بري: أفضل سيناريو لملء الشغور تَفاهُم عون وفرنجية
الحريري يتريّث في مبادرته الرئاسية


... «عُلّقت». هكذا بدا مصير المبادرة التي طرحها الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري بطرْح اسم زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والتي صارت بين «مطرقة» اعتراضات الأطراف المسيحية الوازنة، كلٌّ لاعتباراتها، و«سندان» الضمانات المتصلة بمرحلة ما بعد انتخاب فرنجية لا سيما لجهة «السلّة المتكاملة» التي تشمل قانون الانتخاب وتركيبة الحكومة وتوازناتها وبيانها الوزاري.
وشخصت الأنظار امس الى منطقة الرابية التي ضربت موعداً مع لقاء صار «حدَثاً» بين الحليفيْن المسيحييْن داخل فريق 8 آذار، اي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون وفرنجية، اللذين تحوّلا فجأة «خصميْن» يتنافسان على الرئاسة، التي يصرّ «الجنرال» على أحقّيته فيها باعتباره «الأقوى مسيحياً»، فيما بات زعيم «المردة»، بالمعنى السياسي، على مشارف قصر بعبدا باعتبار ان اي استطلاع لأصوات البرلمان بحال تأمّن نصابه يضمن له أكثر من 76 صوتاً ولو تحفّظ المتحفّظون او غاب المعترضون.
وقبيل انعقاد اجتماع عون - فرنجية، الذي ترنّح نهاراً أكثر من مرة بين «أُلغي ولم يُلغ»، كانت كل المؤشرات تدلّ على ان زعيم «التيار الحر» ليس في وارد التراجع عن ترشُّحه لمصلحة فرنجية، وسط «غضب» عبّر عنه «الجنرال» على خلفية «تفرُّد» زعيم «المردة» بالالتفاف عليه من خلال ملاقاة الحريري ولقائه في باريس ومحاولة قطْع الطريق عليه رئاسياً. حتى ان عون تعمّد عشية اللقاء المنتظر توجيه رسالة معبّرة و«قاسية» الى رئيس «المردة»، اذ خفّض البيان الذي صدر بعد اجتماع «تكتل الغيير والإصلاح» من «رتبة» فرنجية ولم يخاطبه كزعيم «المردة» بل كـ «عضو التكتّل»، مذكراً اياه بأنه «قال إنّ العماد عون لا يزال مرشح الخط الاستراتيجي الذي ينتمي إليه، وهذا عبارة عن مصارحة، فتقويم دقيق للوضع، فقرار، من منطلق أن البيت الواحد معني بكل ما يجري مهما كان توصيف ما يجري».
وفيما كان رئيس البرلمان نبيه بري يقول في «لقاء الاربعاء» النيابي ان «أفضل سيناريو في الشأن الرئاسي هو التفاهم بين عون وفرنجية»، بدا واضحاً ان عون يستفيد، في تمسُّكه بعدم سحب ترشيحه، من «الصمت الملتبس» لـ «حزب الله» الذي تعاطى مع «الجائزة الكبرى» التي قدّمها له الرئيس الحريري بتأييد خيار مرشّحه الفعلي للرئاسة، اي فرنجية، بـ «عقل بارد»، فلم يعمد كما كان متوقّعاً الى «اقتناص الفرصة» سريعاً، بل تعاطى مع هذا «التنازل» على انه «مكسب صار في الجيْب»، باعتبار ان زعيم «المردة» بات بمثابة «الرئيس مع وقف التنفيذ» في ظل صعوبة الخروج بمرشح آخر يمكن ان يلعب الفريق الآخر «ورقته» لدفع الحزب الى تسهيل الملف الرئاسي.
وتفسّر اوساط مطلعة عبر «الراي» صمت «حزب الله» حتى الساعة باعتباره مرتبطاً بأمرين:
الأول اقتناعه بعدم التخلي عن العماد عون وهو ما دأب على فعله منذ إبرام ورقة التفاهم بينهما العام 2006 والتي أمّنت للحزب غطاء وأفقاً مسيحياً غطّى خياراته في الداخل والخارج، كما وفّر له القدرة على ممارسة «فيتو» فعلي ضمن اللعبة السياسية، سمح له مرات بقلب الطاولة كما حصل ابان الإطاحة بحكومة الحريري في يناير 2011.
وبهذا المعنى، فإن «حزب الله»، الذي يريد فرنجية رئيساً، لا يرغب في خسارة عون ودخول العهد الجديد مفرِّطاً بورقة «الجنرال» التي يمكن ان تساهم في اختلال موازين القوى السياسية.
والأمر الثاني، ان «حزب الله» يتطلّع في الواقع الى ضمانات تتعلق بمرحلة ما بعد فرنجية، والأهمّ في هذا السياق يبقى قانون الانتخاب الذي يصر الحزب على ان يعتمد النسبية في الاقتراع، اي العودة الى منطق «السلة المتكاملة» الذي سبق ان طرحه السيد حسن نصر الله، معتبراً في حينه ان قانون الانتخاب هو المدخل لإعادة تكوين السلطة.
وترى الأوساط المطلعة ان «حزب الله» يريد ضمان قانون انتخاب يتيح له ترتيب التوازنات الداخلية بما يوازي تعديل النظام، وهو ليس مستعجلاً ويرى ان التطورات الاقليمية تصبّ لمصلحته وان استمرار الاهتراء المؤسساتي لا يضيره وربما يوفر عليه 6 سنوات انتظار (عمر ولاية فرنجية) قبل ادخال تعديلات على النظام اللبناني. وتالياً اذا تأمّن للحزب القانون المطلوب فعندها يعطي اشارة خضراء للسير بالاستحقاق ولكن من دون التخلي عن عون، اذ قد يقاطع اي جلسة انتخاب بالتكافل مع «الجنرال» او يصوّت لمصلحته بحال أصرّ الاخير على عدم الانسحاب.
وفي المقلب الآخر، برز ما يشبه «التريّث» من الحريري في اعلان تأييد فرنجية الذي كان متوقعاً ان يحصل من بيروت، علماً ان هذا التريث أثار امتعاض الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الذي لعب دور «المسوّق العلني» لخيار زعيم «المردة» داخلياً ليجد ان رئيس «المستقبل» تراجع خطوة الى الوراء.
وربطت اوساط سياسة مواكبة للملف الرئاسي عبر «الراي» سلوك الحريري بنقطتين:
الاول، الاعتراض المسيحي القوي ،لا سيما من حليفيْه في 14 آذار «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، الى جانب عون، على ترشيح فرنجية، وهو ما يشي بإثارة حساسيات طائفية يمكن ان ترتدّ سلباً على «ميثاقية» انتخاب الأخير، ناهيك عن تداعيات ذلك على مستوى تحالف قوى 14 آذار الذي قد يكون خيار فرنجية بمثابة وضْع «الحجر على قبرها» وتالياً دخول العهد الجديد «منزوع السلاح» السياسي.
والثاني ان الحريري «يزين» تداعيات ودلالات ألا يبادر «حزب الله»، وإن من ضمن توزيع أدوار مع بري، الى عدم انتخاب فرنجية، فيكون زعيم «المستقبل» بذلك هو الذي رشّح مرشّح الحزب و«صديق الرئيس بشار الأسد» وسوّق له داخلياً وخارجياً وأوصله الى القصر، فيما اكتفى الحزب بحصد النتائج التي ستساوي له عندها «صفر خسائر» في موازاة «خسائر جمة» للحريري سواء على صعيد بيئته الشعبيّة كما تحالف 14 آذار.
ورغم ان الملف الرئاسي اللبناني كان في صلب المحادثة الهاتفية بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، فان اوساطاً مطلعة أبلغت الى «الراي» ان كل الحِراك في هذا الملف ليس وليد تفاهم ايراني - سعودي، وإن كانت طهران لم تمانع الإفراج عن رئاسية لبنان بما يناسب حلفائها. علماً ان المؤشرات المتراكمة باتت توحي بصعوبة انتخاب فرنجية في جلسة 16 الجاري او حتى قبل نهاية السنة.
السفير المصري اعتبرها «مهمة»
واشنطن وصفت ترشيح فرنجية بـ «التسوية المنطقية»
| بيروت - «الراي» |
برزت امس حركة ديبلوماسية مكثفة في بيروت تعكس وهج الاهتمام الدولي بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وفي هذا السياق استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي السفير الاميركي في بيروت ريتشار جونز الذي اعلن في أوضح موقف اميركي من الملف الرئاسي «اننا توافقنا تماماً على انه حان وقت اجراء الانتخابات الرئاسية الآن وان على الأحزاب المعنية ان تعمل معاً وتختار رئيساً للبلاد. ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية. وكان هناك توافق على ان الوضع الحالي يسوده ارتباك وان على الأطراف اتمام الحوار في ما بينهم للوصول الى انتخابات رئاسية».
وأضاف جونز في اشارة ضمنية الى المبادرة لترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة: «نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها، فإننا نأمل من جميع الأطراف اللبنانيين أن يعملوا معا على تسوية تأتي برئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت».
وفي السياق نفسه، التقى الراعي عشيته مغادرته الى القاهرة السفير المصري محمد بدر الدين زايد، الذي اشار الى انه «كان هناك نقاش في المبادرة المهمة المطروحة حالياً في شأن رئاسة الجمهورية والمشاورات الكثيفة التي تدور بين الأطراف السياسيين، وتشاركنا الامل في ان تسفر هذه الجهود عن انهاء الفراغ الرئاسي».
كما كُشف عن استقبال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط سفيري المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي، حيث جرى البحث في الأوضاع السياسية على مائدة عشاء أقامها الزعيم الدرزي لضيفيْه، علماً ان الرياض كانت اعلنت عبر عسيري «مباركة» خيار فرنجية الذي أيّده علناً جنبلاط.
مقتل قيادي في «النصرة» و9 مسلّحين بقصف للجيش في جرود عرسال
| بيروت - «الراي» |
سدّد الجيش اللبناني «ضربة موجعة» لـ «جبهة النصرة» التي ينتشر مسلّحوها في جرود بلدة عرسال على تخوم القلمون السورية، اذ أدى استهداف مدفعيته لمواقع الجبهة وآلياتها في «وادي الخيل» الى مقتل القيادي فيها المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه اضافة الى مصرع خمسة مسلحين على الأقل كانوا يحاولون سحب جثث قتلاهم.
واعتُبر هذا التطور الذي جاء بعد تسعة أيام على صفقة التبادل التي حصلت بين لبنان و«النصرة» التي أطلقت بموجبها 16 عسكرياً كانت تخطفهم منذ 2 اغسطس 2014، بمثابة «ردّ بالنار» على كل ما رافق إتمام التبادل من كلام عن «منطقة آمنة» تمت إقامتها في جرود عرسال وتحديداً بين مخيمات النازحين التي تنتشر في الجرود وبلدة عرسال.
وشخصت الأنظار امس الى منطقة الرابية التي ضربت موعداً مع لقاء صار «حدَثاً» بين الحليفيْن المسيحييْن داخل فريق 8 آذار، اي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون وفرنجية، اللذين تحوّلا فجأة «خصميْن» يتنافسان على الرئاسة، التي يصرّ «الجنرال» على أحقّيته فيها باعتباره «الأقوى مسيحياً»، فيما بات زعيم «المردة»، بالمعنى السياسي، على مشارف قصر بعبدا باعتبار ان اي استطلاع لأصوات البرلمان بحال تأمّن نصابه يضمن له أكثر من 76 صوتاً ولو تحفّظ المتحفّظون او غاب المعترضون.
وقبيل انعقاد اجتماع عون - فرنجية، الذي ترنّح نهاراً أكثر من مرة بين «أُلغي ولم يُلغ»، كانت كل المؤشرات تدلّ على ان زعيم «التيار الحر» ليس في وارد التراجع عن ترشُّحه لمصلحة فرنجية، وسط «غضب» عبّر عنه «الجنرال» على خلفية «تفرُّد» زعيم «المردة» بالالتفاف عليه من خلال ملاقاة الحريري ولقائه في باريس ومحاولة قطْع الطريق عليه رئاسياً. حتى ان عون تعمّد عشية اللقاء المنتظر توجيه رسالة معبّرة و«قاسية» الى رئيس «المردة»، اذ خفّض البيان الذي صدر بعد اجتماع «تكتل الغيير والإصلاح» من «رتبة» فرنجية ولم يخاطبه كزعيم «المردة» بل كـ «عضو التكتّل»، مذكراً اياه بأنه «قال إنّ العماد عون لا يزال مرشح الخط الاستراتيجي الذي ينتمي إليه، وهذا عبارة عن مصارحة، فتقويم دقيق للوضع، فقرار، من منطلق أن البيت الواحد معني بكل ما يجري مهما كان توصيف ما يجري».
وفيما كان رئيس البرلمان نبيه بري يقول في «لقاء الاربعاء» النيابي ان «أفضل سيناريو في الشأن الرئاسي هو التفاهم بين عون وفرنجية»، بدا واضحاً ان عون يستفيد، في تمسُّكه بعدم سحب ترشيحه، من «الصمت الملتبس» لـ «حزب الله» الذي تعاطى مع «الجائزة الكبرى» التي قدّمها له الرئيس الحريري بتأييد خيار مرشّحه الفعلي للرئاسة، اي فرنجية، بـ «عقل بارد»، فلم يعمد كما كان متوقّعاً الى «اقتناص الفرصة» سريعاً، بل تعاطى مع هذا «التنازل» على انه «مكسب صار في الجيْب»، باعتبار ان زعيم «المردة» بات بمثابة «الرئيس مع وقف التنفيذ» في ظل صعوبة الخروج بمرشح آخر يمكن ان يلعب الفريق الآخر «ورقته» لدفع الحزب الى تسهيل الملف الرئاسي.
وتفسّر اوساط مطلعة عبر «الراي» صمت «حزب الله» حتى الساعة باعتباره مرتبطاً بأمرين:
الأول اقتناعه بعدم التخلي عن العماد عون وهو ما دأب على فعله منذ إبرام ورقة التفاهم بينهما العام 2006 والتي أمّنت للحزب غطاء وأفقاً مسيحياً غطّى خياراته في الداخل والخارج، كما وفّر له القدرة على ممارسة «فيتو» فعلي ضمن اللعبة السياسية، سمح له مرات بقلب الطاولة كما حصل ابان الإطاحة بحكومة الحريري في يناير 2011.
وبهذا المعنى، فإن «حزب الله»، الذي يريد فرنجية رئيساً، لا يرغب في خسارة عون ودخول العهد الجديد مفرِّطاً بورقة «الجنرال» التي يمكن ان تساهم في اختلال موازين القوى السياسية.
والأمر الثاني، ان «حزب الله» يتطلّع في الواقع الى ضمانات تتعلق بمرحلة ما بعد فرنجية، والأهمّ في هذا السياق يبقى قانون الانتخاب الذي يصر الحزب على ان يعتمد النسبية في الاقتراع، اي العودة الى منطق «السلة المتكاملة» الذي سبق ان طرحه السيد حسن نصر الله، معتبراً في حينه ان قانون الانتخاب هو المدخل لإعادة تكوين السلطة.
وترى الأوساط المطلعة ان «حزب الله» يريد ضمان قانون انتخاب يتيح له ترتيب التوازنات الداخلية بما يوازي تعديل النظام، وهو ليس مستعجلاً ويرى ان التطورات الاقليمية تصبّ لمصلحته وان استمرار الاهتراء المؤسساتي لا يضيره وربما يوفر عليه 6 سنوات انتظار (عمر ولاية فرنجية) قبل ادخال تعديلات على النظام اللبناني. وتالياً اذا تأمّن للحزب القانون المطلوب فعندها يعطي اشارة خضراء للسير بالاستحقاق ولكن من دون التخلي عن عون، اذ قد يقاطع اي جلسة انتخاب بالتكافل مع «الجنرال» او يصوّت لمصلحته بحال أصرّ الاخير على عدم الانسحاب.
وفي المقلب الآخر، برز ما يشبه «التريّث» من الحريري في اعلان تأييد فرنجية الذي كان متوقعاً ان يحصل من بيروت، علماً ان هذا التريث أثار امتعاض الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الذي لعب دور «المسوّق العلني» لخيار زعيم «المردة» داخلياً ليجد ان رئيس «المستقبل» تراجع خطوة الى الوراء.
وربطت اوساط سياسة مواكبة للملف الرئاسي عبر «الراي» سلوك الحريري بنقطتين:
الاول، الاعتراض المسيحي القوي ،لا سيما من حليفيْه في 14 آذار «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، الى جانب عون، على ترشيح فرنجية، وهو ما يشي بإثارة حساسيات طائفية يمكن ان ترتدّ سلباً على «ميثاقية» انتخاب الأخير، ناهيك عن تداعيات ذلك على مستوى تحالف قوى 14 آذار الذي قد يكون خيار فرنجية بمثابة وضْع «الحجر على قبرها» وتالياً دخول العهد الجديد «منزوع السلاح» السياسي.
والثاني ان الحريري «يزين» تداعيات ودلالات ألا يبادر «حزب الله»، وإن من ضمن توزيع أدوار مع بري، الى عدم انتخاب فرنجية، فيكون زعيم «المستقبل» بذلك هو الذي رشّح مرشّح الحزب و«صديق الرئيس بشار الأسد» وسوّق له داخلياً وخارجياً وأوصله الى القصر، فيما اكتفى الحزب بحصد النتائج التي ستساوي له عندها «صفر خسائر» في موازاة «خسائر جمة» للحريري سواء على صعيد بيئته الشعبيّة كما تحالف 14 آذار.
ورغم ان الملف الرئاسي اللبناني كان في صلب المحادثة الهاتفية بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، فان اوساطاً مطلعة أبلغت الى «الراي» ان كل الحِراك في هذا الملف ليس وليد تفاهم ايراني - سعودي، وإن كانت طهران لم تمانع الإفراج عن رئاسية لبنان بما يناسب حلفائها. علماً ان المؤشرات المتراكمة باتت توحي بصعوبة انتخاب فرنجية في جلسة 16 الجاري او حتى قبل نهاية السنة.
السفير المصري اعتبرها «مهمة»
واشنطن وصفت ترشيح فرنجية بـ «التسوية المنطقية»
| بيروت - «الراي» |
برزت امس حركة ديبلوماسية مكثفة في بيروت تعكس وهج الاهتمام الدولي بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وفي هذا السياق استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي السفير الاميركي في بيروت ريتشار جونز الذي اعلن في أوضح موقف اميركي من الملف الرئاسي «اننا توافقنا تماماً على انه حان وقت اجراء الانتخابات الرئاسية الآن وان على الأحزاب المعنية ان تعمل معاً وتختار رئيساً للبلاد. ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية. وكان هناك توافق على ان الوضع الحالي يسوده ارتباك وان على الأطراف اتمام الحوار في ما بينهم للوصول الى انتخابات رئاسية».
وأضاف جونز في اشارة ضمنية الى المبادرة لترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة: «نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها، فإننا نأمل من جميع الأطراف اللبنانيين أن يعملوا معا على تسوية تأتي برئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت».
وفي السياق نفسه، التقى الراعي عشيته مغادرته الى القاهرة السفير المصري محمد بدر الدين زايد، الذي اشار الى انه «كان هناك نقاش في المبادرة المهمة المطروحة حالياً في شأن رئاسة الجمهورية والمشاورات الكثيفة التي تدور بين الأطراف السياسيين، وتشاركنا الامل في ان تسفر هذه الجهود عن انهاء الفراغ الرئاسي».
كما كُشف عن استقبال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط سفيري المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي، حيث جرى البحث في الأوضاع السياسية على مائدة عشاء أقامها الزعيم الدرزي لضيفيْه، علماً ان الرياض كانت اعلنت عبر عسيري «مباركة» خيار فرنجية الذي أيّده علناً جنبلاط.
مقتل قيادي في «النصرة» و9 مسلّحين بقصف للجيش في جرود عرسال
| بيروت - «الراي» |
سدّد الجيش اللبناني «ضربة موجعة» لـ «جبهة النصرة» التي ينتشر مسلّحوها في جرود بلدة عرسال على تخوم القلمون السورية، اذ أدى استهداف مدفعيته لمواقع الجبهة وآلياتها في «وادي الخيل» الى مقتل القيادي فيها المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه اضافة الى مصرع خمسة مسلحين على الأقل كانوا يحاولون سحب جثث قتلاهم.
واعتُبر هذا التطور الذي جاء بعد تسعة أيام على صفقة التبادل التي حصلت بين لبنان و«النصرة» التي أطلقت بموجبها 16 عسكرياً كانت تخطفهم منذ 2 اغسطس 2014، بمثابة «ردّ بالنار» على كل ما رافق إتمام التبادل من كلام عن «منطقة آمنة» تمت إقامتها في جرود عرسال وتحديداً بين مخيمات النازحين التي تنتشر في الجرود وبلدة عرسال.