أبعاد السطور

... البدون!

تصغير
تكبير
كتبت في الإخوة البدون وشؤونهم مقالات عديدة... وكتبت فيهم كذلك بعض القصائد التي تعكس معاناتهم، ومن كثر ما كتبت عنهم، ظن الكثير من القراء انني من الأخوة البدون الكرام، وهذا شيء لا يعيبني. وأذكر ذات مرّة أني استجبت لدعوة كريمة من رئيس تحرير احدى الصحف الكويتية، وبينما كنت في المبنى، انتظر مجيئه، إذ دخل عليّ أحد الموظفين، وبعد أن سلّم عليّ طلب مني رؤية بطاقتي المدنية، فلما سألته عن السبب، قال انه سيخبرني بعد أن يراها، وحينما أعطيته البطاقة، أخذ يدقق فيها ثم نظر الي وهو يهز رأسه، ويقول: «والله كنت أظنك مِنا نحن البدون من شدة دفاعك عنا».

وها أنا أعود اليوم من جديد للدفاع عن إخواني البدون بكل فخر، وسأتطرق الى معاناتهم، حيث انهم يلاحقون في شتى قطاعات الدولة وهم على بند المكافآت ويتم تفنيشهم، ولا نعلم السر الخفي من وراء ذلك! وتم الكشف عن هذه الملاحقات المؤسفة في أكثر من صحيفة، وكذلك تم التصريح بها من قِبل مسؤولين عدة في الدولة.


لا يصح أن تتم معاملة البدون بهذه المعاملة غير الإنسانية، قلنا هذا الكلام ورددناه تكرارا ومرارا، إن هؤلاء البدون الذين تستهينون بلقمة عيشهم، هناك آباء وأمهات وزوجات وعيال يقتاتون من ورائهم ويعتاشون، وإن كان أحد منهم متورط بأي عمل ضد الدولة فحاكموه وفق القانون، لكن الأهم ألا يتم معاملة الأخوة البدون بهذه القسوة وهذه الضبابية.

وعلى المسؤولين ايضا أن يفكروا جيداً كيف يستثمرون طاقات الشباب البدون والاستفادة منهم في شتى وزارات ومؤسسات الدولة التي تحتاج لشهاداتهم العلمية وجهدهم الطيب، لأنهم هم أبناء الكويت، رضيتم أم لم ترضوا، وهم أولى من غيرهم بالراحة والاستقرار في بلادهم.

[email protected]

alrawie@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي