Offside / شكراً «يوفي» ... شكراً بايرن

تصغير
تكبير
في لبنان، قام عدد كبير من مشجعي نادي النجمة قبل أيام بـ «انقلاب» على القرارات التي تمنع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم، فتجمّعوا على تخوم ملعب بلدية برج حمود في بيروت للدخول والاستمتاع بما «يفشّ خلقهم» وسط ضائقة النفايات والمشاكل الاقتصادية، وفكّوا الحصار وتابعوا فوز فريقهم «العريق» على الحكمة ضمن الدوري المحلي من على المدرجات.

هذا وجهٌ من أوجه كرة القدم الحقيقية.

في الأساس، وُجدت هذه اللعبة للاستمتاع بها، وهي بعيدة كل البعد عن تلك الاجتماعات التي يعقدها مسؤول من هنا وأمين عام من هناك، ولا تمت بصلة الى انتخابات رئاسية من هنا ولا الى تعيينات إدارية من هناك.

يحاول البعض استغلال نفوذه لفرض سيطرة معينة على كرة القدم التي لطالما سُلّطت الأضواء عليها لكن التاريخ تحدث كثيراً عن رحيل كثيرين من هؤلاء دون أثر... وبقاء اللعبة وحب الجمهور لها.

ولا شك في أن الأحاسيس التي فرضتها مباراة مساء أول من أمس بين بايرن ميونيخ الالماني ويوفنتوس الايطالي ضمن جولة الإياب من دور الـ 16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا، والتبدلات الدراماتيكية التي عاشتها، تشكل تلك الجزئية التي يعشقها الجمهور، بعيداً عن أوبئة الانتخابات وأمراض المصالح.

هذه هي كرة القدم، تخطف الأنفاس، تعيش نبض «غير المتوقع»، وتجعل منا رهائن أهوائها.

بايرن ميونيخ بلغ تخوم «النهاية»، كيف لا وقد تأخر بهدفين على أرضه «أليانز آرينا»، ثم في ظرف 17 دقيقة عاد إلى الحياة مجدداً 2 - 2.

وفي الشوط الإضافي الثاني، قضى تماماً على فريق «السيدة العجوز» (4 - 2) بعد أن كان لتوّه يجهّز مراسم «الجنازة» ويستعد لوداع دوري الابطال من الدور الثاني للمرة الاولى منذ الموسم 2010-2011.

أطلق الحارس الايطالي العملاق جانلويجي بوفون العنان لصرخة الخلاص بعد كل هدف من هدفي فريقه، كان يعتقد بأن المهمة أنجزت.

حتى «العنكبوت» بوفون يخطئ، ربما، لأن المباراة لا تنتهي هنا بل أن لديها تتمة، لكن تسجيل الاهداف يستلزم احتفالاً بغض النظر عمّا تخفيه الدقائق التالية له.

الهولندي آريين روبن احتفل هو الآخر ومدربه الاسباني جوسيب غوارديولا بهدفه في مباراة الذهاب في تورينو، معتقداً أن التقدم 2 - صفر خارج الديار يعني التأهل.

أخطأ روبن أيضاً لأن الـ «يوفي» عادل الأرقام 2 - 2 أمام جماهيره، ثم تقدم بهدفين في ميونيخ.

غوارديولا عاش ليلة متناقضة في كل شيء. كان حتى ما قبل الدقيقة 73 المدرب الفاشل الذي عجز عن إيصال بايرن ميونيخ الى منصة التتويج في دوري الابطال خلال ثلاثة مواسم قضاها معه قبل ان يشد الرحال الى مانشستر سيتي الانكليزي، إلا أنه وبعد صافرة الختام، استعاد «الروح» والاحترام على التبديلين اللذين قلبا المباراة رأساً على عقب.

الاسباني البرازيلي الأصل تياغو ألكانتارا والفرنسي كينغسلي كومان «المعار من يوفنتوس»... صنعا الفارق.

من فاز في أمسية الأربعاء المجنونة؟ بالطبع ليس رئيس الاتحاد ولا أمين سره.

«معشر كرة القدم الحقيقية» هو من فاز بفضل تلك المشاعر التي فرضتها عليه تلك المباراة التاريخية التي لن تنسى من ذاكرة كرة القدم.

شكراً «يوفي»... وشكراً بايرن.

sousports@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي