ولي رأي

الأسطورة

تصغير
تكبير
ما من رياضي أحبه واحترمه الكويتيون مثلما أحبوا واحترموا جاسم يعقوب، فقد كان مثالاً للاعب الفذ، والشاب الخلوق، والإنسان المتواضع.

جاسم يعقوب أكثر مَنْ أفرح الكويت سنين عديدة بأهدافه الرائعة المتميزة، وجعل المنتخب الكويتي لكرة القدم في صدارة الدول العربية والآسيوية لسنوات طويلة، وعندما تزوج شاركته الكويت كلها فرحة عرسه، وفرحنا جميعاً بابنه حمود، كما لو كان ابناً لنا، وعندما أصابه المرض عمَّ الحزن بيوتنا، واستقبلناه عندما عاد مشافى بفضل من الله كاستقبال الفاتحين، فرحة منّا كما لو كنا حققنا أغلى الكؤوس وأعظم البطولات.


(جاسم يعقوب، المرعب، الجوهرة، الأسطورة، بو حمود) أسماء كثيرة لشخص واحد، استحق التكريم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أعطاه لقب الأسطورة على المستوى العالمي ووصل- وهو الهاوي- مستوى ما وصلت إليه أساطير كرة القدم المحترفة، ولم نسمع منه يوماً تذمراً أو شكوى أو طلباً لمنصب، أو أدخل نفسه في أي صراعات تدور على الساحات الرياضية، لأنه شارك الجميع في صناعة تاريخ الكويت الرياضي، ما يجعله في نظري اللاعب المناسب لحل هذه الأزمة لحياديته واحترام جميع الأطراف له.

هذا جاسم يعقوب، وهذا تاريخه، قدم للكويت زهرة شبابه، وشارك في بعض المباريات وهو تحت الإصابة، والألم يعتصره، لأنه كان قوة لفريقه وتهديداً لخصومه تجبرهم على وضع مراقبين له، وبالفعل سجل أروع الأهداف برجل مصابة وتحت إبر التخدير في مرمى رعد حمودي حارس المرمى العراقي.

ولكن ما دور حكومة الكويت في تكريم هذا الرجل ليبقى اسمه على مر الزمن، كما كرمت عملاقاً آخر هو عبد الحسين عبد الرضا بتسمية أحد المسارح باسمه؟ فأبو حمود لا يقل عطاء عن أبي عدنان لبلده، وكل منهما في مجاله على مدى عمريهما الطويلين. نتمنى على حكومتنا الرشيدة وبإيعاز من مجلس الأمة تكريم الأسطورة جاسم يعقوب بتسمية منشأة رياضية باسمه من المنشآت التي تم بناؤها أخيراً، فأبو حمود يستاهل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي