسي.
إذا ومن نافلة القول إننا أصبحنا نشاهد دولا حديثة وعصرية بدأت تتشكل، ولكنها عابرة للقارات ومن غير حدود، وهي مواقع الاعلام الالكترونية ومحركات البحث العملاقة مثل دولة «google»، ولا يمكن لأحد الاستغناء عن هذه المواقع، حيث ذكرت بعض الدراسات أن غالبية الشباب آخر ما يترك قبل النوم وأول ما يشاهد، مواقع الاعلام الالكترونية.
ودولة «google» يصعب على الأفراد والشركات والحكومات الاستغناء عنها، إذا هي تعد من الدول العظمي والمؤثرة جدا فيه، وذلك نتيجة طبيعية للحيز الذي تشغله، بل إنك تجد صعوبة بالغة بالاستغناء عنه، وهو سهل علينا بحث المعلومة بطريقة غير عادية، وما كنا نبحث عنه في أشهر نستطيع الحصول عليه في دقائق، وهذا كله ناتج من قوة العقول البشرية وتحفيزها على المعرفة والبحث عن المعلومة.
ويقال ان الصحف الأميركية قامت بتسمية الشركة بـ «جمهورية غوغل»، بل وهناك العديد والكثير من المقالات والأبحاث التي تحدثت وتكتب عن هذا الموضوع، حتى أصبحت شيئا لا يمكن الاستهانة به أبدا وذلك نتيجة طبيعية لحجم تأثيره.
ومن البرامج الشهيرة على «اليوتيوب» برنامج «سوار شعيب» لصاحبه المبدع شعيب راشد، الذي بدأ ينافس نفسه في الموسم الثاني وبكل اقتدار، وهذا واضح من خلال كثرة المشاهدات على الحلقات، إضافة تلي الضجة الإعلامية التي تصاحب الحلقات.
شعيب راشد، شاب يستحق الدعم، حيث ان غالبية مواقع الاعلام الالكترونية تبحث عن الترفيه والتسلية بعيداً عن زرع وغرس القيم، وهذا على عكس ما يفعله شعيب في برنامجه، وهو أمر في غاية الصعوبة، ولو افترضنا أن كل وسائل الإعلام ستتحدث عن أثر الإشاعة أو الحسد أو العمل الخيري والإنساني، كم سيكون عدد الذين ستصلهم المعلومة ؟ لا شك سيكون العدد والتأثير أقل من مواقع الاعلام الالكترونية، حيث تجاوزت حلقة «الإشاعة» في برنامج «سوار شعيب»، ثلاثة ملايين مشاهد، وهو رقم جداً كبير على حلقة قيمية.
غريب أمر من يتهم شعيب بأنه يتحدث عن أمور هامشية، وأنه يستفز الضيوف، وهذا أمر من الطبيعي ان نسمعه في مجتمعات تعودت على المجاملات في اللقاءات والبعد عن الحقائق والمواجهة ولا تحب الحقائق، وفي الوقت نفسه لم نجد«شعيب» يخطئ مع أحد من الضيوف، ولا نجد سوى الأسئلة الجادة والصريحة والواضحة والمباشرة.
إننا اليوم أمام تحديات كبيرة جدا، وهذه التحديات لن ترحم الذين لا يعملون بجد، علينا أن نحدد موقعنا في عصر العلم والمعرفة من هذه الدول التي بدأت تتشكل حديثا، هذه الدول التي ليست لها حدود من مواقع الاعلام الالكترونية، ستملك فاعلية كبيرة في التأثير على القرارت، أعتقد أن من العقل والمنطق أن نفكر في كيفية الاستفادة من هذه المواقع قبل أن نتحدث عنها بسلبية وننتقدها، وصدق د. محمد الغزالي، حين قال: «هات البديل اذا أردت أن تغير وضعاً خاطئاً».
[email protected]