الأمثال الكويتية القديمة حادة المفردات، ومؤثرة بشدة في المتلقي، والمثل الكويتي يقول: «يا خادم الخدم، أبشر بالندم»، فعلى كثرة الخدم في المنزل الكويتي، إلا أن هناك مشاكل لا تنتهي من هروب وتغيّب، وكلفة مرتفعة على رب الأسرة، التي قد تصل إلى أكثر من 250 ديناراً كويتياً شهرياً، منها نصيب لمكاتب جلب العمالة، والرواتب الشهرية وتذاكر السفر السنوية، والإقامة والعلاج، ورسوم أخرى غيرها.
وقد «عشمنا» النائب كامل العوضي خلال حملته الانتخابية بأن يدعو لتأسيس شركة مساهمة لجلب العمالة المنزلية لعلّها تخفف العبء عن كواهلنا، ولكنها كانت سراباً ولم نرَ شيئاً حتى الآن إلا التصريحات، والمزيد من بيع الوهم.
والإحصائيات اليوم تقول إن عدد الخدم في الكويت بلغ 575 ألف رجل وامرأة، لا يبلغ عدد العرب منهم إلا 3543 فرداً، أي أن الخدم يساوون 12.5 في المئة من سكان الكويت، ما يجعلنا في تشكيلة من اللهجات واللغات بدأت تظهر على ألسنة أطفالنا بشدة،، وهذه الكلفة بدأت تتأثر بها ميزانية الدولة، التي بدأت تسعى لتحميل المواطن هذا العبء، عبر زيادة الرسوم على المعاملات ورفع نصيب الخادم من دعم البطاقة التموينية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنبقى أسرى لحاجتنا إلى الخدم رغم كلفتهم الشديدة؟ أم نبدأ بالاعتماد على أنفسنا، وأن يشترك الرجل مع زوجته في القيام ببعض الأعمال المنزلية تخفيفاً للعبء عنها، كما شاركته بدفع جزء كبير من راتبها لدعم ميزانية الأسرة؟ وما على الرجل إلا الابتعاد أو تقصير مدة زياراته للديوانيات والمقاهي مضيعاً وقته في ما لا يفيد، ولعلنا بذلك يزداد الارتباط بين رب الأسرة وزوجته وأطفاله، ويكتسبون منه بعض العادات والقيم الأصيلة للشعب الكويتي التي خالطها بعض العادات والقيم وحتى المقدسات للخدم من غير المسلمين أو العرب، لكثرة ارتباطهم بهم، مع غياب الأب والأم عن أطفالهما فترة طويلة.