2 > 1

قطار السلام يسير بالوقود الروسي

تصغير
تكبير
بدت الأوساط الديبلوماسية في الأيام الأخيرة منشغلة «جدياً» للانتهاء من الأزمة السورية. فهل ستعبر إلى نهاية الطريق أم ستتعثر كالمحاولات السابقة؟

شكك البعض في قدرة الروس على حسم المعركة الدائرة في سورية منذ خمس سنوات، حين جاءوا قبل ثلاثة أشهر بحماسة شديدة وأغارت طائراتهم بفاعلية وشدة وفعلوا ما لم تستطع فعله طائرات التحالف الدولي منذ أكثر من سنة. لكنهم (أي الروس) مع ذلك خيّبوا آمال المراقبين ولم يستطيعوا إنهاء «داعش» والقضاء عليه كما كان متوقعاً.


في الحقيقة تدخل الروس لم يكن بدافع القضاء على «داعش» تحديداً، بل إن مصلحتهم تقتضي البقاء على نظام بشار وضرب القوات المعادية أياً كان شكلها، فهذه الضربات لم تقتصر على «داعش» بل شملت الفصائل العسكرية الأخرى خصوصاً الإسلامية المتطرفة، وبما أن هذه الفصائل المتطرفة بما فيها «داعش» صارت بعد انقضاء خمس سنوات من عمر الأزمة السورية واقعاً ميدانياً بعد سيطرتها على قطاعات واسعة من الأراضي. لذلك كان من الصعب جداً أن يتخلص منها سلاح الجو الروسي في غضون أسبوع أو اسبوعين برغم جدية الضربات وقسوتها.

لكن الاسبوع الماضي حصل الكثير من التطورات الميدانية التي يُمكن عدها كنتائج للتدخل الروسي. فالجيش السوري استطاع استرجاع الكثير من الأراضي، كما أن خروج الميليشيات المتطرفة من مخيم اليرموك واصطياد رموز هذه الميليشيات كزعيم «جيش الاسلام» ورفاقه، تُعتبر كلها علامات فارقة في الأزمة السورية تصب لمصلحة التحالف الذي يضم الحكومة والنظام.

فلو عُدنا للسؤال الأول الذي بدأنا فيه المقال وهو هل ستأخذ محادثات جنيف المقبلة نفس المصير الذي أخذته المحادثات السابقة (جنيف 1 و 2)؟ الجواب لا. فبعد التطورات الميدانية والتقدم الكبير الحاصل لتحالف الحكومة السورية، يمكن للمراقب أن يستنتج شيئاً ما يحصل خلف الكواليس بهدف إغلاق الملف جدياً. فالشيء الأول المهم أن ضربة زهران علوش زعيم «جيش الإسلام» القوي جاء بفضل معلومات استخباراتية، وهي بالتالي معلومات تجسسية من داخل الدائرة المقربة من قيادات الجيش. ما يعني أن التشققات والانقسامات أصبحت تتفشى في القوى المتطرفة.

والشيء الآخر أن التحركات الديبلوماسية والزيارات المعلنة والسرية للتحالفات المتعادية بدأت تدب فيها النشاط خلال الشهرين الماضيين، وكيري ولافروف اتفقا على حل الأزمة قبل اسبوعين، كما سمعنا بوجود بعض الزيارات السرية المتبادلة بين الإيرانيين والسعوديين.

هذه التحركات وغيرها تُشير إلى قُرب نهاية الأزمة. لذلك ليس مستغرباً أبداً أن تشتكي المعارضة السورية في اسطنبول تجاهلها وعدم دفع رواتبها منذ أسابيع، فأغلب الظن أن صلاحيتها دولياً قد انتهت!

hasabba@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي