السفيرة الأميركية المرشحة إلى بيروت: هدفنا تفكيك شبكة «حزب الله» المالية الدولية

ريتشارد: حان الوقت ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديموقراطية وينتخب رئيساً وفق الدستور

تصغير
تكبير
لن ننسى أبداً تفجيرات ثكنات المارينز والسفارة الأميركية في بيروت في 1983
كرّست كلمة السفيرة الاميركية المرشحة الى بيروت اليزابيث ريتشارد التي ألقتها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ثوابت سياسة واشنطن حيال لبنان على مختلف الصعد، سواء المتصلة بملفاته المحلية او المرتبطة بالاشتباك الكبير في المنطقة والذي تتصل به «بلاد الأرز» من خلال انخراط «حزب الله» العسكري في الحرب السورية، او بالقرار الاميركي الثابت بالتصدي لنشاطات الحزب الذي تصنّفه إرهابياً وتضييق الخناق المالي عليه من خلال قانون منع التمويل الدولي عن «حزب الله» الذي أقره الكونغرس في ديسمبر الماضي.

وحددت ريتشارد (سبق ان عملت في أفغانستان وباكستان وأخيراً في اليمن) في كلمتها التي وزعتها السفارة الأميركية في بيروت ثلاثة تحديات رئيسية يواجهها لبنان: «الآثار الجانبية للنزاع في سورية والتي جلبت إلى لبنان أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية وحرمت الشعب اللبناني من خدمات أساسية، وبالطبع، أنشطة حزب الله، وهو منظمة إرهابية تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني».


واذا اشارت الى «ذهولها» حيال «الكرم الذي لا يصدق من قبل البلدات والقرى في جميع أنحاء لبنان من خلال استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري»، شددت على انها ستعمل جاهدة «على مساعدة لبنان على مواجهة هذا التحدي الإنساني الهائل»، لافتة الى «ان الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة تشكل تهديدا خطيراً للبنان ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة»، ومشيرة الى «ان شراكتنا مع القوى الامنية اللبنانية لعبت دوراً حاسماً في الحفاظ على أمن لبنان ضد هذه التهديدات، علماً ان لبنان هو أيضا عضو في التحالف الذي نقوده لمحاربة داعش».

واضافت: «ان تفجير 12 نوفمبر الذي وقع في بيروت (الضاحية الجنوبية) والذي أسفر عن مقتل 41 من المدنيين الأبرياء وجرح الكثير، هو تذكير مأسوي بالتهديد الذي تشكله داعش. وتأثرتُ عندما علمت أن الكونغرس الأميركي وقف دقيقة صمت بعد وقت قصير من الهجوم. وأظهرت هذه اللفتة أن الشعب الأميركي يقف جنبا الى جنب مع الشعب اللبناني فيما يواجه داعش ومتطرفين آخرين».

وذكّرت بـ «الدعم السخي من الكونغرس للجيش اللبناني بالمعدات والتدريب الذي يحتاجه لمحاربة داعش وغيره من المتطرفين»، موضحة «ان مساعداتنا الأمنية إلى الجيش اللبناني، التي فاقت 150 مليون دولار خلال السنة المالية 2015، قد أدت إلى فرق حقيقي على أرض الواقع، كما أن شراكتنا مع قوى الأمن الداخلي لا تقل إثارة للإعجاب».

وفي حين لفتت الى «ان الأمن الحقيقي للدعم من قيادة سياسية فعَّالة»، اشارت الى ان «لبنان يشهد عدم وجود رئيس للجمهورية على مدى سنتين تقريباً وهذا وقت طويل جدا»، معلنة «لقد حان الوقت الآن ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديموقراطية ولينتخب رئيساً وفق الدستور اللبناني، وكان موقف الولايات المتحدة واضحاً وثابتاً: لبنان بحاجة، ودون تأخير، الى رئيس، وإلى مجلس وزراء يعمل بشكل كامل، والى برلمان. هذه أولا، وقبل كل شيء، مسؤولية لبنانية».

واعتبرت «ان التدخل الجاري لحزب الله في سورية لدعم نظام الأسد والذي اضطلع به من دون موافقة الشعب اللبناني، يتناقض مع إعلان بعبدا في العام 2012، والذي ينص بوضوح وحكمة على سياسة النأي بالنفس عن التورط الخارجي»، لافتة الى «ان أنشطة حزب الله في سورية توجِد تحديات أمنية خطيرة على لبنان. واذا تم اعتمادي، فستكون مهمتي القيام بكل ما في وسعي لدعم لبنان في ممارسة سيادته الكاملة في جميع أنحاء البلاد والمساعدة في بناء الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان».

وتطرقت الى «قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله» الذي أقره الكونغرس في ديسمبر الماضي، قائلة: «أوضحنا للجميع أن هدفنا هو تفكيك الشبكة المالية الدولية لحزب الله فيما ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني. إن نجاح القطاع المصرفي اللبناني، وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد، يعتمد على التمسك بسمعة هي في الاصل ممتازة فعلا. ولدى كل من لبنان والولايات المتحدة مصلحة في ضمان الا يخترق حزب الله القطاع المالي اللبناني».

وختمت ريتشارد: «لن ننسى أبدا التفجيرات المأسوية لثكنات المارينز والسفارة الاميركية في بيروت في العام 1983».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي