«داعش» يصد هجوماً للنظام غرب تدمر ويقتل 26 عنصراً له

واشنطن ترفض دعوة روسية لاجتماع طارئ يبحث الانتهاكات لوقف النار في سورية

تصغير
تكبير
موسكو انتقدت «المماطلة» الأميركية في الرد على مقترحاتها وهددت بالرد من جانب واحد بدءاً من اليوم على منتهكي الهدنة
رفضت واشنطن دعوة روسية لعقد اجتماع طارئ حول الانتهاكات للهدنة السورية، قائلة ان مخاوف موسكو بهذا الشأن تمت معالجتها بالفعل بصورة بناءة، فيما قتل 26 عنصرا على الاقل من قوات النظام عندما صد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) هجوما لها غرب مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله في جنيف حيث تجري مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف السورية: «لقد رأينا التقارير الإعلامية حول المخاوف الروسية بشأن انتهاكات الهدنة. من يدلي بهذه التصريحات لديه معلومات خاطئة، لأن هذه القضايا نوقشت بالفعل مطولا، وتستمر مناقشتها، بطريقة بناءة».


وكان رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي قد أعلن ان «موسكو أرسلت اقتراحاتها الخاصة بالرقابة على وقف إطلاق النار في 25 فبراير»، مضيفا أن «القوة العسكرية ستستخدم فقط في حال الحصول على معلومات مؤكدة تثبت أن جماعات مسلحة تخرق شروط الهدنة باستمرار»، مشددا على أن «روسيا لن تستخدم القوة ضد المدنيين أو الجماعات الملتزمة بالهدنة».

وقال إن الجانب الروسي أعد وأرسل إلى واشنطن في 5 مارس الجاري مشروع اتفاق مبني على حل وسط للرقابة على وقف القتال في سورية وكذلك اقترح إجراء مشاورات بين الخبراء في أقرب وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن صياغة نص الاتفاق.

وأشار رودسكوي إلى أن «المشاورات الروسية - الأميركية التي جرت في عمان في 18 مارس أظهرت عدم استعداد الولايات المتحدة لمناقشة تفاصيل الاقتراحات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار في سورية، مؤكدا أن «المماطلة في تطبيق القواعد المتفق عليها للتعامل مع حوادث خرق الهدنة أمر غير مقبول، لأن مدنيين يقتلون في سورية يوميا نتيجة أعمال استفزازية هناك».

ورغم ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو ستؤكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى موسكو هذا الأسبوع ضرورة تفعيل العمل على تسوية الأزمة السورية.

وقال ريابكوف إن التعاون الروسي - الأميركي بشأن التسوية السورية مثمر في العديد من المجالات رغم وجود بعض الاختلافات المبدئية بين الجانبين.

وأضاف أن «جهات سورية تلتزم بالهدنة بشكل لا بأس به»، مؤكدا أن هذه الاتفاق يمثل «الشرط الأهم للعملية السياسية وتحسين الوضع الإنساني».

وتابع أن موسكو وواشنطن تعملان بشكل وثيق على التأثير على هؤلاء الذين يعارضون التسوية السلمية في سورية، مشيرا إلى أن هذا العمل يحقق نتائج معينة.

من جهة ثانية، امتنع الناطق الصحافي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن التعليق على ما ذكره مركز «ستراتفور» الأميركي للاستخبارات والأبحاث الدولية عن إرسال تعزيزات روسية جديدة، بما في ذلك مروحيات قتالية مطورة، إلى حميميم وطرطوس.

وقال بيسكوف للصحافيين: «إنني أريد أن أعيد إلى الأذهان أن الرئيس قرر سحب قواتنا من سورية، لكنه قرر أيضا الاحتفاظ بقاعدتي حميميم وطرطوس بصفتيهما قاعدتين موقتتين لمرابطة القوات الروسية».

يذكر أن مركز «ستراتفور» نشر ما وصفه بأن صورا فضائية تظهر قاعدة حميميم في ريف اللاذقية وميناء طرطوس. وتشير تلك الصور إلى أن ما يربو عن ثلاثة أرباع الطائرات الحربية الروسية غادرت سورية، لكنها تظهر في الوقت نفسه أن روسيا نشرت منذ أيام، مروحيات إضافية في القاعدة، بما في ذلك «مي-28» و«كا-52».

وأعاد المركز إلى الأذهان أن هذه المروحيات قادرة على تولي مهمات الدفاع والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ أو تقديم الدعم الجوي للقوات البرية.

وأضاف المركز أن روسيا لم تسحب بعد من سورية طائرات «سو-30» و«سو-35»، إذ ما زالت تلك المقاتلات تقدم الدعم الجوي للقوات المسلحة السورية التي تواجه إرهابيي «داعش» في محيط مدينة تدمر بريف حمص.

أما الصور لميناء طرطوس فلا تعكس حركة ملحوظة لنقل المعدات الروسية في سورية، بل تظهر في الميناء عربات نقل عسكرية روسية.

على صعيد آخر، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن «تنظيم الدولة الاسلامية صد هجوما لقوات النظام السوري كانت تحاول التقدم على بعد اربعة كيلومترات غرب مدينة تدمر، وقتل 26 عنصرا منهم على الاقل».

واوضح عبد الرحمن ان «فوج مغاوير البحر الذي شنّ الهجوم عبارة عن قوات رديفة لقوات النظام السوري، ولعبت دورا اساسيا في معارك ريف اللاذقية الشمالي».

واشار عبد الرحمن الى انه رغم الغارات الروسية فان «قوات النظام السوري تتقدم ببطء في المنطقة المحيطة بتدمر التي تم استهدافها من بدء الشهر الحالي بنحو 800 ضربة جوية».

وبدأ الجيش النظامي معركة استعادة تدمر قبل اسبوعين بغطاء جوي روسي.

وتعد هذه العملية، وفق عبد الرحمن،«معركة حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق امامها لاستعادة منطقة البادية وصولا الى الحدود السورية - العراقية شرقا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي