أصبوحة

عبدالعزيز الرشيد طليعياً

تصغير
تكبير
صدرت الطبعة الأولى لكتاب «تاريخ الكويت» مُحققاً بجهود الأستاذ خالد عبدالقادر الرشيد، الذي أغفل دون قصد تاريخ صدور الكتاب المُحقق، وهذا الكتاب هو جهد يضاف إلى الجهود الثقافية، التي تعتني بإبراز أول كتاب حول تاريخ الكويت.

وتكمن أهمية كتاب الشيخ عبدالعزيز الرشيد، أنه لم يقتصر على الأحداث التاريخية، أو سير الحكام فقط، ولكنه كان توثيقاً للحركة الثقافية والبنية الفوقية للكويت في بدايات القرن الماضي، حيث قدم للقارئ صورة للوضع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، حيث يقول الدكتور خليفة الوقيان في مقدمة الكتاب: «والشيخ عبدالعزيز الرشيد مصلح اجتماعي وعالم دين مستنير، وقف في وجه الغلو في الدين، وجابه دعاة التزمت والجمود والعنف، الذين كانوا يأتون من خارج الكويت لترويج أفكارهم المخالفة لطبيعة المجتمع الكويتي».


ويكمل الدكتور خليفة: «يعد كتاب تاريخ الكويت المصدر الأساسي الذي وثق الصراع الفكري، الذي كان قائماً في مطلع القرن العشرين، بين دعاة الإصلاح الذي يمثلهم الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وسليمان العدساني وعبداللطيف النصف، وغيرهم من ممثلي التيار الإصلاحي والتيار التنويري من جهة، وممثلي التيار المتشدد المتزمت في فهم الدين من جهة أخرى».

وفي ظني أن هذه الجوانب التي تعكس الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، هي الجوانب الأهم التي تجعلنا نفهم طبيعة المجتمعات، وليس فقط الحوادث السياسية وسير الحكام، وهذا ما اعتنى به الدكتور خليفة الوقيان في كتابه المهم «الثقافة في الكويت»، الذي وثق فيه الطبيعة المتسامحة والمنفتحة للمجتمع الكويتي تاريخياً.

ولم يكتف الشيخ عبدالعزيز الرشيد بكتابة التاريخ، لكنه أصدر أول مجلة ثقافية عام 1928، وهي مجلة «الكويت» التي صدرت لمدة سنتين، ثم توقفت ليعيد إصدارها عبدالعزيز الرشيد في إندونيسيا باسم «الكويت والعراقي»، وكتب مقالات في الصحف العراقية والمصرية، كما كان تربوياً طليعياً متطوراً في عصره.

فلا يسعنا إلا تحية الأستاذ خالد الرشيد، على هذا الجهد الطيب والإضافة الثقافية للمكتبة الكويتية، ونرجو أن يجد هذا الجهد اهتماماً من الدولة والقارئ، الذي يجب أن يتعرف على طبيعة المجتمع الكويتي، وكيف انتصر التنوير على التشدد.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي