اسمحوا لي أيها القراء الكرام، أن أتابع نقل ما وصلني من تعقيبات تخص «حزب الله»، والتي تغلب إيجابياته على سلبياته، ردا على مقالي «الفاشية الدينية» المنشور بتاريخ 24 ديسمبر 2015.
التعقيب الخامس للأخ عيسى: «إصدار الأحكام المسبقة مسألة غير سليمة، فالدين أيضا خط ايديولوجي، أيا كان ، مسلم، مسيحي، يهودي. وفي المقابل، الأيديولوجيات الأخرى غير الدينية تتبع الأسلوب نفسه، المشكلة في تعميق الطائفية، ليس إيران وقيام الجمهورية الإسلامية فحسب، بل أعمق من ذلك، إن أسوأ الجرائم ارتكبت باسم الدين، واختيار النقد السهل ليس المحبذ، لأن انتقاد إيران سهل ولا تتم المحاسبة عليه، مع إنها ليست بالنموذج الذي يحتذى به من وجهة نظري. ان الايديولوجية التي يقتنع بها المرء تصبح طريقه الذي يعتقد أنه السليم، وبالطبع رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيك صواب يحتمل الخطأ، إضافة إلى أهمية احترام إنسانية الإنسان وعدم هدر دماء البشر باسم الدين والمسألة المركزية هي اقتلاع الارهاب».
التعقيب السادس للأخ جعفر: «يبدو للمتتبع أن لا وجود لدين بلا انقسام طائفي، حتى في ديانة قريش الوثنية وجدت الانقسامات الطائفية، ولا تكمن المشكلة في تحالف طائفة معينة مع منابع القوة، ويبدو ان الحركات الدينية تشترك أيديولوجيا في إطار حلم العودة إلى سيرة السلف، ولعل الاتجاه الذي يقول ان من يقود بعض الدول الإسلامية، مثل باكستان وافغانستان وإيران، لا تخضع لتلك التصورات، ولكن تحالفا مع السلطة المهيمنة تعطيها مساحة أكبر لمسك مفاصل المجتمع، وعلى الأرجح أن من يحكم هذه الدول الثلاث هم مجموعة من البراغماتيين ذوي الياقات البيضاء، ويعزز ذلك الحاجة إلى لعبة المراوغة لتمرير المفاوضات. فحصار العراق أدى إلى نخر الدولة العراقية لكن الحرب كشفت ذلك النخر، وأعتقد إن إبدال عدو تاريخي بآخر مسألة كان المقصود منها خلق دول الطوائف، في مقابل قيام أول دولة دينية صهيونية تضع الدين بديلا عن العرق».
التعقيب السابع للأخ بهاء: «عند تقييم حزب الله تكون أولوياتنا النظر إلى المقاومة في الميدان مع الاحتلال الصهيوني، ولا يهم سبب وجود الحزب أو من يدعمه. حزب الله سطر بطولات في مقاومة الاحتلال ولقن المحتل دروسا لا تنسى وكسر شوكته أكثر من مرة، وكان عصيا على الاختراق في منظومته الأمنية والعسكرية، والمقاومة محل احترام وتقدير كبيرين في جنوب لبنان وغزة والضفة وأي مكان، المقاومة هي بديل الجيوش العربية المترهلة التي هي ليست في حسابات الاحتلال، وأدرك ان هناك حسابات عربية وإقليمية لدى حزب الله، لكنه حزب كان لمقاومته جدوى أمام غطرسة المحتل، وما دام لا يوجد بدائل لدى الشعب العربي، فأحزاب المقاومة حتى لو تلبست بالدين وبغض النظر من خلفها ومن يدعمها، يصبح وجودها ضرورة، وعلينا أن نكون مع المقاومة أينما تكون في ظل الضياع العربي، كما لا ننسى ان أعدادا كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين تحرروا بفعل صفقات بين المحتل وبين حزب الله، خرج على إثرها أكثر من ألف سجين.
وبالطبع صفقات تبادل الأسرى لم يقم بها حزب الله وحماس فقط، بل كل الفصائل الفلسطينية وأشهرها صفقة فتح عام 1982، التي تم فيها تحرير آلاف الأسرى، وفي صفقة حزب الله، خرج أغلب أسرى حماس، مع أنهم يمثلون أقلية من مجموع الأسرى، وكان لمنظمة التحرير السبق قبل أي تنظيم في رص الصفوف وتوحيد الطوائف والفصائل، واستقطاب العرب والأجانب في صفوف المقاومة، وكذلك الجيوش العربية قدمت آلاف الشهداء في الحروب مع العدو».
التعقيب الثامن للأخ أيمن: «المقاومة اللبنانبة وعلى رأسها حزب الله، محل احترام رغم معارضتي الشديدة لتدخلات الحزب في سورية، وقادة الحزب يفتخرون بتدريب كوادرهم على أيدي قواعد منظمة التحرير، إلا انهم تفوقوا على منظمة التحرير في توحيد القوى تحت ظل المقاومة، وللأسف لا يقبل حزب الله إشراك أي تنظيم معه في المقاومة حتى الحزبين الناصري والشيوعي وغيرهما، لكنه يقبل دخول المسيحي والدرزي والسني في صفوفه وتحت إمرته».
aalsaalaam@gmail.com