رأي قلمي

فكرة تكشف وسلوك يُعرّي...

تصغير
تكبير
نحن نعلم بأن معرفتنا بالطبيعة البشرية والعقل البشري، والأجسام والمواد المنتشرة في الكون معرفة ناقصة وغير نهائية، لذا لابد من الدقة والحذر حين نريد تقرير الحقائق المتصلة بكل ما سبق، أو حينما نريد إصدار أحكام عليها، وينبغي علينا أن نتدرج في بناء الفكرة وتطويرها وتوسيع مدلولها خصوصاً إن كانت تتعلق بطبيعة وعقل البشر.

قالت العرب قديماً: «تكلموا تُعرفوا» وهذا صحيح إلى حد بعيد، حين نلتقي بشخص لا نعرفه فإن الذي يكشف لنا عن عقله وعلمه هو كلامه، ومن خلال ملاحظتنا للشأن الإنساني، ورصد ردود الأفعال لأي حدث مجتمعي - قضية تربوية أو أخلاقية - أزمة اقتصادية - مشكلة زواجية أو أسرية، تستطيع أن تميز بين الغني بأفكاره وعقله الناضج وبين الفقير الذي لا يملك شيئاً من العلم والمعرفة إلا ترديد كلام الغير وإن كان فيه تجريح وتشهير للناس، ونظرته للأمور سطحية، وتحليله للقضايا تافه ومزعج لا يستند على علم وحقائق تثبت قوله.


إن اهتمامات الشخص هي من تكشف لنا عن عقله ومشاعره، فالكبار كبار في رؤيتهم لما وراء الحدث، كما أنهم تمكنوا من الخروج من دوائر اهتمامهم بأنفسهم ومصالحهم ومتعهم الشخصية ليدوروا في فلك مصالح المجتمع وحاجاته، إن الذي يؤرقهم هو ما يؤرق المجتمع، كما أن ما يُفرحهم هو ما يُفرح المجتمع، فعلاً إن اهتمامات الإنسان تلخّص رؤيته للحياة، وتترجم مشاعره على نحو دقيق ومتألق ولافت.

ختاما نقول: كل شيء له علاقة بأي وجه من الوجوه بسلوك الإنسان، يدل على شيء من شخصيته وجوهره، ويرسل لنا إشارات واضحة حول ما خفي علينا من شأنه واتجاهاته، وهنا تعرت الكثير من العقول والشخصيات بعد معرفة ردود أفعالهم على موت شخص نختلف معه قلباً وقالباً بتوجهه وأفكاره ومقولاته، ولكننا لا نملك من الأمر شيئاً، وكل ما تبقى علينا قوله «اللهم اغفر وارحم للسيد الفاضل نبيل الفضل واجعل قبره روضة من رياض الجنة» وما ذلك على الله بعزيز.

m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي