Offside / سِجل «بلان» ... ولكن

تصغير
تكبير
تعتبر العاصمة الفرنسية باريس أجمل مدينة في العالم، وهي تسبق على هذا الصعيد عاصمة الجمهورية التشيكية براغ على نحو ما أشارت إليه دراسة نُشرت في إحدى الصحف العالمية في الآونة الأخيرة.

أما على مستوى كرة القدم، فإن باريس، «مدينة الجن والملائكة»، لم تعش أيام مجد «خارجي» استثنائي إلا في ما ندر من مناسبات.

قد تكون معذورة على هذا الصعيد إذ أن تألق العواصم كروياً في «القارة العجوز» لم يكن يوماً قاعدة.

ففي ألمانيا مثلاً يتفوق بايرن ميونيخ «الجنوبي» وغيره عراقةً وألقاباً على فريق العاصمة هرتا برلين.

وفي إيطاليا، لا يمكن قياس عراقة وبطولات يوفنتوس التوريني وميلان وانترميلان اللومبارديين بسجل روما ولاتسيو المتواضع.

أما في اسبانيا، فإن ريال مدريد يعتبر سفيراً «ذهبياً» للعاصمة، وفي انكلترا ثمة أكثر من فريق قادر على تمثيل لندن خير تمثيل مثل أرسنال وتشلسي وتوتنهام على الرغم من أن ليفربول ومانشستر يونايتد يستحوذان على القدر الأكبر من المشجعين والشعبية، دون ان ننسى مانشستر سيتي المتألق في السنوات القليلة الماضية بفعل «الملايين» الإماراتية.

باريس سان جرمان لم يكن يوماً عريقاً، فقد تأسس في العام 1970، وهو تاريخ خجول إذا ما قورن بتاريخ تأسيس أندية أوروبية عملاقة أخرى.

ماترا راسينغ الذي أبصر النور في 1882 كان سفير العاصمة الفرنسية في الثمانينات، ولعب له الأوروغوياني إنزو فرانشيسكولي والألماني بيار ليتبارسكي ودافيد جينولا وغيرهم إلا أنه هوى بعد ذلك ولم نعد نسمع به.

وبعد سنوات شهدت تألقاً وأخرى هبوطاً، أمسك سان جرمان بزمام اللعبة في فرنسا بفضل أموال قطرية سعى من خلالها رئيس النادي ناصر الخليفي إلى وضع مشروع يصل بفريق العاصمة إلى القمة الأوروبية.

سيطر سان جرمان على اللعبة محلياً في السنوات الثلاث الماضية بفضل لاعبين ما كان الدوري الفرنسي يحلم في يوم من الأيام أن يراهم ينشطون في مبارياته، أبرزهم السويدي زلاتان أبراهيموفيتش والأوروغوياني إدينسون كافاني والأرجنتيني أنخيل دي ماريا وغيرهم، مع تخصيص رواتب لم يسبق للمسابقة أن شهدتها.

لكن «مشروع الخليفي» لم يتحقق حتى الساعة.

صحيح ان الدوري الفرنسي بات بمثابة الجائزة المضمونة للفريق قبل بداية الموسم (يتصدر الترتيب حاليا بـ66 نقطة بعد 24 مرحلة متقدما على موناكو الثاني بـ24 نقطة)، إلا أن كأس دوري أبطال أوروبا تبقى الهدف الاسمى.

قرعة دور الـ16 للمسابقة الأوروبية الأم أوقعت سان جرمان في مواجهة تشلسي الا ان الفريق الفرنسي سيكون مرشحا هذا الموسم لتجاوز عقبة الـ«بلوز» الذي يعاني الأمرين في الدوري الانكليزي، وقد تخلى عن مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو واستعان بالهولندي غوس هيدينك الذي أكد بأن دوري الابطال سيكون الهدف المركزي.

في 8 مايو 1996، عاش سان جرمان أمسية أوروبية لا تنسى بعد ان نجح في انتزاع اول لقب قاري في تاريخه تمثل في كأس الكؤوس الأوروبية وهي المسابقة التي جرى إلغاؤها بعد فترة، وذلك على حساب رابيد فيينا النمسوي (1-صفر) في المباراة النهائية في العاصمة البلجيكية بروكسل.

لا شك في ان أطماع العاصمة الباريسية باتت أكبر اليوم، ويملك مدرب الفريق لوران بلان فرصة لتحقيق حلم طال انتظاره.

بلان قاد سان جرمان حتى اليوم في 100 مباراة ضمن الدوري الفرنسي، فاز فريقه في 72 منها، تعادل في 22، وخسر فقط في 6.

احرز لاعبوه ما مجموعه 228 هدفاً وتلقت شباكهم 70 هدفاً فقط.

لا شك في انه سجل نادر التحقيق، إلا ان الجميع يعلم بأن فرنسا لا تمتلك في الوقت الراهن أندية من شأنها أن تزعزع أو تهدد فريقاً يحظى بدعم مالي غير مسبوق وبنجوم من الصف الأول كسان جرمان.

لا يعيد الاعلام والشارع الرياضي الفرنسيين الفضل كله إلى بلان في ما حققه الفريق الباريسي، بل الى ملايين الخليفي.

ولا شك في ان سهام الحب سترمى نحو بلان نفسه من قبل الجماهير الباريسية فقط في حال نجح في قيادة النادي الى اعلى نقطة من منصة التتويج في دوري الأبطال.

«بلان» كلمة فرنسية تعني «أبيض»، وهي تصلح لوصف مسيرة المدرب لوران بلان في الدوري الفرنسي.

يبقى أن نعرف ما إذا كان لوران سيفرض اسمه (بلان) في دوري الابطال أيضاً.

sousports@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي