دراسة تربوية تؤكد أن «النسبة متوسطة ولا تشكل ظاهرة سلبية كبيرة إلا أنه يجب الانتباه لها»

نصف طلبة «الثانوية» ... عدوانيون!

تصغير
تكبير
دوافع السلوك العدواني ومظاهره

• يرتبط بالقلق المدرسي وانخفاض قوة الـ«أنا» لدى الطلبة ولا يرتبط بالاكتئاب

• انتشاره بين الطلبة في المناطق التعليمية بالمستوى نفسه على عكس ما يعتقد

• 86 في المئة نسبة التشويش على المعلم أثناء الشرح و79.6 للمشاجرات بين الطلبة

• الشخبطة على الحائط 78.7 في المئة و75 للاستهزاء بأوامر المعلمين و59.3 لإثارة الفوضى في الطابور و56.5 لتكسير الأثاث

توصيات الدراسة

• ضرورة ملاءمة عقوبات مجلس النظام المدرسي لسلوك الطالب السلبي

• توعية الآباء بالأساليب الصحيحة لتربية الأبناء دون تدليل أو قسوة زائدة

• تعزيز قيم التسامح والحوار بين الأبناء

دون تعصب طائفي أو مذهبي

• تقليل محتوى العنف في الدراما التلفزيونية وتعزيز الخطاب الديني المجتمعي
توصلت دراسة تربوية أجرتها مراقبة الخدمات الاجتماعية والنفسية في منطقة حولي التعليمية عن نسبة السلوك العدواني في المدارس الثانوية، إلى أن 55.1 في المئة من الطلبة يتميزون بالسلوك العدواني، وهي وفق الدراسة «نسبة متوسطة لا تشكل ظاهرة سلبية كبيرة إلا أنه يجب الانتباه لها».

وشددت الدراسة على ضرورة الأخذ في الاعتبار المرحلة العمرية التي يمر بها الطلبة وبما تساعد على أساليب التعامل المناسبة معهم في هذه المرحلة بما يساهم في التخفيف من الشعور بسلوكهم العدواني.


أسباب

وبتحليل النتائج أشارت الدراسة إلى أن السلوك العدواني يرتبط بصورة موجبة مع القلق المدرسي بما يشير إلى أن ارتفاع مستوى قلق الطلبة بالبيئة المدرسية وما يؤدي إليه من توتر واضطراب في العلاقات والمصاحبات الانفعالية للقلق المرتبط بالبيئة المدرسية مثل قلق العلاقة مع الزملاء أو المعلمين أو قلق الاختبار الذي يؤدي إلى جنوح الطلبة نحو السلوك العدواني كتعبير يتخذه الطالب للكشف عن القلق لديه وبما يشير إلى أن إجراءات خفض القلق المدرسي ترتبط بخفض مستوى السلوك العدواني ،مؤكدة أن القلق هو توقع حدوث النتائج السلبية من الطلبة والذي يؤدي إلى عدم الطمأنينة النفسية والتي تزيد بطبيعتها من توتر الجهاز العصبي وزيادة حساسيته وهو ما يجعل الشخص أكثر عرضة للاستثارة وعدم ضبط النفس.

كما أثبتت أن السلوك العدواني يرتبط بانخفاض قوة الأنا لدى الطلبة، حيث يزيد السلوك العدواني عند الطلبة المتسمين بانخفاض قوة الأنا وقوة الأنا هي أحد عوامل الشخصية وتميز المرتفعين عليها بالاتزان الانفعالي والهدوء كما يتميز المنخفضين بسرعة الاضطراب وانخفاض الاتزان والميل للعصابية وهو ما يجعل الارتباط بين السلوك العدواني والمنخفضين على قوة الأنا منطقية حيث إن الأشخاص العصابيين الأقل اتزاناً وهم من سهل عليهم تفعيل غضبهم بصورة عدوانية خارجية وتتفق هذه النتيجة مع ارتباط السلوك العدواني بالقلق المدرسي حيث إن جزءا من انخفاض قوة الأنا يرتيط بارتفاع القلق المدرسي.

وبينت الدراسة أنه استناداً إلى دراسات أخرى أنه لا توجد علاقة أوارتباط بين السلوكيات العدوانية والاكتئاب، كأحد المؤشرات العصابية وأوضحت أن السلوك العدواني ينتشر بين الطلبة بالمستوى نفسه مع اختلاف المناطق التعليمية على عكس ما يعتقده بعض المهتمين، وربما يكون حكمهم ناتجا عن حالات فردية في بعض المناطق دون غيرها، إلا أنه للتحقق العلمي وجد أن مستويات هذا السلوك تنتشر بالقدر نفسه داخل المجتمع الكويتي عامة.

وتضمنت الدراسة مستوى السلوك العدواني لدى طلبة المرحلة الثانوية كما يدركه مشرفو الأجنحة حيث تم استخراج متوسط الطلبة على مجموع درجاتهم على استمارة ملاحظة السلوك العدواني للمشرفين وبلغ المتوسط العام 12.6 من المجموع الكلي 20 وانحراف معياري 3.8 ما يشير إلى أن نسبة السلوك العدواني لدى طلبة المرحلة الثانوية كما يشير المشرفون 63 في المئة وهو مستوى يعلو عن المتوسط قليلاً ويقترب من فوق المتوسط ويفوق تقدير السلوك العدواني من وجهة نظر الطلبة حيث بلغ 55 في المئة من مقياس السلوك العدواني للطلبة من الدراسة الأولى وهو ما يشير إلى أن المشرفين يدركون السلوك العدواني لدى الطلبة أكثر من إدراك الطلبة لأنفسهم.

مظاهر

واستعرضت الدراسة مظاهر السلوك السلبي لدى الطلبة بالمرحلة الثانوية مرتبة حسب الأكثر تكراراً من وجهة نظر المعلمين مشرفي الأجنحة حيث بلغت نسبة التشويش على المعلم أثناء الشرح 86.1 في المئة وبلغت كثرة المشاجرات بين الطلبة 79.6 في المئة ومثلها بلغت عدم إطاعة الاوامر في بعض الأحيان ،فيما بلغت الكتابة والشخبطة على الحائط في المدرسة 78.7 في المئة، وبلغ اختلاق المشكلات في المدرسة 75.9 والاستهزاء بأوامر المعلمين 75 في المئة، وإلقاء القاذورات في الفصل 75، والتأخر عن مواعيد الحضور إلى المدرسة 72.2 في المئة، وضرب الزملاء بشدة عند الشجار معه 71.3 في المئة، وقذف الأشياء بشدة عند الغضب 69.5، واللعب بعنف مع الزملاء أثناء الاستراحة 66.7، وإثارة الفوضى أثناء طابور الصباح 59.3، وتكسير الأثاث المدرسي 56.5، وضرب الزملاء أثناء انهماك المعلم في الشرح 56.5 في المئة، ومثلها رش الماء على الزملاء أثناء اللعب معهم فيما بلغ أخذ أدوات الزملاء وعدم ردها لهم 51.9 في المئة، وتقطيع الكتب والكراسات 51.9، والاشتراك في الألعاب الرياضية العنيفة 42.6، وقضم الأظافر بشدة 32.4 في المئة والجلوس بمفرده 29.6 في المئة.

وذكرت أن النسبة المستخرجة تشير إلى وجود حاجة لتطبيق برامج وقائية وأنشطة طلابية تخفف من حدة السلوك العدواني كما يتطلب تدريب مشرفي الأجنحة على كيفية التعامل التربوي مع الطلبة خصوصا ذوي السلوك العدواني المرتفع وكذلك قيام الباحثين والباحثات الاجتماعيات والنفسيات بالاهتمام بهذه الحالات ووضع الخطط الوقائية والعلاجية التي تحد من هذا السلوك.

التوصيات

وخلصت الدراسة إلى إعداد توصياتها مشتملة على 4 فروع ؛ أولها في ما يخص المدرسة وأهمها تدريب الباحثين والباحثات العاملين في مجال الخدمة النفسية والاجتماعية على برامج خفض السلوك العدواني وتنفيذ ورش عمل ومحاضرات للهيئة التعليمية ومشرفي الأجنحة في كيفية التعامل مع الطلبة وفقاً للمرحلة العمرية خصوصا الطلبة ذوي السلوك العدواني ،وزيادة الأنشطة والفعاليات الهادفة لاستثمار طاقات الطلبة بصورة إيجابية ، وخفض حدة الغضب والعدوانية وتدريب الطلبة على تعزيز قيم الولاء والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر ،واستخدام أساليب الحوار بدلاً من العنف إضافة إلى قيام الإدارات المدرسية باستخدام نمط الإدارة الديموقراطية في التعامل مع الطلبة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم ومشاركتهم في السياسة التعليمية داخل المجتمع المدرسي ،وقياس السلوك العدواني ودرجته وأهم مظاهره داخل المجتمع المدرسي ، عن طريق إجراء الدراسات والبحوث العلمية بصورة دورية والوقوف على الأسباب والدوافع للسلوك العدواني للطلبة خاصة المرتبطة بالبيئة المدرسية بهدف العلاج وتخفيف حدة الغضب ،وعمل البرامج التوعوية المتخصصة التي تهدف إلى خفض مستوى القلق المدرسي لدى الطلبة ،ويجب أن تكون العقوبات التربوية لمجلس النظام المدرسي ملائمة للسلوك السلبي الذي يرتكبه الطلبة.

وحددت الدراسة توصياتها للأسرة واهمها توعيتها بأساليب التنشئة الاجتماعية والنفسية السليمة لخلق أبناء ذوي قدرة على ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف ،وتوعية الآباء بالأساليب الصحيحة لتربية الأبناء دون تدليل أو قسوة زائدة ،وتوعيتهم كذلك بأساليب التعامل مع الطلبة خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة ومشاركة اولياء الأمور في البرامج المدرسية ،وتوعيتهم بتعزيز قيم التسامح والحوار لدى أبنائهم دون تعصب طائفي أو مذهبي.

واختتمت الدراسة توصياتها بالنسبة لوسائل الإعلام حيث يجب تقليل محتوى العنف في الدراما التلفزيونية باعتبارها من أكثر وسائل الإعلام التي تساهم في زيادة العنف الطلابي ،والاهتمام بالبرامج التوعوية للمجتمع حول العنف الطلابي وأسبابه ومظاهره وكيفية التعامل السليم مع الآخرين ،والتركيز على النماذج الإيجابية لدى الشباب حتى تكون قدوة للآخرين ،فيما وجهت توصيتها الوحيدة للمجتمع بضرورة التركيز على الخطاب الديني بوصفه أحد وسائل التوعية للطلبة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي