نتائج



1.الوحدة الوطنية أضحت أمراً واقعا ملموسا تتعامل معه كل الدول والشعوب، وصارت من المفاهيم التي فرضت نفسها على خريطة الفكر المعاصر، فلا مناص إذاً من إبداء الرؤية الشرعية بهذا المصطلح المعاصر.
2.المفهوم العام للوحدة الوطنية كان محل اتفاق عند الباحثين، ولكنهم اختلفوا في وسائل تحقيق الوحدة حسب اختلاف ثقافتهم وبيئاتهم.
3.لا يمكن تحقيق وحدة وطنية دون أن يكون هناك محبة وولاء للوطن، فالعلاقة بينهما علاقة عضوية كعلاقة الجزء بالكل.
4.العلاقة بين الانتماء الوطني والانتماء الإسلامي علاقة تلازم وترابط ووئام، وليست علاقة تنافر وتصادم وتضاد، فدوائر الانتماء في حياة الإنسان متداخلة ومتكاملة، فينبغي إذاً إعطاء كل منا الحقوق التي أوجب لها الشرع.
5.هناك طرفان وواسطة في قضايا الوطن والوحدة الوطنية: طرف الجفاة الذين ينفرون من مجرد سماع مثل هذه المصطلحات، وغاب عنهم المفهوم الصحيح لتلك الكلمات، وطرف الغلو الذي أتى بالمفهوم الغربي الدخيل، وناقض عقيدة الإسلام، والحق عند أهل الوسط الذين سلكوا المسلك الشرعي لتوضيح تلك المفاهيم، وتناولوه بالدراسة والتحليل والتمحيص، فأخذوا ما كان صحيحاً سليماً، وتركوا ما كان فاسداً سقيماً.
6. الانتماء في المنظور الإسلامي يقوم على رابطة الدين والإيمان ( الأخوة الإسلامية )، ورابطة الانتماء السياسي ( المواطنة )، أما النظم الوضعية المعاصرة فهي لا تعترف بمن هو خارج حدود أرض الوطن.
7.الانتماء السياسي في المنظور الإسلامي يحقق مقصدين من مقاصد الشريعة، وهما:
*مقصد الأمن والاستقرار.
*مقصد حفظ النسيج الاجتماعي الوطني.
8.الانتماء السياسي للدولة الإسلامية يتم بإحدى وسيلتين: الوسيلة الأولى: الهجرة إلى الدولة الإسلامية.
الوسيلة الثانية: عقد الذمة لغير المسلم.
9.الولاء الأول في المنظور الإسلامي هو الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبقية الولاءات تنبثق من هذا الولاء، أما النظم الوضعية فولاؤها الأول هو الوطن.
10.ثمة فرق بين الانتماء والولاء الوطني، فالولاء يتضمن الانتماء، أما الانتماء فليس بالضرورة أن يتضمن الولاء، إذ الفرد قد ينتمي إلى وطن، ولا يمنحه كل الحب والنصرة والعطاء.
11.هناك مقومات ودعائم لا تقوم الوحدة الوطنية إلا بتحقيقها، وقد أورد البحث ثمانية من أبرز تلك المقومات، وتم عرضها عرضا موجزاً.
توصيات
في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة، فإن الباحث يوصي بما يلي:
1) ضرورة تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية، ووضع برامج فاعلة متطورة لتعزيز الوحدة الوطنية، وإرسائها على أسس راسخة.
2)ضرورة الابتعاد عن إثارة العصبيات والنعرات القومية التي تفرق الوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة الوطن والمواطنة وفق الرؤية الشرعية.
3) تنظيم حوارات وفعاليات شعبية، تعرض فيها احتياجات المواطنين الواقعية، وتناقش أسباب مشاكلهم، وأنجع السبل لحلها.
4) عقد المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية لترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية في نفوس الأفراد.
5)أهمية تدريس مادة «التربية الوطنية» واختيار المعلم المتميز لتدريسها، وإعطاء الوقت الكافي لها.
6)طبع الدراسات العلمية والكتيبات والمطويات التي تعزز مفاهيم الوحدة الوطنية.
قضية فطرية
قد تكون «الوطنية مصطلحا معاصراً، إلا أنها لا تـُعد مفهوماً جديداً، فالانتماء إلى الوطن والأرض قضية فطرية، فيها جانب وجداني وعقلي وروحي وشرعي وقيمي وأخلاقي، ولعلي لا أبالغ إن قلت كيميائي، وينعكس ذلك كله في الجانب السلوكي، الذى ينبني على كل ما سبق، إضافة إلى الجانب التربوي والبيئي والإعلامي.
ومع تعدد المشارب والموارد البشرية للوطن، من أطياف مختلفة من قبائل وعوائل وأديان ومذاهب وأعراق وطوائف.. وغير ذلك، وحتى من التصنيف الاجتماعي والطبقي والاقتصادي، فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بينهم في كل مجال، يحكمها ويحددها القانون والأعراف، وتلتزمها وتؤدبها التربية والتنشئة الاجتماعية. وللخروج من هذه المتاهات الإنسانية، والابتعاد عن المشاكل الناتجة عن التعصب للفئة، ظهر مصطلح» الوحدة الوطنية «ذلك المعنى الراقي الذى يمتزج في بوتقته جميع أفراد الوطن، متجاوزين الاختلافات والانتماءات، مقدمين مصلحة الوطن على كل مصلحة. واعتقد البعض للوهلة الأولى أن ذلك الأمر مخالف للشريعة الإسلامية على إطلاقها، فالولاء مقدم للدين وليس للأرض أو الوطن، رغم أن الدين هو من أطلق الولاء للأرض وفاء واحتراما لها، بما لا يخالف الشرع. إن حب الأرض والوطن أمر فطري، كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة المكرمة: ما أطيبك من بلد، وما أحبك من بلد، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك»، فما بعد ذلك من استدلالات على تقديم الانتماء إلى الأرض على المصالح الأخرى؟ وقد امتلأت السيرة النبوية الشريفة بأحداث كثيرة توثق أهمية «الوحدة الوطنية» بمفهومها السابق، والتي تحتاج منا إلى تبصر وتدبر لاستخراج الفوائد مها، فما أحوجنا في هذا الزمن إلى تفعيل هذا المفهوم على أرض الواقع، ما بين اختلافات فكرية وعقائدية، وما بين سياسات عالمية، وما بين خلافات دولية، تحتاج منا إلى المزيد من اليقظة والوحدة الوطنية، منطلقين من أصول شرعية.
د. عصام عبداللطيف الفليج
2.المفهوم العام للوحدة الوطنية كان محل اتفاق عند الباحثين، ولكنهم اختلفوا في وسائل تحقيق الوحدة حسب اختلاف ثقافتهم وبيئاتهم.
3.لا يمكن تحقيق وحدة وطنية دون أن يكون هناك محبة وولاء للوطن، فالعلاقة بينهما علاقة عضوية كعلاقة الجزء بالكل.
4.العلاقة بين الانتماء الوطني والانتماء الإسلامي علاقة تلازم وترابط ووئام، وليست علاقة تنافر وتصادم وتضاد، فدوائر الانتماء في حياة الإنسان متداخلة ومتكاملة، فينبغي إذاً إعطاء كل منا الحقوق التي أوجب لها الشرع.
5.هناك طرفان وواسطة في قضايا الوطن والوحدة الوطنية: طرف الجفاة الذين ينفرون من مجرد سماع مثل هذه المصطلحات، وغاب عنهم المفهوم الصحيح لتلك الكلمات، وطرف الغلو الذي أتى بالمفهوم الغربي الدخيل، وناقض عقيدة الإسلام، والحق عند أهل الوسط الذين سلكوا المسلك الشرعي لتوضيح تلك المفاهيم، وتناولوه بالدراسة والتحليل والتمحيص، فأخذوا ما كان صحيحاً سليماً، وتركوا ما كان فاسداً سقيماً.
6. الانتماء في المنظور الإسلامي يقوم على رابطة الدين والإيمان ( الأخوة الإسلامية )، ورابطة الانتماء السياسي ( المواطنة )، أما النظم الوضعية المعاصرة فهي لا تعترف بمن هو خارج حدود أرض الوطن.
7.الانتماء السياسي في المنظور الإسلامي يحقق مقصدين من مقاصد الشريعة، وهما:
*مقصد الأمن والاستقرار.
*مقصد حفظ النسيج الاجتماعي الوطني.
8.الانتماء السياسي للدولة الإسلامية يتم بإحدى وسيلتين: الوسيلة الأولى: الهجرة إلى الدولة الإسلامية.
الوسيلة الثانية: عقد الذمة لغير المسلم.
9.الولاء الأول في المنظور الإسلامي هو الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبقية الولاءات تنبثق من هذا الولاء، أما النظم الوضعية فولاؤها الأول هو الوطن.
10.ثمة فرق بين الانتماء والولاء الوطني، فالولاء يتضمن الانتماء، أما الانتماء فليس بالضرورة أن يتضمن الولاء، إذ الفرد قد ينتمي إلى وطن، ولا يمنحه كل الحب والنصرة والعطاء.
11.هناك مقومات ودعائم لا تقوم الوحدة الوطنية إلا بتحقيقها، وقد أورد البحث ثمانية من أبرز تلك المقومات، وتم عرضها عرضا موجزاً.
توصيات
في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة، فإن الباحث يوصي بما يلي:
1) ضرورة تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية، ووضع برامج فاعلة متطورة لتعزيز الوحدة الوطنية، وإرسائها على أسس راسخة.
2)ضرورة الابتعاد عن إثارة العصبيات والنعرات القومية التي تفرق الوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة الوطن والمواطنة وفق الرؤية الشرعية.
3) تنظيم حوارات وفعاليات شعبية، تعرض فيها احتياجات المواطنين الواقعية، وتناقش أسباب مشاكلهم، وأنجع السبل لحلها.
4) عقد المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية لترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية في نفوس الأفراد.
5)أهمية تدريس مادة «التربية الوطنية» واختيار المعلم المتميز لتدريسها، وإعطاء الوقت الكافي لها.
6)طبع الدراسات العلمية والكتيبات والمطويات التي تعزز مفاهيم الوحدة الوطنية.
قضية فطرية
قد تكون «الوطنية مصطلحا معاصراً، إلا أنها لا تـُعد مفهوماً جديداً، فالانتماء إلى الوطن والأرض قضية فطرية، فيها جانب وجداني وعقلي وروحي وشرعي وقيمي وأخلاقي، ولعلي لا أبالغ إن قلت كيميائي، وينعكس ذلك كله في الجانب السلوكي، الذى ينبني على كل ما سبق، إضافة إلى الجانب التربوي والبيئي والإعلامي.
ومع تعدد المشارب والموارد البشرية للوطن، من أطياف مختلفة من قبائل وعوائل وأديان ومذاهب وأعراق وطوائف.. وغير ذلك، وحتى من التصنيف الاجتماعي والطبقي والاقتصادي، فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بينهم في كل مجال، يحكمها ويحددها القانون والأعراف، وتلتزمها وتؤدبها التربية والتنشئة الاجتماعية. وللخروج من هذه المتاهات الإنسانية، والابتعاد عن المشاكل الناتجة عن التعصب للفئة، ظهر مصطلح» الوحدة الوطنية «ذلك المعنى الراقي الذى يمتزج في بوتقته جميع أفراد الوطن، متجاوزين الاختلافات والانتماءات، مقدمين مصلحة الوطن على كل مصلحة. واعتقد البعض للوهلة الأولى أن ذلك الأمر مخالف للشريعة الإسلامية على إطلاقها، فالولاء مقدم للدين وليس للأرض أو الوطن، رغم أن الدين هو من أطلق الولاء للأرض وفاء واحتراما لها، بما لا يخالف الشرع. إن حب الأرض والوطن أمر فطري، كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة المكرمة: ما أطيبك من بلد، وما أحبك من بلد، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك»، فما بعد ذلك من استدلالات على تقديم الانتماء إلى الأرض على المصالح الأخرى؟ وقد امتلأت السيرة النبوية الشريفة بأحداث كثيرة توثق أهمية «الوحدة الوطنية» بمفهومها السابق، والتي تحتاج منا إلى تبصر وتدبر لاستخراج الفوائد مها، فما أحوجنا في هذا الزمن إلى تفعيل هذا المفهوم على أرض الواقع، ما بين اختلافات فكرية وعقائدية، وما بين سياسات عالمية، وما بين خلافات دولية، تحتاج منا إلى المزيد من اليقظة والوحدة الوطنية، منطلقين من أصول شرعية.
د. عصام عبداللطيف الفليج