حوار / مفتي مصر السابق يرى «داعش» و«الإخوان» وجهين لعملة «رديئة تسيء إلى الإسلام»

جمعة لـ «الراي»: أدعو السُنّة والشيعة إلى كلمة سواء وعدم التعاطي مع محاولات نشر الفتن

u0639u0644u064a u062cu0645u0639u0629
علي جمعة
تصغير
تكبير
من يهاجم «الأزهر» يجهل منهجه وواقعه ودوره وتأثيره

لو استمر «الإخوان» في الحكم لأفسدوا الدين والدنيا معاً
دعا عضو «هيئة كبار العلماء» في «الأزهر»، مفتي مصر السابق، علي جمعة، «أهل السنة والشيعة، إلى إدراك المشترك بينهما، والتجمع حول كلمة سواء، وعدم التعاطي مع محاولات نشر الفتن».

واعتبر في حوار مع «الراي» اقتحام غير المتخصصين والمؤهلين في مجالات الفقه والعلوم الشرعية، «جريمة تضاهي جُرم من يمارس مهنة الطب من دون دراسته»، مشددا على أن «الأزهر هرم مصري، والهجوم عليه يشبه من يدنس الهرم، فيزول الدنس ويبقى الهرم». ورأى أن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وجماعة «الإخوان» وجهان لعملة «رديئة تسيء إلى الإسلام والمسلمين»، منوها إلى أن «كلا منهما يتوهم على إحداث تغيير يناقض نواميس الكون».


وفي ما يلي نص الحوار:

? كيف تقيم ما يوصف بـ «التوتر بين السنة والشيعة»، وما تداعيات ذلك على الأمة الإسلامية بأسرها؟

- العلاقة بين السنة والشيعة متوترة عبر العصور، لمسائل تدور في 5 محاور، تفصيلها يصل إلى 20 مسألة بين الفريقين.

وبذل الأزهر في النصف الأول من القرن العشرين مجهودات كبيرة مع علماء الشيعة لبناء جسور من التفاهم، وإمكانية الاتفاق على صور واضحة حول هذه المحاور الخمسة، وأصدر الشيخ محمد محمد المدني، رحمه الله، مجلة رسالة الإسلام العام 1949، وظلت تصدر 15 عاما متصلة، بالتعاون مع الشيخ الشيعي الصدوق القمي.

واستطاعت المجلة بناء الجسور التي هدفت إليها، إلا أن هذا التواصل بقي على مستوى النخبة، ولم يكن قادرا على النزول إلى القواعد الشعبية، ما مكّن في ما بعد لفتن كبيرة من الطائفتين في مناطق الوجود الشيعي الذي لا يزيد على 10 في المئة من تعداد المسلمين مثل: إيران والعراق والشام، وجزء من دول الخليج.

? هل تعتقدون في وجود محططات خارجية تهدف إلى الفتن بين أهل السنة وأهل الشيعة ؟

- لا شك في أن الاستعمار دأب على إحداث الفتن في المحور الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا، ومن غانا إلى فرغانا، وفقا لمصالح السوق. حيث يأخذ القائمون على محور السوق والمصالح المواد الخام من الدول التي يثيرون بها الخلاف، ليردوه إليها في صورة منتجات بأثمان باهظة، والجهات الهادفة لإذكاء هذا المحور متعددة في مقدمها: الصهيونية العالمية، والجهات الداعمة للمفاهيم الاستعمارية التي لبست أثوابا متنوعة وعدة.

? بم تنصحون أهل السنة وأهل الشيعة في ظل المؤامرات التي تُحاك ضدهم ؟

- أدعوهم إلى كلمة سواء وأن يدركوا أن المشترك بينهما أكبر مما يتصوره أحد، وألا يكونوا ألعوبة أومطية في أيدي أصحاب الأهواء والأغراض السياسية، كما ينبغي على الطرفين أن يدركا أن تشيع السنة، أو تحول الشيعة إلى المذهب السني، لن يفيد الإسلام شيئا.

? ما رأيكم في اشتغال بعض الباحثين بالدين وإقحام أنفسهم في قضايا جدلية لا تواكب مؤهلاتهم العلمية.

- لا ينبغي أن يكون الدين مجالا لكل من هبّ ودبّ، يقول فيه برأيه، ويسب من يعارضه من أهل الفتوى والاختصاص، فالذين يشتغلون بالدين من دون علم أو تأهيل، كمن يمارس الطب من دون دراسته، كلاهما مخطئ، وكلاهما يجب أن يحاسب.

? كيف تتابعون حالة الهجوم على المؤسسة الدينية «الأزهر» ؟

- أعتبرها ظاهرة مضحكة مبكية، لكنها في النهاية لا تبني حضارة، ولا تؤسس للنهوض بالأمة، والمحرك لتلك الحالة هو الجهل، سواء كان جهلا بسيطا أم جهلا مركبا، فمن يهاجم الأزهر يجهل منهجه وواقعه ودوره وتأثيره ومكانته ومنزلته.

? ألا ترى أن استمرار الهجوم على «الأزهر» ينال من رصيده كمؤسسة دولية ؟

- دعني أخبرك بأنه كان في «الأزهر» في العام 1950، 3 كليات، و15 معهدا أزهريا، وعدد طلبته لا يزيدون على 15 ألف طالب وطالبة، والآن أصبح عدد طلبة الأزهر مليوني طالب وطالبة، ما يعني أنه لا تأثير لهؤلاء المغرضين والمرجفين، والأزهر هرم مصري، وقد يلوث بعضهم ساحة الهرم بشيء من النفايات، لكن سرعان ما تزال تلك النفايات ويبقي الهرم شامخا.

? ماذا ينتظر العالم الإسلامي من «الأزهر» ؟

- العالم الإسلامي يضع الأزهر في مقدم الريادة و«الأزهر»ر يتجاوب مع العالم في ذلك، وما يريده العالم من الأزهر يتمثل في وضع استراتيجيات جادة لتصويب الصورة المغلوطة عن الإسلام وإظهار حقيقته الناصعة.

? ما الروابط التي تجمع بين جماعة «الإخوان» وتنظيمي «داعش» و«القاعدة»؟

- الروابط التي تجمعهم أنهم يرون لأنفسهم حولا وقوة وأنهم قادرون على تغيير نواميس الكون، جميعهم عبء على الإسلام والمسلمين وعلى الإنسانية كلها، والعالم سيكون أفضل في غيابهم. «داعش» و«الإخوان» وجهان لعملة رديئة تسيء إلى الإسلام والمسلمين.

? ما المصير الذي كان ينتظر المصريين لو استمر «الإخوان» في الحكم؟

- لو حكمونا لأفسدوا الدين والدنيا معا، هكذا قال الشيخ محمد متولي الشعراوي عنهم قبل أن يحكمونا والتجربة أثبتت حسن استشرافه للمستقبل، وصدق رحمه الله في شفافية رؤيته.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي