محافظ جنوب سيناء: مليارا جنيه خسائر السياحة المصرية شهرياً

أكد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، أن مصر لن تنسى موقف دولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً، إلى جانب الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو، مشيداً بمبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لتشجيع السياحة في شرم الشيخ، مشيراً إلى أن السياحة المصرية تخسر ملياري جنيه شهرياً منذ حادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية.

وجدد فودة في مؤتمر صحافي مع الوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور شرم الشيخ حاليا، بالتنسيق مع السفارة المصرية في الكويت، وبرئاسة وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الإعلام الخارجي فيصل المتلقم، ومدير جمعية الصحافيين الكويتية الزميل عدنان الراشد، الدعوة للمستثمرين الكويتيين لاستغلال الفرص المتاحة في شرم الشيخ، كما جدد الدعوة لاستكمال المشاورات بخصوص إنشاء مجمع «أفنيوز» مماثل للنسخة الكويتية، ويضم قاعة مؤتمرات عالمية تتسع لحوالى 3000 شخص.

وأشار إلى الاجتماع الثاني لمجلس الأعمال الكويتي - المصري الذي استضافته شرم الشيخ أوائل ديسمبر الجاري، حيث تم بحث العديد من المشروعات الاستثمارية التي يمكن تنفيذها في مدينة السلام. ولفت إلى اتفاق التآخي بين محافظتي الجهراء وجنوب سيناء، متوقعا التوقيع على هذا الاتفاق في المستقبل القريب بالكويت.

وشدد على «استمرار عمليات التطهير في محافظة جنوب سيناء التي تبلغ مساحتها 31 ألف كيلومتر مربع، وتشغل الحيز الجنوبي من سيناء وتشكل علامة النصر وتملك ثروة تعدينية وبترولية في باطنها، ما يجعلها تشكل مستقبلاً واعداً»، مشيراً إلى «وجود 5 مطارات، إضافة إلى مطار سادس تحت الإنشاء، فضلا عن الموانئ، ومن بينها الطور الذي سيصبح ميناء عالمياً».

وتحدث فودة عن السياحة في جنوب سيناء التي «تتميز بمقومات سياحية لا مثيل لها، ومنها الجبال الشاهقة مثل جبل سانت كاترين، وكذلك جبل موسى، فضلا عن وجود 600 كيلومتر شواطئ بالمحافظة، وآثار قديمة تعود إلى القرن الثالث الميلادي وهي دير سانت كاترين»، مشيرا إلى أهمية تنشيط السياحة الدينية، معتبراً أن «هذا النوع من السياحة يمكن أن يدر الكثير من الأموال، ولكننا للأسف لم نستغله حتى الآن، ملمحا إلى التفكير في إنشاء مجمع للأديان لكن يحتاج إلى مزيد من الدراسات والموافقات».

واستعرض فودة أيضا عدداً من أنواع السياحة في جنوب سيناء، منها الغوص، حيث يوجد بها 5 مناطق للغوص من بين أفضل 9 مناطق في العالم، مع وجود سياحة الشواطئ في شرم الشيخ ودهب وطابا وغيرها، كذلك سياحة المؤتمرات التي تتميز بها شرم الشيخ والتي استضافت في 2015 ثلاثة مؤتمرات عالمية، وتستعد في العام الجديد لمجموعة كبيرة، منها مؤتمر الاستثمار في افريقيا في فبراير ويحضره 21 رئيس دولة افريقية و1500 شخص، ومؤتمران عالميان في مايو، الأول (دافوس) والثاني للاتصالات، فضلا عن السياحة الرياضية التي أنشئت من أجلها قرية شبابية تضم ملاعب لكرة القدم وحمام سباحة أولمبيا وملاعب اسكواش، متمنيا أن «يتم تبادل زيارات الوفود الشبابية مع الكويت، وأن تستغل الأندية الكويتية هذه القرية في المعسكرات التدريبية».

كما تطرق محافظ جنوب سيناء إلى «السياحة البيئية، من خلال 5 محميات بمساحة إجمالية تشكل 34 في المئة من المحافظة ولكل محمية خاصية معينة»، كما أشار الى وجود 17 نوعا من الأعشاب الطبية لا تزرع إلا في سيناء، فضلا عن وجود سياحة علاجية تتمثل في حمام موسى وحمام فرعون والمياه الكبريتية التي تساعد على علاج العديد من الأمراض، معربا عن أسفه لعدم استغلال هذه السياحة حتى الآن.

وشدد فودة على توافر الأمن في جنوب سيناء، بالقول: «أتحدى أن تكون هناك مدينة سياحية في العالم آمنة مثل شرم الشيخ، التي يمكن لأي سائحة أن تسير بمفردها في منتصف الليل بالشوارع دون خوف»، مشيرا إلى أن «مصر قد تعرضت للظلم في حادث الطائرة الروسية، وأن هناك مخططاً لضرب السياحة المصرية في مقتل، حيث تم اختيار المكان وهو مطار شرم الشيخ والوقت المتمثل في ذروة الموسم السياحي للقيام بهذه العملية التخريبية».

وقال: «لقد وصلنا في شهر أكتوبر الماضي إلى نسبة إشغال في الفنادق تصل إلى 80 في المئة، ويبدو أن ذلك لم يعجب القوى الظلامية، ما دعاها إلى ضرب السياحة عن طريق مخطط خارجي لضرب الاقتصاد المصري، حيث لا تتعدى نسبة إشغال الفنادق الآن في شرم الشيخ 16 في المئة»، وتساءل: «هل يعقل هذا ونحن في قمة الموسم؟»، مشيراً إلى أن «نسبة الحجوزات في فترة الكريسماس كانت 100 في المئة».

وكشف فودة عن أن «الخسائر منذ سقوط الطائرة الروسية بلغت ستة مليارات جنيه حتى الآن، بواقع ملياري جنيه شهرياً في قطاع السياحة بالمحافظة».

وأشاد فودة بالدول العربية في دعم مصر، لاسيما الكويت والسعودية والإمارات، وتفهم قياداتها للمخطط، مشيداً بتواجد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في شرم الشيخ، للمشاركة في مؤتمر الشباب العربي، وتصريحاته لوسائل الإعلام بأن مصر عمود الأمة العربية ولن تنكسر، مشدداً على أن «مصر لن تنسى هذا الموقف التاريخي الذي يمثل الكويت قيادة وحكومة وشعبا».

من جانبه، أكد المتلقم، ثقة الكويت الكبيرة بشقيقتها مصر في تحدي كل الظروف، كما أن «القيادة الكويتية والحكومة والشعب يؤكدون دائما على دعم العلاقات مع مصر في كل المجالات»، معتبراً أن «أمان مصر هو أمان لكل الدول العربية»، ولافتا إلى أن «الكويتيين يتدفقون على مصر للسياحة، ولم تتغير نسبة تواجدهم في أحلك الظروف».

وشدد المتلقم على أن «مصر ستظل بلد الأمن والأمان فهي بلد كبير ورائدة العالم العربي في كل المجالات»، منوها إلى أنه «شاهد الكثير من التسهيلات والأشياء المتميزة في شرم الشيخ».

وكان الراشد، استهل المؤتمر الصحافي بالحديث عن العلاقات المتينة بين الشعبين الكويتي والمصري، وحرص القيادة الكويتية على تعزيز تلك العلاقات وتطويرها، مشيرا إلى «وجود نسبة كبيرة من المصريين العاملين في الصحافة الكويتية ضمن الوفد الإعلامي الكويتي الزائر، يؤكد أننا شعب واحد».